أجراه: والتر شو
ترجمة: محمد هاشم عبد السلام
2 – أبريل – 2006.
فيم فيندرز: إنه يدور، المسجل مفتوح، والنور مضاء، ليس هناك ما يعوقنا عن تسجيل هذا اللقاء.
والتر شو: لم أقدر أبدًا على أن أجبر نفسي على تحديث جهاز تسجيلي واستخدام مسجل رقمي.
فيم فيندرز: لا، لماذا ينبغي عليك هذا؟ المسجل رائع.
والتر شو: دعنا نناقش الفن التشكيلي الساكن بصفة عامة وعلاقته بالأفلام.
فيم فيندرز: بطريقة غريبة، يمكن أن أقول إنني كنت دائمًا أكثر تأثرًا بالفن الساكن أكثر من تأثري بالأفلام – فقد كان هاجسي. كل ما رغبت فيه طوال حياتي كلها بينما كنت أكبُرُ هو أن أصبح رسامًا: رومانسية “كاسبر ديفيد فريدريش” ألهمتني في شبابي. وفي يوم من الأيام، في نيويورك، دخلت أحد المتاحف ووقفت للمرة الأولى أمام لوحة للفنان “إدوارد هوبر” وأصابتني بالحيرة.
والتر شو: أي لوحة؟
فيم فيندرز: كان معرضًا لجميع أعماله وكان هذا في سنوات السبعينيات، لذا كان قبل أن يصبح فنان بطاقات البريد للقرن العشرين. لم أكن قد سمعت عنه قبل أن أرى هذه اللوحة في “ويتني” ولم يكن بمقدوري تصديقها تمامًا. كل ما عرفته فقط هو أنني شعرت أنه كان هناك شيء ما حقيقي بين الشعور الذي جاءني من اللوحة، والشعور الذي حصلت عليه من الأفلام التي أحببتها.
والتر شو: الرومانسية، ربما؟
فيم فيندرز: بلا شك. لم أكن أعرف حتى عشرين عامًا مضت أن “هوبر” كان يذهب لمشاهدة الأفلام طوال اليوم – يغمر نفسه فيها، يشاهد فيلمًا كل ليلة. أثرت الأفلام على لوحاته.
والتر شو: والآن أثرت على أفلامك.
فيم فيندرز: هذا حقيقي. حتى الآن، هذا حقيقي.
والتر شو: كنت قد ذكرت عمل “أنتوني مان”[1] الذي يحمل عنوان “رجل من الغرب” على وجه التحديد.
فيم فيندرز: كل أعمال “مان”.
والتر شو: الرومانسية المظلمة[2].
فيم فيندرز: والغنائية. تعلمت كيف أصنع الأفلام من “أنتوني مان”: لماذا اللقطات، كيف اللقطات، اللقطات المصاحبة، أماكن التصوير، استراتيجيات وتقنيات المونتاج – لقد شكل مفهومي الخاص عن الحركة. أما مفهومي عن التشكيل والتوظيف، فقد تعلمته من الرسم.
والتر شو: و”بوتي”، في “مونتانا”، المكان الذي دارت فيه معظم أحداث فيلم “لا تأت طارقًا” – مستمد مباشرة من رسم “هوبر”.
فيم فيندرز: نعم، غير معقول، كانت بلدة صغيرة لا تصدق، منغرزة في سنوات العشرينيات والثلاثينيات وقد لاحظت أنه في عمل “هوبر” ليست هناك نوافذ ولذا لعبنا بالإضاءة والفلاتر أو المرشحات حتى نخرج شفافية كل هذه المباني القديمة لذلك أصبحت أكثر قربًا قدر المستطاع من تلك المناظر التي للمدينة التي أعجبت بها جدًا. إنها مثل أستوديو كبير مكشوف و”هوبر” كان يمكن أن يرسم كل هذه الأشياء هناك. غرف الفندق الفارغة، الطرق الكبيرة، إنها نوع من مدينة أشباح مهجورة في منتصف جبال روكي. ذات مرة كانت أكبر مدينة غرب الميسيسبي وهي الآن مهجورة تمامًا.
والتر شو: إحساس قوي بالكآبة “الملنخوليا”.
فيم فيندرز: نعم، هذا مرتبط بـ “هوبر”، لست بحاجة لاختراعه هناك، إنه هناك متجسد تمامًا في روح المكان. والفيلم ثناء ومديح لرسامي المفضل. لكن كل أفلامي مستمدة أولا من حبي للفن التشكيلي قبل أي شيء آخر.
والتر شو: قلت إن “مومنت فالي” قد فقد روحه عندما ذهبت للتصوير هناك – ما الذي قصدته؟
فيم فيندرز: كتبنا هذا في السيناريو لأنني كانت لدي هذه الصورة البديعة عن “المومنت فالي”. كنت هناك في أوائل السبعينيات، التقطت الكثير من الصور، تجولت هنا وهناك وكان أفضل مكان في العالم بالنسبة لي. عندما اصطحبت إلى هناك “فرانز لستيج”، مدير التصوير الخاص بي، الذي لم يذهب إلى هناك من قبل أبدًا، لأريه له أصيب كلانا بنوع من الرعب. أولا، لا يمكنك التواجد هناك بمفردك. كان عليّ أن أنحشر أنا و”فرانز” في عربته (الترولي) الصغيرة كما في “ديزني لاند” للقيام بجولة هناك، وأدركنا أن آلاف الأفلام والإعلانات واللقطات المصورة (فيديو كليب) كلها التي كان قد تم تصويرها عنه – وفيه قد ذهبت، فالقدسية التي كان عليها اقتلعت منه عن طريق الاستنساخ الهائل له.
