محمد هاشم عبد السلام
كاتب ومترجم مصري
مثلما يقترن معًا العبقريان في الموسيقا الكلاسيكية موتسارت وهايدن عند الحديث عن أحدهما، وذلك في الغالب. كذلك أيضًا يقترن في ذروة عصر الباروك، العبقريان باخ وهاندل، المولود في 23 فبراير 1685، في هُولَه، بألمانيا. والمتوفي في الرابع عشر من أبريل، 1759 بلندن، انجلترا. وتتبقى تلك الاختلافات بينهما والتي تتجسد مثلما تتجسد أوجه المقارنة بينهما، حيث تقوم بإلقاء الضوء على هاندل.
كلا العبقريين كان كامل الإبداع فيما يخص سيطرة الأساليب الفرنسية والإيطالية التي شكلت اللغة الأساسية لعصر الباروك. لكن في حين تأثر باخ، فيما قدمه، بالطريقة الألمانية في وضع الموسيقا عندما كان يمزج الأسلوب الإيطالي بالأسلوب الفرنسي، وكانت الطريقة الألمانية تعتمد على فن مزج الألحان (لحنان أو أكثر معًا) فيما يعرف بالطباق الموسيقي أو الكاونتربوينت، أظهر هاندل نزعة قوية مبكرة تجاه العالم الانبساطي (المرح) والدرامي للأوبرا الإيطالية، وإن يكن متشربًا بعظمة وفخامة الأسلوب الفرنسي.
بالرغم من كونه أساسًا فنان متعمق في المزج اللحني، فقد كان الطباق في الغالب بالنسبة لهاندل وسيلة درامية، وليس هدفًا في حد ذاته، كما كان الأمر مع باخ، الانطوائي نسبيًا الذي قدم لنا نغمات جيدة للأورغن والبيانو وفن الفيوج (مقطوعة يتم فيها تقديم الموضوع جزءًا بجزء ثم في النهاية تتم عملية نسج لكل الأجزاء كتتويج ختامي). ربما لهذا كان هاندل مصدر إلهام كبير لبيتهوفن، وكان إلهام باخ لبيتهوفن أقل منه بكثير. لم يهتم باخ بالأوبرا لكنه كتب بدلاً منها وبمنتهى العمق والاتقان ألحانًا لقصص دينية سماعية بدون تمثيل مصاحب لها، ولترانيم آلام المسيح ولقداسات مع توظيف الصوت البشري ضمن اللحن للتعقيد المطلوب طباقيًا. على الجانب الآخر كان هاندل، فحتى الأناشيد الدينية مثل “المسيح”، كانت عنده تعتبر مادة مسرحية وليست قاصرة على جو الكنيسة. و صالحة لمخاطبة الطبقة الوسطى الناشئة الصاعدة، التي ازدهرت بالفعل أناشيده الدينية بين جمهورها.
كتابات هاندل المغناة اصطلاحية تمامًا وعنده أن نغمات البيانو والأرغن المتحررة أكثر وهي طباقية تستوعبها الأصوات البشرية أكثر كنسيج معبر وأكثر غنائية وذلك بعكس الكتابة بقوة للآلات الوترية. وأخيرًا هاندل المؤلف الموسيقي صاحب الفرقة العالمي الصيت، كان معروفًا على مستوى العالم أثناء حياته مقارنة بباخ الذي لم يغادر ألمانيا على الإطلاق، والذ لم يعرف بشكل واسع عالميًا حتى بعد وفاته بـ 75 عاماً.
