محمد هاشم عبد السلام

 

ولد الممثل والمنتج والمغني الأمريكي الشهير بروس ويلز في التاسع عشر من مارس عام 1955، في أوبرشتاين بألمانيا الغربية. ويعتبر بروس ويلز أحد أكثر نجوم السينما الأمريكية والعالمية عامة من حيث الغزارة في الأعمال التي قدمها ولا يزال يقدمها منذ امتهانه التمثيل. ففي رصيد بروس ما يزيد عن مائة فيلم سينمائي وتليفزيوني ومسلسل، ومسرحية.

 

نشأته

ولد بروس في ألمانيا الغربية لأن والده، ديفيد ويلز، كان جنديًا بالجيش الأمريكي المتواجد هناك في ذلك الحين بعد انتهاء الحرب وتقسيم ألمانيا. أما والدته، مارلين كيه فهي ألمانية الأصل، من مدينة كاسل. ولبروس ثلاثة أشقاء أصغر منه، شقيقته فلورنس، وشقيقيه ديفيد وروبرت.

بعد أن انتهت خدمته بالجيش، غادر والده ألمانيا واتجه إلى نيو جيرسي، حيث التحقت والدته بالعمل في أحد البنوك، بينما عمل والده كلحام ميكانيكي بأحد المصانع. ويفخر ويلز دائمًا بأنه ينتمي أبًا عن جد إلى أصحاب البدل الزرقاء، أي العمال الكادحين.

مضت طفولة بروس على نحو يكاد يخلو من المتاعب والمشاكل باستثناء تلعثمه في الكلام، الأمر الذي شكل له مشكلة مع وصوله إلى المرحلة الثانوية. والغريب في الموضوع أن تلك المشكلة كانت تختفي تمامًا بالنسبة لبروس عندما كان يقف على خشبة المسرح بالمدرسة ليمارس التمثيل. ومن هنا عشق بروس تلك المهنة وقرر أن تكون هي هدفه المستقبلي. لكن لقمة العيش فرضت كلمتها، لذلك عمل بروس عقب تخرجه الثانوي كحارس أمن بأحد المصانع ثم كسائق لعربات توصيل عمال المصانع.

بعد ذلك عمل بروس في مهنة مُحقق سري، وللمفارقة كان هذا أول دور قام به كممثل محترف في مسلسل تليفزيوني. بعد ذلك ترك بروس تلك المهنة، وقرر الاتجاه إلى التمثيل بصورة نهائية. ولأجل هذا، التحق ببرنامج الدراما والتدريب على التمثيل بإحدى الجامعات. وبعد عام تقريبًا من الدراسة، ترك بروس البرنامج، وقرر الانتقال إلى نيويورك، حيث عمل كنادل ليكسب عيشه وفي نفس الوقت، كان يجري اختبارات تلو الأخرى، حتى نجح في الحصول على أول دور مسرحي له في أحد مسارح خارج برودواي.

مع اكتسابه الخبرة ظهر بروس في أكثر من عرض مسرحي، وتلك العروض تلتها أخرى تجارية قام في إحداها بدور البطولة بنجاح لأكثر من عام. بعد ذلك، انتقل بروس إلى كاليفورنيا من أجل المشاركة في مسلسل تليفزيوني، وكان وقتها على مشارف الثلاثين من عمره. ومنذ انتقاله إلى هناك عمل بروس في أكثر من مسلسل وتلقى عدة عروض وكان من بينها أدوار كوميدية، كما عمل لفترة في الإعلانات التجارية.

بعد ذلك بسنوات قليلة وهو على أعتاب الخامسة والثلاثين، حظي بروس بأول دور بطولة في حياته مع كيم باسنجر في فيلم “لقاء غير متوقع” (1987) للمخرج بليك إدواردز. وقد انهالت الأدوار السينمائية على بروس، كممثل مساعد، مع المخرج بليك وغيره، وحقق نجاحات لا بأس بها، خاصة وأنه كان يقوم بمعظم الحركات الخطيرة بنفسه. كما اشترك في بطولة المسلسل التليفزيوني “ضوء القمر” وفاز عنه بجائزة “إيمي” أحسن ممثل. ومع أواخر الثمانينات عُرف بروس ويلز كمغنى بوب بلوز، وحققت أغنياته بعض النجاحات وأصدر أول ألبوم له.

منذ مطلع التسعينات وحتى منتصفه تقريبًا، عانى النجوم بروس ويلز من عدة تلقبات مهنية نتجت عن اختياراته غير الموفقة في أغلبها، الأمر الذي انعكس على أدائه ونجوميته إلى حد بعيد. إلى أن أسند إليه المخرج الكبير كوينتن تارانتينو دورًا في فيلمه الشهير “بالب فيكشن” (1995)، الأمر الذي أعطاه دفعة كبيرة لمواصلة مشواره المهني على نحو يجنح لما هو أفضل، لكن برغم ذلك اتسمت أدواره خلال السنوات التالية بالعادية بعض شيء، حتى حقق نجاحًا هامًا مع نهاية التسعينات في فيلمي “أرمجدون” (1999) للمخرج مايكل باي، و”الحاسة السادسة” للمخرج إم. نايت شيامالان.

على امتداد الخمسة عشر عامًا الأخيرة، فاز بروس بالعديد من الجوائز، أهمها “إيمي” لأفضل ضيف في مسلسل “الأصدقاء” الشهير، كما ترشح في العام التالي عن دوره في نفس المسلسل لجائزة أفضل ممثل كوميدي أمريكي لعام 2001. وقد تتالت أدوار بروس المتنوعة في السينما والتليفزيون على امتداد تلك السنوات، كما أصدر أيضًا ألبومًا غنائيًا جديدًا واشترك في أكثر من ألبوم. واللافت في مسرته خلال تلك الفترة، هذه الثنائية التي شكلها بروس مع الممثل صمويل جاكسون، حيث ظهرا معًا في أربعة أفلام. كما اشتركت مع بروس في أحد أفلامه، “الرهينة”، ابنته الكبرى، الممثلة رومر ويلز. أيضًا شكل ذلك العقد عودة بروس ويلز مرة أخرى للظهور في الحملات الإعلانية والدعائية.

 

حياته الخاصة

تزوج بروس ويلز عام 1987 من الممثلة المعروفة ديمي مور، وقد استمر زواجهما لثلاثة عشر عامًا تقريبًا، أنجبا خلاله رومر، وسكوت، وتالولة. وقد انتهى زواجهما في هدوء تمام، ودون ذكر لأي أسباب أو تفاصيل ولا يزال بروس وديمي أصدقاء حتى الآن، وحضر حفل زواجها فيما بعد، وهي نفس الشيء، حضرت حفل زواجه من عارضة الأزياء إيما هيمنج عام 2009، وقد أنجب بروس وإيما ابنتين مابل وإيفيلين.

والمعروف عن بروس ويلز أنه يهوى شراء الفيلات والعقارات والشقق السكنية الفخمة والفاخرة، والمتاجرة فيها أو تأجيرها. وله العديد من الممتلكات، من بينها مسارح وكازينوهات، في مختلف أنحاء الولايات الأمريكية.