محمد هاشم عبد السلام/سين-آرتس24

في مؤتمر صحفي مُطول، عُقد بعد ظهر أمس الأثنين 22 يناير، أعلن المُدير الفني لـ”مهرجان برلين السينمائي الدولي“، كارلو شاتريان، عن الاختيارات النهائية للأفلام المُتنافسة في “المُسابقة الرئيسية” وغيرها من الأفلام المُشاركة في مُختلف الفعاليات والتظاهرات الرئيسية للدورة الـ74، والتي ستنطلق في 15 فبراير، وتمتد حتى 25 من الشهر القادم.

20 فيلمًا في المُسابقة

وفقًا لما أعلنه شاتريان، يُنافس في المُسابقة الرئيسية لنيل دببة المهرجان الذهبية والفضية المُختلفة، 20 فيلمًا، 19 منها تُعرض للمرة الأولى عالميًا. ومن بين العناوين المُختارة، يُعرض وثائقيان بالإضافة إلى فيلمين إخراج أول. و6 أفلام أخرجتها أو شاركت في إخراجها نساء. وذلك بمُشاركة 6 مُخرجين شاركوا في المُسابقة من قبل. وتمثل الأفلام إنتاجات مشتركة لقرابة 30 دولة.

وأكد شاتريان قائلا: “فخورون باختيارات هذا العام التي تُحقق أفضل توازن مُمكن بين مُخرجين نعتز ونُعجب بهم، وأصوات جديدة قادمة بقوة في مشهد السينما المُستقلة”. وأوضح، بعدما سُئل عن التوليفة المُختارة وحضور أفريقيا هذا العام وغيرها من الدول الغائبة عن دورات العام الماضي، فقال: “ما يدفعنا إلى الاختيار هو بالطبع تنوع القصص وكيفية سردها، وفوق ذلك أيضًا تعدد وتنوع الأساليب بهدف إظهار الإمكانيات الواسعة للغة السينمائية”.

15 فيلمًا في لقاءات

ويضم القسم التنافسي “لقاءات” 15 فيلمًا، جميعها تعرض للمرة الأولى عالميًا. من 17 دولة، 6 منها إخراج نسائي، وفيلم واحد وثائقي. وعنها أفاد شاتريان: “يتحدى كل فيلم تم اختياره في لقاءات الفئات المُحددة مُسبقًا التي نقيم بها السينما. فهي خليط من الاكتشافات السريالية، والحكايات الساخرة، والكوميديا العاطفية، والوثائقية الرصدية، وفي الوقت نفسه، تقدم جميع العناوين الخمسة عشر معًا صورة غنية بشكل لا يصدق لعالم القرن الحادي والعشرين، بكل ما فيه من جمال وتراجيديا”.

في سؤال لأحد الصحفيين أكد المُدير الفني على أنه لم يتوفر فعلا أي أفلام رسوم مُتحركة جيدة المُستوى يمكن إضافتها إلى تشكيلة البرنامج المُختارة. وذلك مُقارنة بالعام الماضي، حيث شارك فيلمان في المُسابقة الرئيسية. وأن الأمر ليس مُتعمدًا، سواء فيما يتعلق بأفلام الرسوم المُتحركة أو غيرها أو اختيار واستبعاد الدول أو المُخرجات إلخ. وأن الأمر في النهاية مرده للإنتاجات السينمائية الراهنة ومدى توفرها. والدليل توفر الأفلام الأفريقية هذا العام، مُقارنة بأعوام سابقة.

عن حرب غزة

من ناحية أخرى، أكد شارتريان، ردًا على أحد الصحفيين، أن اثنين من المُخرجين سحبا فيلميهما من المهرجان بالفعل، احتجاجًا على الحرب في غزة، وانضما إلى احتجاج “Strike Germany” الذي يُقاطع المُؤسسات الثقافية الألمانية بسبب دعم الحكومة الألمانية لإسرائيل خلال حربها على غزة، ولم يأت أحد على ذكر العنوانين أو المُخرجين أو غيرها من أمور دارت في الكواليس تخص هذا الأمر.

من جانبها، أوضحت المديرة الإدارية للبرليناله مارييت ريسنبيك موقف المهرجان من الحرب على غزة، “أنه يُوفر مساحة للتعبير الفني والحوار السلمي كأماكن للقاء والتبادل والمُساهمة في التفاهم الدولي”. وأعربت عن اعتقادها “أنه من خلال قوة الأفلام والمُناقشات المفتوحة، يُمكننا المُساعدة في تعزيز التعاطف والوعي والتفاهم، خاصة في الأوقات المُؤلمة مثل هذه، والإعراب عن تعاطفنا مع جميع ضحايا الأزمة الإنسانية في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى. ونريد أن يتم الاعتراف بمُعاناة الجميع، وأن يكون برنامجنا مفتوحًا لمُناقشة وجهات نظر مُختلفة حول تعقيد العالم”.