على العكس من باخ، لم يولد هاندل لعائلة موسيقية، لكن مواهبه كانت جلية جدًا لذلك لم يتوان والده الحلاق الصحي عن السماح له بتلقي الدروس من قائد مجموعة الموسيقا في الكنيسة الرئيسية لبلدهة هاندل في مدينة هُولَه في سكسونيا. أتم هاندل تعليمه كعازف للأورغن، والهاربسيكورد (لبيانو القيثاري: بيانو قديم له شكل القيثارة)، ودرس الفيولين (الكمان) والأوبوا (المزمار). أما معرفته بالطباق الموسيقي والتآليف الموسيقية المعاصرة فقد اكتسبها بالطريقة التي خلدها الزمن أي بمرور الوقت عن طريق نسخه للنوتات الموسيقية للمؤلفين الموسيقيين الآخرين. في سن الثامنة عشر، وبدلاً من أن يصبح قائدًا لجوقة ترتيل كنسية، ذهب إلى هامبورج، عاصمة الأوبرا الألمانية، التي ظل بها حتى 1706. هناك ألّف أوبرا “ألميرا”، التي تم تقديمها 1705. ومن عام 1706 إلى 1710، أقام هاندل في إيطاليا، حيث كان على اتصال بالموسيقيين الكبار والمهمين في روما، فلورنسا، وفينيسيا، ونابولي. عرف كموهبة بازغة ومن بين الذين التقاهم، كوريللي، وأليساندرو سكارلاتي وابنه دومينيكو، الذي كان في نفس عمر هاندل. وبحلول الوقت الذي غادر فيه هاندل إيطاليا وكان في الخامسة والعشرين من عمره، ليصبح القائد الموسيقي لبلاط هانوفر، كانت المهارات الأساسية لأسلوبه قد تبلورت.
انتهز هاندل أقرب فرصة فحصل على إجازة من وظيفته الجديدة ورحل إلى لندن حيث أحدثت أوبراه “رينالدو” ضجة قوية ولاقت استحسانًا كبيرًا. في عام 1712، كان قد سمح له بالرحيل الثاني بإجازة أخرى بشرط أن “يعود بعد فترة معقولة”.
بعد عامين من تواجده في لندن نُصِّبَ أمير هانوفر “جورج الأول” ملك إنجلترا. وقيل أن هاندل الهارب استعاد صورته الحسنة بتأييد الملك الجديد عن طريق تلحين موسيقا لآلات النفخ لتعزف كمفاجأة في الحفل الملكي الذي أقيم على السفينة الملكية. تلك الموسيقا الرائعة نشرت فيما بعد في 1740 تحت عنوان “موسيقا الماء”.
في تلك الأثناء، استقر هاندل لفترة طويلة في بحبوحة من العيش ونجح مهنيًا في لندن، حيث دائمًا ما كانت الموسيقا الإيطالية تلقى هناك الاستحسان، وأصبح هاندل يتمتع بحقوق المواطنة الكاملة في 1726.
في ذلك الوقت تقريبًا، شكل ستون من النبلاء والرجال الأثرياء شركة مساهمة مشتركة سميت “الأكاديمية الملكية للموسيقا”، لتقديم الأوبرات الإيطالية الحديثة للجماهير. وتم التعاقد مع هاندل واثنين من الإيطاليين، بوسيني وأريوستي، كملحنيين ومؤلفين موسيقيين. هذه الشركة ازدهرت في الفترة من 1720 – 1728 وفيها قدم هاندل بعض من روائعه الأوبرالية الإنجليزية، للجماهير الإنجليزية التي كان واضحًا أنها قد سئمت وملت من الأوبرات الإيطالية. وعندما انحلت الشركة، اشترى هاندل المسرح مع شريك وأصبح متعهدًا، يسافر لإيطاليا بعقود وعروض مكافآت بمبالغ متزايدة مع المغنيين أصحاب الصيحات الجديدة وأيضًا ظل يؤلف الموسيقا. وفي ثلاثينات القرن الـ 18 أدرك هاندل أن أسلوبه الأوبرالي لن يستمر مربحًا لفترة طويلة لذا تحول إلى نوع من التأليف والتلحين يلوذ به ويمكنه من تخفيض النفقات، ويُسمَّى ذلك النوع بالأوراتوريو الإنجليزي (وهي كلمة إيطالية دخلت الإنجليزية مع الموسيقا وتعني تأليفًا موسيقيًا طويلاً يعالج موضوعًا دينيًا مثل “المسيح” لهاندل، وتمكن ترجمتها إلى موشحة دينية)، ومن أمثلة هذه الموشحات الدينية التي ألفها هاندل، افتتاحية من ” يوليوس قصير في مصر”؛ “وصول ملكة سبأ” (من سفر سليمان)، والتي يمكننا القول إنها من أكثر توزيعات هاندل الموسيقية جدة وأصالة، وإسهامًا في موسيقا العالم.
