باريس – محمد هاشم عبد السلام
السبت 6 يونيو 2015
تحتفل العاصمة الفرنسية هذه الأيام بذكرى مرور مائة وعشرين عامًا على تقديم أول عرض سينمائي للجمهور العام في فرنسا في عام 1895. ويقام الاحتفال في قصر المعارض والاحتفالات التاريخي المهيب، في شارع الشانزلزيه، والذي يحمل اسم “القصر الكبير”.
تزامنًا مع مرور مائة وعشرين عامًا على تقديم أول عرض سينمائي مدفوع الأجر للجمهور في باريس، تحتفل فرنسا هذه الأيام بهذه الذكرى والتي كانت بمثابة أول تدشين حقيقي لما بات يعرف الآن باسم دور العرض أو السينمات.
ونظرًا لأن تلك المباني الخاصة أو السينمات لم تكن قد عرفت بعد، فقد تم العرض، الذي دعيت له العديد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية الهامة من وتصادف وجودها في باريس آنذاك، تم العرض بمعرفة الأخوين لوميير، في كازينو يحمل اسم “جراند كافييه”، وذلك الكازينو كان يقع في شارع “بوليفار كابوشين”.
في ذلك العرض تم تقديم فيلم قصير بعنوان “رش البستاني بالماء”. وكان من إخراج لويس لوميير، ولم يكن فيلمًا بالمعنى المتعارف عليه الآن، فقط دقيقة وبضع ثوان. لكنه كان أول فيلم خيالي أو روائي وليس تسجيلي، وكانت تدور قصته حول بستاني يروي حوض زرع بخرطوم ثم يطأ صبيًا الخرطوم، فينقطع تدفق المياه، ثم يحرر الخرطوم عندما يحدق البستاني في الخرطوم، فيبتل وجه البستاني بالماء.
جدير بالذكر أن الأخوين، أوجست ولويس لوميير، كانا أول من فكر في استغلال اختراع كاميرا السينما كأداة تجارية ناجحة مستقبليًا على المدى البعيد، تنطوي على إمكانيات هائلة قد تجعلها تدر أرباحًا وتجذب الجماهير الغفيرة وتنشئ صناعة كبيرة بحق.
وبعد ذلك العرض الأول المدفوع بفترة قصيرة لفيلم “رش البستاني بالماء”، انتشرت بالفعل عروض السينما في الكازينوهات، وصارت تسمى عروض النيكولوديون، نظرًا لأن رسم الدخول لها كان عملة نقدية مقدارها “نيكل” واحد. وكانت تعرض في تلك الأماكن عدة أفلام، عشرة على الأكثر، وراء بعضها، نظرًا لأن الأفلام كانت قصيرة لا يتجاوز زمن عرضها الدقيقة أو أكثر قليلا.
وهذه الاحتفالية التي تحمل اسم “لوميير! اختراع السينما”، سوف تستمر فعالياتها في القصر الكبير حتى الرابع عشر من يونيو القادم. بحيث يمكن للزوار الاطلاع على العديد من الأفلام التي قام معهد لوميير في ليون بترميمها وصيانتها، إلى جانب مشاهدة العديد من الأجهزة القديمة التي سبقت اختراع آلة السينماتوغراف، على النحو الذي نعرفه الآن، مثل الكينتوسكوب، والزيوتروب وغيرها من الآلات، وأيضًا اللقطات والأشرطة القديمة التي صُوِّرَت في بلدان مختلفة.