كان – الوطن –  محمد هاشم عبد السلام

 

17 / 5 / 2015

 

افتتحت مساء يوم أمس في مدينة “كان” الفرنسية فعاليات الدورة الثامن والستين من مهرجانها السينمائي العريق، الذي تمتد فعالياته من 13 وحتى 24 من هذا الشهر، وذلك بحضور العديد من النجوم من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية، وكذلك أبطال ومخرجة فيلم الافتتاح الفرنسي، الذي يحمل عنوان “مرفوع الرأس”.

 

فيلم الافتتاح مرفوع الرأس

مرفوع الرأس

تدور أحداث الفيلم حول المراهق مالوني، الممثل الشاب المتميز رود بارادو في أول وقوف له خلف الكاميرا، الذي عانى منذ صغره، هو وشقيقه الأصغر، من سوء تربية والدته المهملة وغير المكترثة، رغم الحب الجارف الذي يجمع بينهم، الأمر الذي يؤدي إلى دخول الطفل الأصغر إلى دار رعاية الأطفال.

أما الأكبر مالوني، بطل فيلمنا، فهو الذي تتركز حوله كافة أحداث الفيلم، الذي امتد لساعتين تقريبًا. وقد نجحت المخرج إيمانويل بيركو وبطل الفيلم الشاب “رود بارادو”، في تجسيد شخصية المراهق الذي يعاني من التوتر العصبي الشديد والعصيان والعدوانية والاعتداء على الآخرين كبارًا وصغارًا.

ويرصد الفيلم أيضًا الدور الذي تقوم به دور الرعاية الاجتماعية في الانفاق على وعدم إهمال الجانحين وتقويمهم حتى ينصلح حالهم. وقد أدت الممثلة القديرة كاترين دينيف دورًا هامًا ورائعًا في الفيلم كقاضية تولت قضية “مالوني” حتى بلغ سن الرشد، وكيف أنها لم تتردد في إحدى المرات في إدخاله السجن، وكيف كان لهذا القرار دورًا هامًا في إصلاح حياة “مالوني”.

أفلام المسابقة الرسمية

تضم المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام تسعة عشر فيلمًا كالتالي، من فرنسا: “ديبان” للكبير جاك أوديار، و”رجل بسيط” لاستيفان بريز، و”مارجريت وجوليان” لفاليري دونزيلي، و”مون روي” لمايوين، و”وادي من الحب” لغيوم نيكلو. ومن إيطاليا: يعود ماتيو جاروني بفيلم “حكاية الحكايات” وذلك بعدما انتزع الجائزة الكبرى بفيلمه الشهير “جومورا” عام 2008، ويعود أيضًا الممثل والمخرج القدير ناني موريتي، صاحب سعفة المهرجان عن فيلمه “غرفة الابن” عام 2001، بفيلم يشترك أيضًا في بطولته بعنوان “أمي”، وأخيرًا يشترك الإيطالي المتميز، صاحب “الجمال العظيم” وأوسكار أحسن فيلم أجنبي العام الماضي، باولو سورينتينو بفيلم “الشباب”. ومن أمريكا يشترك “كارول” لتود هاينس، و”بحر من الأشجار”، لصاحب سعفة كان عام 2003 عن فيلمه “إيليفينت”، المتميز جس فان سانت.

من استراليا “ماكبث” لجوستين كيرتزل، ومن كندا “سيكاريو” لدينيس فيلنوف. من آسيا يشترك في المهرجان ثلاثة أفلام، “السفاح” للتايواني الكبير هو هيسياو هسين، ومن الصين “الجبال قد تنفصل” لجيا تشانج كي، ومن اليابان “شقيقتنا الصغيرة” لكوري إيدا هيروكازو. من اليونان “سرطان البحر” ليورجوس لانثيموس، ومن المجر “ابن ساول” للازلو نيميس، ومن الدانمرك والنرويج “أعلى من أصوات القنابل” ليواكيم ترير، وأخيرًا، من المكسيك “مزمن” لميشيل فرانكو. وسوف يختتم المهرجان فعالياته بعرض الفيلم التسجيلي الفرنسي “الجليد والسماء”  للمخرج الفرنسي لوك جاكيه.

