كارلوفي فاري – محمد هاشم عبد السلام

 

أطلق مهرجان كارلوفي فاري الفيلم الدعائي الجديد لدورة هذا العام، والذي عرض لأول مرة أثناء حفل افتتاح فعاليات الدورة الـ57. وذلك في سابقة أولى. إذ، عادة ما يُعرض الفيلم الدعائي قبل عروض أفلام المهرجان. خاصة أفلام المسابقتين الرئيسيتين، وليس خلال فقرات افتتاح المهرجان. المُرجح أن السبب وراء هذا يرجع إلى أن نجم المقطع الدعائي لهذا العام هو الممثل الأميركي المعروف جوني ديب.

كان الممثل والمنتج والموسيقي الأميركي جوني ديب ضيفًا على المهرجان في دورته الـ55، المقامة في عام 2021. وقتها، قوبلت زيارته باهتمام جد كبير من قبل المعجبين، وجميع رواد المهرجان، على اختلافهم. من هنا، جاءت فكرة السير على نفس النهج المتميز، المتبع في تكريم الضيوف الحاصلين على الجوائز في الدورات السابقة في المهرجان، وتقديم جوني ديب للمقطع الخاص بدورة هذا العام.

تميزت جميع الإصدارات الحديثة للأفلام الدعائية عن الفائزين بجوائز مهرجان كارلوفي فاري التكريمية أو غيرها، بتصميم يتميز باللونين الأبيض والأسود فقط. وعلى مر السنين، أصبح المقطع الدعائي عملاً فنيًا رئيسيًا قائمًا بذاته، ومميزًا لدورة كل عام، على حدة. يلتقط المقطع الجو الفريد للمهرجان بصفة عامة، ويعيد التذكير بالمُكرمين خلال سنوات المهرجان الماضية. وقد ولدت فكرة تصوير المقاطع الفيلمية الصغيرة، المميزة للمهرجان عن سواه من المهرجانات حول العالم، منذ خمسة عشر عامًا. ففي عام 2008، جاء المهرجان بنهج جديد وفريد من نوعه كدعاية غير مسبوقة للمهرجان تتألف من قصص سينمائية صغيرة، أبطالها الفائزين بجوائز المهرجان الرئيسية، “الكرة البلورية الفخرية”، للمساهمة الفنية البارزة في مجال السينما العالمية، أو جائزة “رئيس المهرجان الفخرية”. ظهر في السلسلة الأولى مجموعة من الممثلين منهم، داني ديفيتو، وهارفي كيتل. ومن المخرجين ميلوش فورمان، وفيرا تشيتيلوفا. وكان وراء تنفيذ هذه القصص الفيلمية الصغيرة، التي تُظهر موضوعاتها المتنوعة صلتها الوثيقة بالمهرجان، المخرجين التشيكيين إيفان زاكارياس ومارتن كريجسي.

وعلى مدى السنوات الأخيرة، نمت المقاطع الفيلمية وتطورت جدًا، وصارت على قدر كبير من الاحترافية والفنية والذكاء والطرافة، أيضًا. وضمت إلى بطولتها أسماء مثل: آندي جارسيا، وجود لو، وهيلين ميرين، وجون مالكوفيتش، ويري مينزيل. وجوني ديب هو النجم الثامن عشر الذي يظهر في المقطع الدعائي. وعلى غير العادة، جاء المقطع الخاص هذا العام بالألوان، وليس اللونين الأبيض والأسود. وسيرًا على النهج الطريف والساخر لأغلب الأفلام الدعائية، الذي -للغرابة- يتهكم على جائزة المهرجان، سواء لثقلها أو ضخامتها أو لأسباب أخرى عديدة تدفع الحاصلين عليها إلى هجرها أو التخلص منها، جاء المقطع الخاص بجوني ديب على قدر كبير من الطرافة القائمة على المفارقة بالأساس.

المعروف أن جوني ديب لم يفز بأي جائزة في مهرجان كارلوفي فاري، حتى التكريمية أو الشرفية. في المقطع الدعائي، تُجري إحدى الصحفيات مقابلة مع جوني ديب، وتأتي على ذكر الجوائز والمهرجانات. وتأتي على ذكر مهرجان كارلوفي فاري الذي حضره مؤخرًا، وأنه لم يحصل على أي من جوائزه، رغم دعوته إلى المهرجان، وكيف أن الأمر شديد الغرابة. فيقوم جوني ديب بفتح علبة الجيتار التي يحملها، ويخرج منها تمثال جائزة الكرة البلورية، ويضعه أمامها. تندهش الصحفية، تدير التمثال نحوها، فتجد أن جوني ديب وضع لاصقًا على قاعدته، وكتب اسمه عليه بدلا من اسم الفائز الحقيقي، بتاريخ 2017.

دائمًا، قبيل انتهاء المقطع الدعائي، يُكتب اسم بطل المقطع، والجائزة الحاصل عليها، وتاريخ حصوله عليها. في المقطع الخاص بجوني ديب، وإمعانًا في الطرافة والمصداقية أيضًا، يُكتب في نهايته: “جوني ديب… لم يفز بأي جائزة من جوائز مهرجان كارلوفي فاري”.

رابط المقطع الدعائي لهذا العام على قناة المهرجان KVIFF.TV:

https://kviff.tv/video/2156-57-rocnik-johnny-depp