أدخل هاندل بالفعل كلمات إنجليزية في مقاطع من بعض أوبراته وخصوصًا “وليمة الاسكندر” في 1736. ترسخت شعبية الموشحات الهاندلية المتناولة لموضوعات الكتاب المقدس في 1739. في ذلك الوقت وقّع هاندل عقد إيجار مسرح للعروض السنوية حيث عرضت الموشحات الدينية التي تتناول وقائع أيام صيام الأربعين، وحتى الموسيقا المرتجلة للأورغن في فترات الاسترحة، نالت هي الأخرى مع عروض هاندل استحسانًا كبيرًا بين الجماهير في أنحاء إنجلترا، وصنعت المنزلة السامية لموسيقاه في إنجلترا حتى سطع نجم “إدوارد إلجار” في أواخر القرن التاسع عشر.
إجمالاً، قدم هاندل 26 موشحًا دينيًا، أكثرها شهرة بالطبع “المسيح”، الذي عُرِضَ للمرة الأولى في دبلن في 1742. على الرغم من أن هاندل كان معروفًا بتحكمه واستبداده في بعض الأوقات، ومزاجه الصعب بالإضافة إلى شهوته العظيمة للأكل، فقد كان معروفًا أيضًا بخفة الظل والشهامة والكرم، وطبيعته الورعة الصالحة. في سنواته السبع الأخيرة من حياته، كان هاندل فاقدًا لبصره ورغم ذلك أستمر في أداء ومراجعة وتنقيح أعماله بمساعدة صديقه المخلص وسكرتيره وكاتم أسراره جي. إس. شميدت. ووقت توفي هاندل في لندن 1759، كان قد صار بالفعل أحد أعمدة الحضارة والثقافة الإنجليزية.
بالرغم من أن موسيقا هاندل الرائعة إلى أقصى حد وابتكاراته التي كانت تجديدات حقيقية انصبت جميعًا في مجال الموسيقا الغنائي، إلاً أنه ظل يضع موسيقا بديعة للآلات الموسيقية المنفردة طوال حياته. تلك التي ضمت مجموعتين من الكونشرتوات الجروسية (كونشرتو جروسو الاسم الإيطالي للكونشرتو الكبير) في 1734 وفي 1740 بلونيز لكونشرتو جروسو، وخمس كونشرتات للأوركسترا في 1741، بالإضافة إلى إثني عشر كونشرتو للأورغن. وثماني مقطوعات كلها ذات لحن أوركسترالي مؤلف من ثلاثة أجزاء أو أكثر للهاربسيكورد نشرت في 1733 وتحتوي على الكثير من موسيقاه الأكثر شهرة، متضمنة التنويعات على النغمة الرئيسية المتكرة المعروفة باسم “هارمونياس بلاك” أو “الحداد المتوافق”، ومثل “ساراباند” المعروفة جيدًا. والخمس عشرة سوناتا الفردية (نشرت في 1724) تصلح للعديد من الآلات المتنوعة مثل الفلوت، والأبوا، والفيولين. إلى جانب عديد من السوناتات الثنائية الأخرى، أيضًا، سوناتات ثلاثية بالإضافة إلى “موسيقا الألعاب النارية الملكية” عام 1749 (الابتهاج العظيم – موسيقا رقصة المينيويت 1، 2 البطيئة الرزينة).
