محمد هاشم عبد السلام
للمرة الأولى، منذ سنوات بعيدة، أعلنت الإدارة الفنية لمهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي، عن دفعة من الجوائز التكريمية، على نحو أكثر من المعتاد. جاء الإعلان عن الاستعدادات النهائية والكاملة لكافة فعاليات المهرجان خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد في العاصمة براج، يوم 20 يونيو الماضي، بحضور المدير الفني للمهرجان كاريل أوخ، والمدير التنفيذي كريشتوف موخا، والمتحدثة الرسمية باسم المهرجان أوليانا دوناتوفا. وفي ظل غياب رئيس المهرجان يري بارتوشكا، دون إيضاح للأسباب.
جملة التكريمات المُعلنة هذا العام تثير بعض التساؤلات حول كثرتها، وكيف تسحب من أهمية وقيمة وثِقل الجوائز التكريمية الممنوحة باسم المهرجان. خاصة، جائزة “رئيس المهرجان الشرفية”، حتى وإن ذهبت إلى أسماء تستحقها فعلا. هذا العام، سيتم توزيع الجوائز الممنوحة، “الكرة البلورية التكريمية” و”رئيس المهرجان الشرفية”، بواقع جائزة واحدة إلى دولة التشيك، كالمعتاد. و4 جوائز إلى أميركا، واستراليا، والسويد، واسكتلندا.
بداية، تقرر منح جائزة “رئيس المهرجان الشرفية” للممثلة التشيكية دانيلا كولاشوفا، 76 عامًا. وذلك في حفل ختام دورة هذا العام الـ57، التي ستنعقد في الفترة من 30 يونيو إلى 8 يوليو. تُعد دانيلا كولاشوفا من أكثر الممثلات التشيكيات المعاصرات تميزًا على مدى عقود. ولها مساهمات عديدة بارزة في المسرح والتليفزيون والسينما. نالت دانيلا عدة ترشيحات وجوائز وتكريمات في التشيك وأوروبا. وفي هذا الإطار سيعرض المهرجان “كرة الحظ السعيد”، أحد أهم أفلام البطولة لدانيلا كولاشوفا.
كانت إدارة المهرجان قد كشفت عن منحها الممثل النيوزيلاندي المعروف، راسل كرو، 59 عامًا، الحائز على جوائز عديدة أهمها “أوسكار” و”جولدن غلوب”، جائزة “الكرة البلورية التكريمية” المرموقة عن مسيرته المهنية. وهي جائزة تكريمية وحيدة يمنحها المهرجان، وإدراته الفنية، تقديرًا واعترافًا بالمساهمة الفنية البارزة في السينما العالمية.
كما أعلنت إدارة المهرجان عن منح الممثلة والمنتجة السويدية، أليسيا فيكاندر، 34 عامًا، الحائزة عدة ترشيحات وجوائز عالمية أبرزها جائزة “أوسكار” أحسن دور مساعد، عن “الفتاة الدانمراكية” (2016)، على جائزة “رئيس المهرجان الشرفية”. بدأت أليسا مسيرتها الفنية منذ طفولتها، كراقصة باليه. ظهرت في عدد من الإنتاجات المسرحية والأفلام القصيرة والمسلسلات التلفزيونية السويدية، قبل دورها السينمائي الأول الرائع في فيلم المخرجة ليزا لانجيث الطويل، “النقاء” (2010). وبعد ذلك انطلقت مسيرة فيكاندر المتألقة، الدالة على ذكاء هائل في اختيارها لأدوار متنوعة ومتميزة أمام عمالقة، مثل مادس ميكلسن، وكيرا نايتلي، وجود لو، وكيت بلانشيت، ومات ديمون، وتومي لي جونز، بول جرينجراس، وجوليان مور. كما عملت أليسيا مع مخرجين مهمين ومحترفين فعلا مثل، جو رايت، وتوم هوبر، وأوليفييه أسايس، وأخيرًا مع كريم عينوز. أيضًا، يُحسب لأليسيا خوضها تجربة الإنتاج السينمائي من خلال شركتها الخاصة “فيكاريوس”. وفي إطار تكريمها، سيعرض المهرجان آخر أفلامها، “الجمرة”، أمام النجم جود لو، وإخراج كريم عينوز، وذلك في افتتاح المهرجان.
أيضًا، كشفت الإدارة الفنية عن منح جائزة “رئيس المهرجان الشرفية” للممثل والمخرج والمنتج الاسكتلندي إيوان ماكجريجور، 52 عامًا، الفائز بجوائز “غولدن غلوب”، و”إيمي”، و”الفيلم الأوروبي” وغيرها. يعتبر إيوان ماكجريجور، الناشط في ميدان الأعمال الخيرية، من أهم الممثلين الفاعلين على الساحة الآن. سواء في السينما البريطانية أو الإنتاجات الهوليوودية. كان قد بدأ العمل مع المخرج داني بويل، وجورج لوكاس، وريدلي سكوت، وباز لورمان. ثم، تيم بيرتون ومايكل باي، وودي آلن، وورمان بولانسكي، وبالطبع، مع جورج لوكاس، وغيرهم. ضمن هذا سيعرض المهرجان فيلمه الجديد، “أنت تغني بصوت عال، وأنا أغني بصوت أعلى” لإيما ويستنبير. وتشاركه البطولة ابنته كلارا. ويتناول الفيلم، الذي سيقوم إيوان ماكجريجور بتقديمه بنفسه للمجهور، علاقة أب بابنته. وذلك في إطار ينتمي لنوعية أفلام الطريق. حيث ينطلق أب وابنته في رحلة مليئة بمواجهات غير متوقعة، يجدان خلالها الطريق لعودة أحدهما إلى الآخر، وذلك بعد فترة اغتراب طويلة.
أخيرًا، أعلنت إدارة المهرجان عن منح جائزة “رئيس المهرجان الشرفية” للممثلة والمخرجة والمنتجة الأميركية روبن رايت. الناشطة، وبقوة ملحوظة، في مجال حقوق الإنسان، والمساواة بين النساء، وتمكين المرأة، وذلك في دول العالم الثالث، تحديدًا. رُشِحَت روبن رايت لجوائز عالمية عديدة، أبرزها في مجال المسلسلات التليفزيون، حيث تركزت مسيرتها المهنة، ولفتت الانتباه بقوة إلى موهبتها. وذلك مُقارنة بأدوارها السينمائية، التي عادة ما تكون ثانوية. طبعًا، يُذكر لها دور “جيني” في فيلم “فورست جامب” (1994) للمخرج روبيرت زيميكس، أمام النجم توم هانكس. وفي هذا السياق التكريمي، سوف يعرض لروبن رايت فيلمها القديم المتميز، “العروس الأميرة” (1987)، للمخرج روب راينر.
من ناحية أخرى، جرى الإعلان عن فيلم حفل ختام فعاليات دورة المهرجان لهذا العام، وهو الفيلم الأميركي “الأبطال” للمخرج بوبي فاريل، وبطولة النجم وودي هارلسون، وسيعرض الفيلم يوم 8 يوليو القادم، بعد إعلان الجوائز الرسمية للمهرجان.