وأضافت ريسنبيك وشاتريان أن من المُنتظر أن يكون هناك، خلال فعاليات المهرجان، مجالات لمُناقشة الحرب في إسرائيل وغزة، وأشارا إلى أنه يجري الآن التخطيط، مثلا، لعقد جلسة نقاشية حول موضوع “صناعة الأفلام في أوقات الأزمات الدولية والآفاق المُستقبلية”. وبالإضافة إلى ذلك، ستُقام منصة لتبادل الآراء فيما أطلق عليه “البيت الصغير”. وأن هذه المنصة سيتم تشغيلها من قبل فريق إسرائيلي وفلسطيني، لتبادل الآراء ووجهات النظر وعقد الحوارات والنقاشات.

كما عبَّرت مارييت عن قلقها البالغ من وجود تمييز ضد العرب والمسلمين، قائلة: “يُساورنا القلق أيضًا من انتشار مُعاداة السامية والاستياء ضد المسلمين وخطاب الكراهية في ألمانيا وفي جميع أنحاء العالم، وكمُؤسسة ثقافية بالأساس نُعلن عن اتخاذنا لموقف حازم ضد جميع أشكال التمييز ونلتزم بالتفاهم بين مُختلف الثقافات”.

افتتاح أيرلندي

عودة إلى الاختيارات الفنية، لنُسخة العام الحالي، وهي الأخيرة تحت قيادة الثنائي شاتريان وريسينبيك، نلمح بعض التنوع والتجديد، وغياب الأسماء المُكرسة إخراجيًا، والنجوم والنجمات المعروفين عالميًا، مع الحرص قدر الإمكان على مشاركة أكبر قدر من الأسماء المُخضرمة والمخلصة للبرليناله، حتى وإن كانت المُشاركة خارج “المُسابقة الرئيسية”.

كليان مرفي بطل فيلم الافتتاح – أشياء صغيرة مثل هذه

أما الجديد فيما يتعلق بفيلم افتتاح دورة هذا العام، كونه، بخلاف الأعوام السابقة، من الأفلام المُتنافسة ضمن “المُسابقة الرئيسية”، من ناحية، وليس فيلمًا أميركيًا، من ناحية أخرى. حيث أعلن عن الفيلم الأيرلندي/البلجيكي “أشياء صغيرة مثل هذه” إخراج تيم ميلانتس، وبطولة النجم الأيرلندي كيليان ميرفي، ليكون فيلم افتتاح البرليناله لدورة هذا العام الـ74.

أهم وأبرز الأفلام

أما أبرز الأفلام اللافتة للانتباه فعلا في اختيارات البرليناله هذا العام 2024، والمُفترض الحرص على مُتابعتها عن كثب، كأهم الترشيحات المُنتظرة، حتى الآن، وذلك لأسباب عديدة، أغلبها فني، فهي الـ25 فيلمًا التالية:

  1. Mati Diop – Dahomey (Benin)
  2. Bruno Dumont – L’Empire (The Empire) (France)
  3. Olivier Assayas – Hors du temps (Suspended Time) (France)
  4. Andreas Dresen – In Liebe, Eure Hilde (From Hilde, With Love) (Germany)
  5. Hong Sang-Soo – Yeohaengjaui pilyo (A Traveler’s Needs) (South Korea)
  6. Guillaume Cailleau & Ben Russell – Direct Action (France-USA)
  7. Ruth Beckermann – Favoriten (Austria)
  8. Eva Trobisch – Ivo (Germany)
  9. Travis Wilkerson – Through the Graves the Wind is Blowing (USA)
  10. Matias Pineiro – Tu me abrasas (You Burn Me) (Argentina)
  11. Nathan Silver – Between the Tempels (USA)
  12. Svitlana Lishchinska – A beat of a Stranger (Ukraine)
  13. Andre Techine – My New Friends (France)
  14. Thomas Arslan – Scorched Earth (Germany)
  15. Bryan Bruce – The Visitor (United Kingdom)
  16. Oksana Karpovych – Intercepted (Canada-France-Ukraine)
  17. Vinothrai PS – The Adamant Girl (India)
  18. Roman Bondarchuk – The Editorial Office (Ukraine-Germany-Slovakia-Czehia)
  19. Romuald Karmakar – The Invisible Zoo (Germany)
  20. Damiano & Fabio D’Innoncenzo – Dostoevsky ( Italy)
  21. David & Nathan Zellner – Sasquatch Sunset (USA)
  22. Atom Egoyan – Seven Veils (Canada)
  23. Tsai Ming-liang – Abiding Nowhere (Taiwan-USA)
  24. Amos Gitai -Shikun (Israel-France-Switzerland)
  25. Abel Ferrara – Turn in the Wound (United Kingdom-Germany-Italy-USA)