كان – محمد هاشم عبد السلام

 

الأحد 17 مايو 2015

 

عرض مساء أمس، ضمن المسابقة الرسمية لدورة مهرجان “كان السينمائي الدولي” الثامنة والستين، آخر أفلام الممثل والمخرج الإيطالي الكبير ناني موريتي، وهو بعنوان “أمي”.

الفيلم من بطولة الممثلة الإيطالية المخضرمة مارجريتا باي، والمخرج والممثل الأمريكي الإيطالي الأصل جون تورتورو، ويشترك معهما أيضًا في بطولة الفيلم ناني موريتي.

وقد اشترك موريتي أيضاً في كتابة سيناريو الفيلم إلى جانب كاتبي السيناريو فرانشيسكو بيكولو وفاليا سانتيلا. وينتمي الفيلم إلى نوعية أفلام الدراما ذات البعد الاجتماعي والإنساني العميق. وقد امتد زمن عرض الفيلم لما يقترب من الساعتين.

تدور أحداث فيلم “أمي” حول المخرجة السينمائية المشهورة والناجحة مارجريتا (مارجريتا باي)، التي تعمل في تصوير أحدث أفلامها وهو من بطولة نجم أمريكي إيطالي الأصول يدعى باري هوجينز (جون تورتورو)، لكن برغم شهرتها تلك ونجاحها الذي يحسدها الجميع عليه، تعاني مارجريتا من صراع هائل يكاد يمزق حياتها، بين والدتها التي تحتضر بالمستشفى، وعلاقتها العاطفية التي انتهت بعدما وصلت لمرحلة الفشل التام. الأمر الذي يلقي بتبعاته على حياتها المهنية ويكاد يصيبها بالشلل والانهيار.

وفيلم “أمي” بالرغم من أن قصته تبدو مألوفة وتم تناولها كثيرًا، لكن أداء ماجريتا باي الشديد التميز وجون تورتورو اللافت بشدة في أجمل أدواره، منحا الفيلم الكثير من الجمال والحيوية وأضفى الكثير من الحس الكوميدي الساخر رغم قتامة القصة وإثارتها للحزن والشجن.

كذلك تميز موريتي في دوره وفي إخراج الكثير من مشاهد الفيلم الرائعة، لا سيما تلك التي كانت تتذكر فيها مارجريتا بعض فترات حياتها ومواقفها مع والدتها، والتي بدت كالأحلام، في حين بدت مشاهد الأحلام شديدة الواقعية. والفيلم، كما صرّح موريتي في المؤتمر الصحفي، مستلهم إلى حد كبير من تجربته الخاصة، حيث تعرضت والدته لوعكة صحية ثم توفيت بينما كان يقوم بتصوير أحد الأفلام.

وفي رصيد موريتي الإخراجي ما يقترب من أربعة وعشرين فيلمًا، إلى جانب عشرين فيلمًا كممثل ومنتج. وحصل موريتي على العديد من الجوائز منها سعفة كان ودب برلين الفضي والكثير من الجوائز الهامة ومنها بمهرجان فينسيا. وقد تحدد موعد عرض الفيلم بالسينمات الفرنسية ثم الأوروبية بداية من منتصف هذا العام.

والجدير بالذكر أن ناني موريتي، مواليد عام 1953، كان قد توقف عن الإخراج السينمائي منذ أربع سنوات، وذلك بعد فيلمه، “لدينا بابا” (2011)، الذي أحدث دويًا في الأوساط السينمائية والسياسية في إيطاليا والعالم.