محمد هاشم عبد السلام
5 – أكتوبر – 2006.
السؤال: حول السريالية الموجودة في الفيلم…
بيدرو آلمودوفار: يبدأ الفيلم بداية سريالية لكنه يتحول إلى شيء آخر. الشبح ليس شبحًا لذا يصبح الفيلم أكثر واقعية بكثير.
السؤال: عن كيفية تطور عمله…
بيدرو آلمودوفار: بالطبع قد تغيرت. طالما أنني مستمر في المحافظة على ألا أكرر نفسي، فبإمكاني أن أعمل المزيد من الأفلام. أفلامي السابقة كانت خارجية أكثر. كنت صغيرًا جدًا ومتعلقًا بما كان بلدي يعانيه في ذاك الوقت (البحث عن الحرية). وأصبحت أكثر داخلية مع مرور الوقت.
السؤال: حول إن كان قد عرف مسبقًا أن “بينلوب كروز” بإمكانها توصيل ذلك النوع من الأداء…
بيدرو آلمودوفار: كنت أعرف هذا منذ سنوات. إنني المخرج الوحيد الذي كان بإمكانه توظيف “بينلوب” بهذه الطريقة. نظريًا، إنها صغيرة جدًا. وكنت قد فوجئت بطريقة إيجابية جدًا بالمدى الذي أمكنها الذهاب إليه. إنها شرهة للعمل. أصبحت مخرجًا لأكون الشاهد الأول على عملية الإبداع. كان على “بينلوب” أن تنتقل من الضعف إلى الغضب (في الفيلم).
السؤال: كيف سيصف فيلمه…
بيدرو آلمودوفار: لديّ صعوبة فيما يتعلق بالتلخيص. أنت تخون الفيلم بمحاولتك وصفه (من خلال كتابة ملخص). أحاول أن أجعل الفيلم شديد الشفافية حتى تعرف عندما تراه ما الذي يحدث بالضبط. إنه لمن الصعب أن تقوم بتعريف أو توصيف لأفلامي لأنني أخلط أو أمزج الأنواع السينمائية.
السؤال: ما الذي كان عليه العمل مع “كارمين مورا” للمرة ثانية (كانت “مورا” هي مصدر وحي له في الماضي)…
بيدرو آلمودوفار: وراء الكواليس (في آخر أفلامنا) كنا نتحارب لكن بعد ذلك تغلبت على هذا وأردت العمل معها مجددًا. بعد ثماني عشرة سنة (من عدم العمل معًا) كانت الكيمياء بيننا رائعة جدًا. إنني سعيد جدًا بطاقم التمثيل هذا، كنت محظوظًا فعلا. كنت بحاجة لأسرة أو عائلة من الممثلات وحصلت بالفعل على عائلة من الممثلات.
السؤال: حول شخصية الجارة “أوجستين” (قامت بها “بلانكا بورتيلو”)…
بيدرو آلمودوفار: الجارة الوحيدة هي بالفعل امتداد للعائلة. إنها تساعد في حل مشاكلها. التضامن الذي عليه هذه العائلة (يمكنها من) حل المشكلات التي لا تستطيع المؤسسات حلها. ربما هذا ثناء للجيران الذين تولوا الاهتمام بأمي. هذا النوع من الثقافة لا تراه في المدينة. أصبحت مدريد مركزًا للهجرة لكن في الضواحي ما يزالون محافظين على ود الريف.
تربيت على سماع القصص المخيفة لظهور الأشباح. أحد أغراض الفيلم كان إظهار الطبيعية التي يتعامل بها هؤلاء الناس مع الموت والغيبيات – إنه فقط جزء من المعيشة. الطريقة التي يهتمون فيها بمستقبل قطعة الأرض المخصصة للدفن تمنحهم القليل من السلام.
السؤال: إن كان هو (آلمودوفار) قد رأى شبحًا في أي وقت…
بيدرو آلمودوفار: في الحقيقة أنا لا أؤمن بأن الناس يمكن أن يعودوا بطريقة مادية جسدية. إنه ليس بدنيًا بالضرورة لكن يجب أن تتعامل مع الحواس. فقد أخبرتني أمي وأختي بأنهن قد رأين الأشباح وأنا أصدقهن. أنا لا أظن أن الناس يموتون مادام هناك أناس يتذكرونهم.
السؤال: عن جمال “بينلوب”…
بيدرو آلمودوفار: يعتقد الكثيرون من المخرجين أنك إذا كنت جميلا فلا يمكنك أن تكون موهوبًا. الأدوار التي كانت فيها “بينلوب” الأفضل لم تكن مرتبطة إلا بدرجة قليلة جدًا بصورتها المادية.
أطن أن “بينلوب” كانت سيئة الحظ في علاقات حبها. كثير من السنوات مع “توم كروز”! العلاقة مع “توم كروز” جعلت الصحافة تنظر إليها بعينين سيئتين. “توم” مثير للجدل جدًا وأصبح أكثر إثارة للجدل. كان سيئًا بالنسبة لـ “بينلوب”، ووجودها معه كان معناه خسارتها لفرص العمل. “نيكول كيدمان” حصلت على كل الأدوار الجيدة، و”بينلوب” كان ينظر إليها كامرأة أخرى.
الطريقة لحل هذه المشكلة بالنسبة لي هي أخراج فيلم مع “نيكول كيدمان”.
السؤال: حول سبب استهداف كاميرا “بيدرو” كثيرًا لصدر “بينلوب”…
بيدرو آلمودوفار: بقدر ما الفيلم عن الفناء فإنه عن الأمومة أيضًا. كنت ملهمًا بصور كل من “صوفيا لورين” و”آنا مانياني”. من الممكن أن تكون المرأة ربة بيت وجذابة جدًا. يعتقد الأوروبيون أنك يمكنك أن تكون فائقة الجمال وربة بيت فقيرة.
جميعكم تعرفون إنني شاذ لكننا لسنا هنا للتحدث عن هذا. لكنني قمت بتصويرها بعاطفة وحب. لم يسألني أحد في أوروبا عن نحرها. وهي تتمتع بواحد من أجمل النحور في أوروبا. استخدمت لقطة الزاوية العالية لصدرها لأنني أحب صدرها.
السؤال: وفقًا لمن يعرف أو يحدد (آلمودوفار) أسلوبه…
بيدرو آلمودوفار: بالطبع إنها مسألة وعي اجتماعي لكن صعب جدًا بالنسبة لي أن أحدد. إنني أخطط لكل شيء في الفيلم، أنا بصري جدًا – ألوان المنازل كلها، والشعر، والمكياج.