محمد هاشم عبد السلام

 

تطالعنا كارين كينج ستون في كتابها بقضية تواجه كل فرد منا وكل أسرة أو بيت، وإن كان الأمر بدرجات متفاوتة، لكننا للأسف لا نلقي لأمر للكراكيب بالاً ذلك لأنها في النهاية ما هي إلا كراكيب، لكن بعد قراءتنا لكتاب كارين سوف نكتشف أن الأمر ليس كذلك، كما أنه ليس بالسهولة التي تدفع بنا لتجاهله. لكن لماذا؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال دعونا نعرف أولاً وفقًا لتعريف كارين ما الذي تعنيه بالضبط كلمة كراكيب؟ وهل تنطبق الكلمة علينا جميعًا كراكيبنا جمعيًا متشابهة؟

تقدم كارين تعريفها الخاص، بخلاف التعريف الوارد للكلمة في معجم أكسفورد والذي اقتصر فقط من وجهة نظرها على وصف الكراكيب من الناحية المادية فقط، وتفرد له الفصل الرابع من الكتاب والمعنون “ما هي الكراكيب بالضبط؟”، وتقول في تعريفها عن الكراكيب، “إنها أشياء لا تستخدمها ولا تحبها، أشياء غير مرتبة أو في حالة فوضى. أشياء كثيرة في مساحة صغيرة. أي شيء غير مكتمل. ثم تقوم بعد ذلك بتناول كل نوع على حدة”.

قامت كارين باستكمال ما شرحته في الفصل الثاني والثالث من الكتاب، واللذان قامت فيهما بإلقاء الضوء على مشكلة الكراكيب وفاعلية التخلص منها، وذلك في الفصل الخامس، من أطول فصول الكتاب، وحمل عنوان “كيف تؤثر عليك الكراكيب؟”. كما بينت في الآثار المترتبة على وجود الكراكيب المادية والنفسية، وكيف أنها تتسبب في عدة أشياء منها على سبيل المثال، الشعور بالتعب والكسل، والعيش في الماضي، والإصابة بزيادة الوزن والخجل والإحباط، وأهمها التأثير على الناحية المادية، وصرف الانتباه عن أشياء مهمة. وختمت كارين هذا الفصل بسؤال جوهري يُعبِّر عن قدر كبير من فلسفة هذا الكتاب، والسؤال هو: هل تمتلك أشياءك أم هي التي تمتلكك؟

وفي الفصل السادس تعنونه بسؤال أكثر خطورة وهو، لماذا يحتفظ الأشخاص بالكراكيب؟ إنه سؤال غاية في التعقيد والإجابة عنه أكثر تعقيدًا، وهي تحاول الإجابة عن هذا السؤال، وحصر الإجابة في عدة نقاط منها: الاحتياج إلى الكراكيب يومًا ما في المستقبل، حب التملك، البخل، لكن أغرب هذه النقاط “استخدام الكراكيب لسد الفراغ العاطفي”.

وتختم كارين الفصل السابع والجزء الأول من كتابها بالتطرق لما أسمته “عملية إطلاق سراح الأشياء”. وهذا الفصل يختلف عن الجزء الثالث من الكتاب والذي أسمته “التخلص من الكراكيب”، والذي  تناولت فيه كيفية التخلص من الكراكيب بجميع أنواعها: كراكيب الجسد، الكراكيب العاطفية، والكراكيب التي تعشش بداخل الروح. لكنها قبل هذا تشرح كيف ومتى تبدأ، ومدى السرعة المطلوبة، والوقت الأمثل للتخلص منها، والبدء بأي نوع منها الخ.

بقى لنا التطرق إلى الفصل الأول من الكتاب والجزء الثاني من الكتاب، وهما يتناولان الطريقة التي تستخدمها كارين للتخلص من الكراكيب، طريقة الفينج شوي الصينية، ما هي، وما هو مدلول الاسم، وأين تعلمتها، وتختم الجزء الثاني من الكتاب بالفصل الخامس عشر الذي حمل عنوان “الكراكيب وما يرمز إليه الفينج شوي”.

في النهاية، وأيًا كان رد فعل القارئ إزاء ما جاء في الكتاب، أو حيال الطريقة التي تناولت وعالجت بها المؤلفة المشكلة، إلاّ أنها وضعت يدها على أهم وأخطر ما في القضية ألا وهو أن الكراكيب ليست قاصرة على الأشياء المتراكمة في المنزل أو غيرها من الأشياء المادية، فالجزء الأخطر، والذي سيتعرف عليه القارئ في هذا الكتاب، هو الجانب النفسي في هذه المشكلة، وسوف يدرك أن المشكلة، بصرف النظر عن طريقة حلها، هي نفسية بالأساس. والآن هل عرفنا الإجابة عن السؤال الذي طرح في البداية، وكيف أن الأمر ليس سهلاً؟

أهم ما في هذا الكتاب، من وجهة نظري، هو إلقاء الضوء على الصراع الوجودي الخفي بين الإنسان والكراكيب، وربما يأتي اليوم الذي يحتدم فيه الصراع ويصبح صراع من أجل البقاء، ويقول الإنسان: إمّا أنا أو الكراكيب.

اشتهرت مؤلفة هذا الكتاب بريادتها في العالم الغربي في خلق المساحات والتخلص من الكراكيب باستخدام الفينج شوي الذي يعتمد أساسًا على اكتشاف الطاقات الموجودة في الأماكن، ولدت المؤلفة عاشت في إنجلترا، وقامت بتأليف كتابها الأول عام 1996 بعنوان “خلق المساحات الرحبة باستخدام طريقة الفينج شوي”، أما هذا الكتاب فصدر عام 1998، وحقق مبيعات لأكثر من 750.000 نسخة وترجم إلى ثلاثة عشر لغة.

 

 

عنوان الكتاب: عبودية الكراكيب

كيف تتخلص من الكراكيب على طريقة الفنج شوي الصينية

اتأليف: كارين كينج ستون

ترجمة: مروة هاشم

الناشر: دار شرقيات للنشر والتوزيع – القاهرة

الطبعة: الأولى 2004

الصفحات:169 قطع متوسط