 

أفلام خارج المسابقة

“رجل طائش” للمخرج الأمريكي الكبير وودي آلان، و”ماكس المجنون: طريق الغضب” الذي طال انتظاره طويلا لمخرج الإثارة والتشويق جورج ميلر، و”لا تخبرني أن الصبي كان مجنونًا” لروبرت جيديجيان، وفيلمي الرسوم المتحركة “من الداخل إلى الخارج” لمخرج الرسوم المتحركة المعروف بيت دكتور، صاحب فيلم “إلى أعلى أو Up”، وفيلم “الأمير الصغير” لمارك أوزبورن، المأخوذ عن رواية الأمير الصغير للأديب الفرنسي المعروف أنطوان دو سانت إكسوبري.

 

قسم نظرة خاصة

يفتتح القسم أولى عروضه بفيلم “آن” لليابانية ناومي كاواسي، ويضم ثمانية عشر فيلمًا هذا العام، إضافة لفيلم الافتتاح، وهي كالتالي: من الهند “ما سان” لنيراج جايوان، و”الاتجاه الرابع” جورفيندر سنج. من إيسلندا “رامس” لجريمور هاكونارسون. من اليابان “رحلة إلى الشاطئ” لكوروساوا كيوشي. من فرنسا “أنا جندي” للوران أريفيير، و”ماريلاند” لأليس وينيكو، و”المصيدة” لبريلانتي ميندوزا. ومن كرواتيا “الشمس الحامية” لداليبور ماتانيك. ومن كولومبيا “إلياس ماريا” لجوزيه لويس روجليس جارسيا.

ومن إيطاليا “الجانب الآخر” لروبرتو مينيرفيني. من رومانيا “طابق واحد إلى أسفل” لرادو مونتين، “الكنز” لكورنيليو برومبويو. من كوريا الجنوبية “الوقاحة” لأوه سيونج أوك، و”مادونا” لشين سيون. من المكسيك “المختارون” لديفيد بابلوس. من إيران “ناهيد” لإيدا باناهانديه. من تايلاند “مقبرة رائعة” لأبيشاتبونج ويراستاكول، وأخيرًا من إثيوبيا في أول مشاركة لها على الإطلاق فيلم “حمل” ليارد زيليكي.

 

عروض منتصف الليل

فيلم “مكتب” من كوريا الجنوبية للمخرج هونج وون تشان، ومن إنجلترا فيلم “آمي” لآصف كاباديا ومن فرنسا فيلم “حب” إخراج جاسبار نوي.

 

عروض خاصة

فيلم “أسفلت” من فرنسا لصمويل بنشتريت، وفيلم “أوكا” لسليمان سيسيه من مالي، وفيلم “هايرويد لمعلا” من إسرائيل لإيلاد كيدان، وفيلم “حكاية الحب والظلام” من إسرائيل لنتالي بورتمان، وفيلم “أمنيسيا” من فرنسا/سويسرا لباربيت شرودر، وفيلم “بانما” من صربيا للمخرج بافل فوكوفيتش.

 

ضيف الشرف: كوستا جافراس

سيكون المخرج اليوناني القدير كوستا جافراس هو ضيف شرف المهرجان لهذا العام. وقد فاز جافراس بالسعفة الذهبية عن فيلم “مفقود” (1982)، وكان عضوًا بلجنة تحكيم المهرجان عام 1976. وسيحضر جافراس حفل التكريم وسيتواجد خلال عرض فيلمه الشهير “زد” (1968)، الحاصل على جائزة لجنة تحكيم المهرجان عام 1969، وذلك بعد ترميمه تحت إشراف المخرج نفسه.

 

تكريم إنجريد بيرجمان:

وفي إطار تكريم المهرجان للنجمة الراحلة إنجريد برجمان، التي يحمل ملصق المهرجان الرسمي صورتها هذا العام، سيعرض المهرجان الفيلم التسجيلي “إنجريد برجمان : بلسانها” (2015)، إخراج ستيج بيورمان.

 

السعفة الأسطورة:

وفي ضوء احتفال المهرجان بالذكرى الستين على تأسيس جائزة “السعفة الذهبية” الشهيرة، التي يمنحها المهرجان، سيعرض فيلم “أسطورة السعفة الذهبية” (2015) إخراج ألكسي فيلير.

