سين آرتس24

 

في كل عام يُمنح لقبُ “عاصمة الثقافة الأوروبية” لمدينة واحدة على الأقل. وفي عام 2023 حصلت ثلاث مدن في آن واحد على هذا اللقب، من رومانيا، والمجر، واليونان.

يُمنح هذا اللقب من قبل الاتحاد الأوروبي. إذ، في كل سنة، يتم اختيار مدينة على الأقل أو منطقة، وتسليط الضوء عليها. بغية دعم وإبراز التنوع الحضاري والثقافي والتراثي. وأيضا تعزيز الجوانب المشتركة للثقافة الأوروبية، وتقوية انتماء المواطنين لقارتهم. خلال ذلك، يتم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية، من شأنها جعل هذه المدن أكثر جاذبية للزوار.

 

مُحرك للسياحة

 

المدن المختارة هذا العام، وتعرض خلال السنة برامج ثقافية متنوعة، هي “تيميشوارا”، في رومانيا. و”فيزبرم”، في المجر، و”إلفسينا” في اليونان. المُلاحظ أن مدن غير مشهورة في العالم، إلى حد كبير. لكن بمنحها هذا اللقب، تأمل هذه المدن في استقطاب العديد من الزائرين من مختلف أنحاء العالم، وخاصة أوروبا.

 

ما المُميز في هذه المدن؟

 

تيميشوارا في رومانيا – فيينا الصغيرة

يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة. ثالث أكبر مدن رومانيا كثافة، وتقع في المثلث الرابط بين رومانيا والمجر وصربيا. ويعود تاريخها إلى 1000 سنة تقريبًا. تصميم المدينة، ببناياته التاريخية، يُذكرنا بعاصمة النمسا. ومن ثم جاء لقب “فيينا الصغيرة”. وأيضًا من حقيقة أن المدينة كانت تنتمي يومًا ما إلى الإمبراطورية النمساوية المجرية. اشتهرت مدينة تيميشوارا أيضا بكونها مهد انطلاق ثورة الشعب الرومانيا ضد الدكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو عام 1989. كما يعكس التاريخ المتنوع والعريق لهذه المدينة التنوع العرقي للسكان. وكمدينة عاصمة للثقافة الأوروبية، تعتزم تيميشوارا التركيز في برنامجها على التنوع وتوضيح، من خلال التاريخ، أن التعايش ليس مستحيلا.

 

فيزبرم المجرية – كنائس وفن وثقافة

تعود مدينة فيزبرم المجرية إلى تاريخ قديم جدًا، إذ تعد من أقدم مدن المجر. تم تشييدها فوق خمس هضاب على نهر “سيد”. وقد اشتهرت بأشياء عديدة، منها: كنائس، ومتاحف، ومجموعات فنية، وقصر الباروك التابع لرئيس الأساقفة من القرن الثامن عشر.

يهدف القائمون على المدينة إلى جذب 2.5 مليون زائر، خلال هذا العام. وبعد الإعلان عن أن حفل الافتتاح سيكون في الـ21 من يناير/ كانون الثاني. لتنطلق التظاهرات الثقافية في فصل الربيع. وسيكون تركيز برنامج العاصمة الثقافية في فيزبرم على الموسيقا، وفنون الطهي، والنبيذ، إلى جانب المزارات التاريخية والدينية والسياحية والنهرية وتسلق الهضاب. وبالطبع، زياة بحيرة بالاتون، حيث تزرع أشجار العنب منذ عصر الرومان، وقضاء العطلات، خصوصًا في فصل الصيف، والطقس الدافئ.

 

أسرار التحول ـ إلفسينا في اليونان

تبعُد إلفسينا 20 كليو مترًا عن العاصمة أثينا. ستطلق المدينة فعالياتها في الـ9 من فبراير/ شباط، تحت شعار “أسرار التحول”. وقد اشتهرت المدينة في العصور القديمة بنوع من العبادةال سرية، يتم خلالها كل عام الاحتفال بإعادة ولادة الطبيعة من جديد. وكان عشرات الآلاف يحجون إلى إلفسينا في العصور القديمة، والتي كانت تسمى في الماضي إليوسيس، وكان بها معبد للإلهة ديميتر، ربة الطبيعة والفلاحة والحصاد عند الإغريق. ولا يزال من الممكن رؤية بقايا المعبد اليوم.

يذكر أن مدينة إلفسينا كانت قد شهدت آخر فترات ازدهارها في القرن الـ19، وحتى بداية القرن العشرين. إذ كانت المدينة، بفضل الميناء، من أهم المراكز الصناعية في اليونان. لكن بيرايوس وأثينا أستوعبتا بعد ذلك جميع فروع الاقتصاد. ما أدى إلى تدهور أوضاع الميناء، فأصبح مقبرة للسفن، تشكل كارثة على البيئة المحيطة.