وهاندل شأنه شأن باخ، واحد من العظماء الذين كانوا يمثلون مجدًا وشرفًا لعصرهم لعدة أسباب، من بينها مصداقية ونقاء معانيه العاطفية. بينما عكست الموسيقا الدينية المفرطة المتعمدة لباخ قلقه أو ضجره وتساؤله الانطوائي الباطني، هاندل الأكثر عالمية يبدو أقل جزعًا وأكثر قبولاً ورضًا، لكن ليس أقل تقديرًا لحقائق الإيمان عنده. وقد تفوق هاندل وباخ على معاصريهما لقوة وأمانة موسيقاهما. حققت الهارمونية المعمارية والبنيوية الخفية، التي هي واحدة من أعظم إسهامات عصر الباروك، ثراء ورسوخًا غير مسبوقين لكل من هاندل وباخ. وكواحدة من أعظم الفنون، ليس مدهشًا أن بقيت الموسيقا بعدها وحتى الآن حتمية وضرورية الوجود ودهشة باستمرار.
سبب ولع هاندل بلندن وإقامته فيها
خلال القرن الثامن عشر، كانت لندن (مدن لندن، و، ويستمينستر) هي المكان الأكثر ملائمة لأي فرد ذي طموح سواء كان مواطنًا محليًا أو أجنبيًا. عبر التجارة والمد الاستعماري، كانت مركزًا للاقتصاد القومي المتعافي. حيث عاشت فيها العائلة المالكة معظم العام (وبالمثل هيئة المحكمة) وكانت مركزًا للحكومة والبرلمان.
وبحلول عام 1750، بلغ عدد سكان لندن خمس إجمال سكان بريطانيا وأكثر من عشرة أضعاف عدد سكان أية عاصمة مديرية أو مقاطعة في بريطانيا. كانت العاصمة القومية للموضة والرعاية وإنتاج الرفاهية واستهلاكها. وفرت لندن أعظم المداخل للمعلومات الثقافية من الخارج، وكانت بمثابة القلب النابض لشبكة الصحافة المتنامية الآخذة في الانتشار بالإضافة إلى الطباعة والنشر.
قال يوهان ما تهيسن في 1713: “في هذه الأوقات، كان على أي شخص يتمنى أن يكون مرموقًا في الموسيقا أن يذهب إلى إنجلترا. في إيطاليا وفرنسا هناك شيء يمكن تعلمه وسماعه، وفي إنجلترا هناك شيء يمكن اقتناءه”. بالطبع، كان ماتهيسن يقصد ذلك العدد الكبير من الموسيقيين (وعلى صعيد أوسع الفنانيين المبدعين عمومًا ذوي المهارات الفنية والحرفية) الذين قدموا من القارة لتجربة حظهم في بريطانيا.
سيرة جورج فريدريك هاندل 1685 – 1759:
1685: الميلاد 23 فبراير، هُولَه، ألمانيا.
1704: يؤلف هاندل أول أوبرا له، والتي عرضت في هامبورج.
1706: يترك هاندل هامبورج ويرحل إلى روما، فلورنسا، فينيسيا، نابولي، حيث يتقابل مع دومينيكو، وأليساندرو سكارلاتي، وكوريللي، والعديد من الموسيقيين الآخرين، مقدماً الأوبرات، وألحان قصص الكنتاتة (قصة تنشدها المجموعة على أنغام الموسيقا من غير تمثيل)، والموسيقا الكنسية والموشحات الدينية.
1710: يحصل على تصريح من دوق هانوفر، الذي كان قد عينه مؤخرًا قائدًا للأوركسترا، بالذهاب إلى لندن لوضع وتقديم أوبرا “رينالدو”، ويبقى في لندن للسنة التالية، بعد أن تلقى منحة من الملكة “آن” قدرها 200 جنية سنويًا. عقب وفاة الملكة في 1714، وجد نفسه يعمل في خدمة سيده القديم، دوق هانوفر – الذي أصبح الآن “الملك جورج الأول”، والذي وضع لأجله اللحن الموسيقي الذي عرف باسم “موسيقا الماء”.