 

أورسون ويلز:

وبمناسبة ذكرى مرور مائة عام على مولد الكاتب والممثل والمخرج السينمائي الأمريكي أورسون ويلز يعرض المهرجان الأفلام التالية: “المواطن كين” (1941)، و”الرجل الثالث” (1949) إخراج كارول ريد، و”السيدة من شنغهاي” (1948) إخراج أورسون ويلز. كما يعرض فيلمان وثائقيان حديثان حول أورسون ويلز بعنوان: “أورسون ويلز، تشريح أسطورة” (2015) إخراج إليزابيث كابنيست، و”هذا هو أورسون ويلز” (2015) إخراج كلارا وجوليا كوبربيري.

 

تكريم مانويل دي أوليفيرا

ولم تغفل إدارة المهرجان تكريم عميد مخرجين العالم، البرتغالي مانويل دي أوليفيرا، الذي رحل عن عالمنا مطلع الشهر الماضي، وفي إطار تكريمه، سيعرض المهرجان حصريًا فيلم “مذكرات واعترافات” (1982)، وهذا الفيلم لم يعرض من قبل قط في أي مكان خارج البرتغال، ومسقط رأس أوليفيرا. وقد ساعدت ابنة مانويل “أديليدي” وابنه الأكبر “مانويل كاسيميرا” في الحصول على الفيلم من أجل عرضه بهذه المناسبة.

 

لوميير:

احتفالا بمرور مائة وعشرون عامًا على سينماتوجراف لوميير، يعرض في قاعة “لوميير” مجموعة مختارة من الأفلام التي قام بإخراجها الأخوان لوميير، وذلك بالتعاون مع معهد لوميير والسينماتيك الفرنسي والمركز القومي للسينما.

 

أفلام وثائقية حول السينما:

يعرض المهرجان مجموعة من الأفلام الحديثة التي تتناول تيماتها مخرجين سينمائيين أو ممثلين أو السينما بصفة عامة، ومن بين ما سيعرض بالمهرجان: “تروفو/هيتشكوك” (2015) إخراج كينت جونز، و”ديبارديو، المتميز” (2014) إخراج ريشار ملول، و”ستيف ماكوين: الرجل والرجال”(2015) إخراج غابريل كلارك و جون ماكينا، و”إخراج سيدني لوميت” (2015) للمخرجة نانسي بويرسكي، و”هارولد وليليان: قصة حب هوليوودية” (2015) إخراج دانييل رام.

 

 نسخ مرممة

سعى المهرجان جاهدًا للحصول على الكثير من الأفلام الكلاسيكية أو شبه الكلاسيكية المرممة حديثًا والتي تعرض لأول مرة بعد ترميمها كأفلام ويلز والأخوين لوميير وغيرها من الأفلام التي فقدت نيجاتيفاتها وأعيدت للحياة بصعوبة بالغة، ومن بين ما سيعرض ضمن فعالية نسخ مرممة: “روكو وإخوته” (1960) إخراج لوتشيانو فيسكونتي، “مصعد إلى منصف الإعدام” (1958) إخراج لوي مال، “فتاة سوداء” (1966) إخراج عثمان سامبين، “الجنوب” (1988) إخراج فرناندو سولاناس، “قصة الأقحوانة الأخيرة” (1939) إخراج كينجي ميزوجوتشي، “الدائرة” (1965) إخراج ميكلوش يانتشو، “مرحبًا أو لا تتسلل” (1964) إخراج إيليم كليموف، “ماريوس” (1931) إخراج ألكسندر كوردا.

 

كلاسيكيات كان بسينما الشاطئ!

كعادته منذ سنوات يعرض المهرجان هذا العام ضمن عروضه المخصصة لما يعرف بسينما الشاطئ، ومعظمها عروض مسائية في الهواء الطلق على شاطئ البحر، الأفلام التالية: “ران” (1985) إخراج أكيرا كوروساوا، “الحديقة الجوراسية” (1993) إخراج ستيفن سبيلبيرج، “إيفان الرهيب 1، 2” (1944، 1945) إخراج سيرجي إيزنشتاين، “المدمر” (1984) إخراج جيمس كاميرون، “فندق الشمال” (1938) إخراج مارسيل كارنيه، “جو هيل” (1971) إخراج بو فيدربيرج.