محمد هاشم عبد السلام

 

السبت 21 مارس 2015

 

انطلقت عروض أحدث أفلام والت ديزني، وأقدمها من حيث العنوان، “سندريلا“، والذي يحتل، منذ أن بدأت عروضه العالمية، المراكز الأولى في شباك التذاكر بالعديد من البلدان على مستوى العالم.

وكتب سيناريو وحوار النسخة الحديثة من “سندريلا”، المنتج وكاتب السيناريو الأمريكي كريس فيتز، وهي من إخراج المخرج المسرحي والسينمائي والممثل وكاتب السيناريو الإيرلندي كينث برانا، وهذا هو الفيلم الـ 14 في مسيرة كينث برانا السينمائية الـ 55عاماً، وقد امتد زمن عرض الفيلم لأكثر من ساعة ونصف الساعة تقريباً.

 

تغيرات طفيفة

قدم كينث برانا في فيلمه الجديد قصة سندريلا المعروفة، التي كثيراً ما ألهمت مخرجين السينما، وهي من تأليف الأخوين جريم، مع الاستعانة ببعض التغييرات الطفيفة وتوظيف تكنولوجيا الكمبيوتر الشديدة التطور في إخراج الكثير من المشاهد التي جاءت على نحو غاية في الإبهار بصرياً، وبديعة وممتعة جداً من الناحية الجمالية. وقد برز دورها، على سبيل المثال، في اللقطات العلوية، التي تظهر المدينة أو القصر من الداخل أو حديقة القصر الملكي أثناء الحفلة، وجعلتها تبدو وكأنها حقيقية بالفعل.

 

طرافة وسخرية

إلى جانب هذا، اتسمت الكثير من مشاهد الفيلم بقدر لا بأس به من الطرافة والسخرية أيضاً، واللافت، ما يتعلق بتصميم المناظر بصفة عامة والذي اتسم بالفخامة والإبهار في الكثير من المشاهد، ونجح في نقل روح العصور القديمة، حيث تدور أحداث القصة، وقد ساعد في إبراز وتكامل تلك الصورة الجمالية الرائعة التي بدت عليها المشاهد، ذلك التنفيذ الرائع للملابس وألوانها وطرزها.

 

قصة الفيلم

يفتتح الفيلم بولادة الطفلة “إيلا” (ليلي جيمس) ويتتبعها على نحو سريع في عدة مراحل سنية مختلفة، نرى خلالها وفاة والدتها (هايلي أتويل)، ومدى الألم والمعاناة التي تكبدتها نتيجة هذا الفراق في ذلك السن الصغير، حتى تصل إلى مرحلة البلوغ، وعندئذ يتزوج والدها (بن تشابلن) من المتسلطة الشمطاء “السيدة تريمين” (كيت بلانشيت)، التي تحضر إلى المنزل برفقة ابنتيها الدميمتين “أنستازيا” (هوليداي جرينجر)، و”دريزيلا” (صوري ماكشيرا).

وفي إحدى رحلات عمله يتوفى والد إيلا، فتتحول حياتها إلى جحيم حيث تفرض زوجة والدها وابنتيها سطوتهن على المنزل وكل من فيه، وشيئاً فشيئاً تبدد ثروة والدها، وينتهي الأمر بهم من نبلاء ذوي خدم وحراس ومسكن عامر، إلى بيت خرب لا يضم سواهم وبعض الأثاث البالي.

تدريجياً يبدأ استغلال زوجة الأب والابنتين لإيلا، التي تتحول في منزلها لمجرد خادمة لهم، ولا يكتفين بهذا بل يذيقونها مر العذاب ويعاملونها أسوأ معاملة، ويتركونها تنام في السندرة المهجورة بأعلى المنزل أو في المطبخ حيث اتسخ وجهها ذات يوم بالرماد وسناج الموقد، الأمر الذي جعلهم يطلقون عليها اسم “سندريلا”، بعدما ركبا معاً اسمها وكلمة ” cinder”.

في إحدى نوبات غضبها ومن فرط تعبها وإرهاقها بسبب كثرة العمل والأعباء والمتطلبات، تنطلق سندريلا في جولة بالغابة فوق حصانها، وهناك تلتقي مصادفة بذلك الفارس الوسيم أثناء اصطياده الحيوانات في الغابة، ليتضح فيما بعد أن ذلك الفارس هو ابن الملك وبالطبع يتعلق قلبه بسندريلا، وهي أيضاً، وتمضي بقية أحداث الفيلم على نفس الوتيرة التي تسير بها أحداث القصة المعروفة، حتى ينتهي الأمر بسندريلا متزوجة الأمير وصارت أميرة على عرش تلك المملكة.

 

اختلافات

بطبيعة الحال ثمة اختلافات طفيفة فيما يتعلق بصلتها بالقصة الأصلية، منها بالطبع اختلاق اسم سندريلا، والأهم التقاء سندريلا بابن الملك قبل الحفلة، وما ترتب عليه من دعوته لجميع نساء البلد إلى الحفلة، بدلاً من اقتصارها على الأمراء والأميرات وغيرهم من علية القوم، وفي حين كانت غاية الأم وابنتيها من الذهاب إلى الحفل هو زواج إحداهن من الأمير وتسديد ديونهن والإعلاء من شأنهن، كانت رغبة سندريلا متمثلة فقط في أن تقابل ذلك الشاب الذي كانت التقته بالغابة قبل أيام.