أغسطس 1717: ينضم إلى أهل بيت “الإيرل (لقب إنجليزي أدني من مركيز وأرفع من كونت) كارنارفون” دوق كاندوس فيما بعد، حيث يكتب: “أناشيد كاندوس الـ 11″، “لنجد أسيس”، “وجالاتيا”، و”إستر”، أول موشح ديني إنجليزي. إنه في لندن حيث البعض من أفضل أوبرات قد وضعت وعزفت للمرة الأولى – على سبيل المثال، “رادا ميستو”، “يوليوس قيصر”، و”رودليندا”، و”سيرس”، و”أريودانت”، و”ألسينا”، وكتب هاندل في لندن أيضًا موسيقا أوركسترالية وموسيقا للآلات، وموسيقا كورالية للكنيسة الملكية.
1723: بلغ عمره 38، يكتب عقد بيت حديث البناء، رقم 25 “شارع برك”، وينتقل إليه. ويبقى هناك، دون زواج، حتى وفاته.
1727: يصبح في فبراير مواطنًا بريطانيًا. يستمر في كتابة أربعة أناشيد لتتويج الملك “جورج الثاني” 11 أكتوبر، من ضمنها “زادوك القديس”، التي تم غناؤه في كل حفل تتويج بريطاني منذ ذلك الوقت.
1732: 23 فبراير (عيد ميلاده الـ 47): الموشح الديني “إستر” يقدم في فندق “التاج والهلب” على الشاطئ (ستراند). يتحمس لتلحين موشحات جديدة وقصائد غنائية من ضمنها (وليمة ألكسندر، شاول، وإسرائيل في مصر) التي عرضها أثناء مواسم الأوبرا.
1741: يؤلف “المسيح” ما بين 22 أغسطس و12 سبتمبر. تم عرضها للمرة الأولى في دبلن 13/4/1742.
سنوات الأربعينات: أثناء سنوات الأربعينات يستمر هاندل في تأليف الموشحات الدينية والموسيقا الدرامية، تم عرضها في فترات الصوم الكبير في “الكوفنت جاردن” من ضمنها “شمشون، سيميليا، بل شازار، هرقل، يهوذا، المكابيين، سليمان، وثيودورا”.
1749: يؤلف موسيقا “للألعاب النارية الملكية” احتفالاً بسلام “إيكس لاتشابل” (مدينة آخن الألمانية التي تحمل الاسمين). تم التدرب عليها في منزل هاندل في شارع بروك في 17 أبريل وعلى الملأ في “حدائق فوكسهول” في 21 أبريل. وعزفت بمصاحبة عرض الألعاب النارية في “جرين بارك” في 27 أبريل.
1750: 9 مايو أختير مديراً لمستشفى اللقطاء.
1751: أثناء تلحين “جيفثا”، يسجل أنه غير قادر على المواصلة بسبب فقدان النظر في عينه اليسرى (13 / 2)، يتعافى، لكن أفادت التقارير أنه في 17 / 8 / 1752 فقد بصره بالكامل بسبب سكتة دماغية.
1759: يموت في 25 شارع بروك في 14 أبريل وقد دفن في كنيسة ويستمينستر في 20 أبريل.
متحف هاندل
يقع متحف بيت هاندل في الطوابق العلوية لرقمي 23 و25 شارع بروك، الذي انتقل إلى ما هو الآن رقم 25 في صيف 1723 وبقى فيه لمدة 36 سنة. بموت هاندل، انتقل البيت بموجب عقد الإيجار إلى خادمه “جون دو برك” الذي اشترى أيضًا ما تبقى من الممتلكات والأثاث بـ 48 جنيهًا. وفي 1905 حوّل سي. جي تشارلز تاجر التحف البيت إلى محل، أزال الطابقين الأولين من الواجهة الرئيسية وكذلك الحوائط الداخلية. منذ 1971، حازت الملكية “جمعية التأمين التعاونية” ، وفي عام 2000 الطوابق العلوية تم تأجيرها “لجمعية متحف هاندل”.
في 8 نوفمبر 2001، أُعيدت روح هاندل ثانية إلى “25 برك ستريت” عندما أفتُتِحَ متحف بيت هاندل للجمهور بعد مشروع ترميمه الذي أعاده إلى حد ما كما كان وبأكبر قدر من الأمانة.