كان – محمد هاشم عبد السلام

 

ضمن فعاليات الدورة الثامنة والستين من مهرجان “كان السينمائي الدولي”، عرض في إطار تركيز المهرجان هذا العام على تيمة الحب والأفلام التي تتناول الحب بمختلف أشكاله وأنواعه، فيلمي “كارول” و”مارجريت وجوليان”.

 

كارول

يعود المخرج الأمريكي المتميز تود هاينس إلى أمريكا في سنوات الخمسينات من القرن الماضي ليجعلها مسرحًا تدور على خلفيته أحداث آخر أفلامه الذي يحمل عنوان “كارول”، والمأخوذ عن رواية بعنوان “ثمن الملح” للكاتبة والأديبة باتريشيا هايسميث، صدرت عام 1990.

يقوم ببطولة الفيلم النجمة المعروفة كيت بلانشيت في دور “كارول” وتشاركها البطولة النجمة الشابة الواعدة روني مارا في دور “تيريز”. وقد نجح مخرج الفيلم في أن يجعلنا نعيش أمريكا في فترة الخمسينات بكل تفاصيلها الدقيق وذلك على خلفية القصة التي يروي أحداثها.

تدور قصة فيلم “كارول” حول تلك السيدة الثرية، “كارول”، التي تنتمي إلى طبقة راقية ومتزوجة من رجل فظ لا تطيقه ولها منه ابنة. وأيضًا حول الفتاة الشابة العاملة بأحد المتاجر “تيريز” التي تحاول إقناع نفسها بحبها لصديقها الشاب الذي يهيم بها.

تتحول حياة كارول وتيريز فجأة بعدما يلتقيان، بينما كانت كارول تشتري هدية لابنتها. ومنذ أول لحظة تشعر كل واحدة منهن أن ثمة ما يربط إحداهن بالأخرى وسرعان ما تقع إحداهن في غرام الأخرى، وبعد انجذاب ومصارحة، تحاول كل واحدة منهن الابتعاد عن حياة الأخرى حتى لا تدمرها، إذ يأخذ زوج كارول حضانة ابنته ويحرمها من رؤيتها، أما صديق تيريز فيتركها وينهي العلاقة معها.

 

مارجريت وجوليان

عرض أيضًا ضمن فعاليات المسابقة الرسمية للمهرجان فيلم بعنوان “مارجريت وجوليان” للمخرجة الفرنسية فاليري دونزيلي. كتب سيناريو وحوار الفيلم كاتب السيناريو جيرمي إلكيم وذلك بالاشتراك مع مخرجته فاليري دونزيلي. والفيلم مأخوذ عن رواية بنفس العنوان للكاتب والأديب جون جوريو.

تدور أحداث الفيلم الذي يسرد قصته على مسامع مجموعة من الأطفال في إحدى المدارس الداخلية ويخلط زمنيًا ومكانيًا بين الماضي والحاضر، حول الشقيقان مارجريت وجوليان اللذين يرتبطان ببعض منذ الصغر على نحو شديد المبالغة.

يلاحظ الأب والأم والعائلة ورجل الدين المقرب من الأسرة ذلك الأمر ويأمر بالفصل بينهما، وبرغم سفر جوليان للدراسة بالخارج، لكن العلاقة بينه وبين شقيقته تظل على حالها، وسرعان ما يعود الأخ ويلتقي بشقيقته، التي تعمل الأسرة على تزويجها سريعًا من عجوز فرنسي ثري يكبرها في السن.

تقاوم مارجريت الزواج بشتى الطرق وتهرب في النهاية بمساعدة من شقيقها جوليان، ثم يفران من فرنسا باتجاه الحدود مع انجلترا من أجل تغيير اسمهما ونسبهما ومحاولتهما العيش والاستقرار والزواج هناك بانجلترا، لكن محاولتهما تبوء بالفشل ويتم إلقاء القبض عليهما، ويتم إعدامهما بقطع رأسيهما بالسيف. وقد حدثت تلك الواقعة في الحقيقية، وتم تنفيذ حكم إعدام مماثل لما ورد بالفيلم في فرنسا، وذلك في العام 1603.