والتر شو: مثلما حدث مع البطاقات البريدية الشعبية لـ “هوبر”.
فيم فيندرز: أعتقد هذا، أعتقد هذا.
والتر شو: هل جزء من اعترافك بالفضل لـ “هوبر” محاولة لادخار لحظة سحره الأولي على حساسيتك الخاصة؟
فيم فيندرز: نعم، أردتها أن تكون تجربة عاطفية عندما ترى صوري يحدث مثلما حدث لي عندما رأيت لوحات “هوبر” – ولإعادة استخدام أو تحويل هذه اللوحات في وسيلة أو محتوى آخر.
والتر شو: الأكثر تفضيلا لدي عندما أعدت صياغة لوحة “هوبر” المسماة “السهارى” كموقع تصوير داخل موقع تصوير في فيلم “نهاية العنف”.
فيم فيندرز: نعم – ثمة فكرة هناك عن وجهة النظر التي تصبح مرحلة أو مزاحة مرتين لأنني آمل في تحقيق أو خلق إحساس “هوبر” الشرفي عن العزلة المزدوجة.
والتر شو: كيف أعدت إنشاء “مومنت فالي”؟
فيم فيندرز: تركنا “مومنت فالي” في رعب، أنت تعرف، وتحدثنا عنه بعد ذلك وأدركت أنه كان يجب علينا أن نمنع أعين الناس عن النظر إلى “مومنت فالي” لألف سنة لننقذ قدسيته. إنه أمر محزن جدًا. لا أتذكر من قال هذا، لكن “لقد رأيت المستقبل، وهو مدينة ملاه”.
والتر شو: ما الذي حدث مع فيلم “نهاية العنف”؟ لقد استقبل بشكل ضعيف إلى حد ما.
فيم فيندرز: يمكنك أن تقول هذا ثانية. بعض الأفلام تأتي في التوقيت الخاطئ – لكن بداية بعنوان الفيلم، كنت أعرف في أعماقي أن الاسم سوف يجر الفيلم إلى ركن أيديولوجي. قمنا بعرضه في مهرجان “كان” وزج به على الفور في هذه المحادثة الغبية عن العنف، في حين أن الفيلم ليس عن العنف على الإطلاق. فشل في التوقعات بسبب هذا العنوان فقط. وبعدما أصبح الأمر متأخرًا جدًا، اهتدينا “نيكولاس كلين” وأنا إلى العنوان الصحيح”، كان ينبغي أن نسميه “جرائم غير مرئية” لكننا لم نفعل – وأنا مقتنع أن الفيلم كان من الممكن أن تكون له حياة مختلفة منذ البداية لو كنا فعلنا هذا. ابتعد عن الأسماء أو العناوين التي تبدو شديدة البرمجة (ذات برنامجية أو منهجية معينة).
والتر شو: هل هذا هو الذي ألهمك أن تعيد مونتاجه من أجل العرض والتوزيع في الشمال الأمريكي؟
فيم فيندرز: كلا، فعلت هذا، أيضًا، مع فيلم “باريس، تكساس”، قمت باقتطاع عشر دقائق من المونتاج الخاص بنسخة مهرجان “كان” – نفس الشيء مع فيلم “قريبًا جدًا، بعيدًا جدًا”، باستثناء أنه مع هذا الفيلم بالذات، ترجاني الموزع الأمريكي أن أضع الأجزاء المستأصلة مرة ثانية. ربما هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يطلب فيها موزع أمريكي فيلمًا أطول. لكنني أدركت بطريقة ما أن ثمة شيئًا لم يكن على ما يرام. مع فيلم “لا تأت طارقًا”، أيضًا، شعرت بمثل ما حدث للقطع الخاص بمهرجان “كان” فقد استغرق الأمر فترة طويلة جدًا في الفيلم للوصول إلى “بوتي”، لذا قمت بتشذيبه. لكن في فيلم “نهاية العنف”، قمت بهذا بنفسي من دون أي نوع من التأثير الخارجي.
والتر شو: هل آخذ هذا بمعنى أنك ضد تلك الممارسة المتكررة بصورة لانهائية التي يقوم بها المخرجون فيما يتعلق بعمليات القطع في النسخ الخاصة بالـ (الدي في دي)؟
فيم فيندرز: قمت بهذا مرة واحدة فقط وكان لفيلم “حتى نهاية العالم”، قمت به فقط لأنه كان ضروريًا تمامًا، حيث أن الفيلم قد تشوه بالفعل. النسخة الملخصة “الريدز دايجست”، النسخة المقتطعة التي تبلغ ساعتين ونصف الساعة التي قاموا بتوزيعها هنا، هي بالفعل صرخة بعيدة فعلا عما كان في نيتي. قضيت أربع سنوات أعيد توجيه وضبط جميع أفلامي في نسخ أصلية جديدة رقمية ذات مستوى عال: إعادة عملية (المكساج) التي كانت قد تمت لبعض الأصوات: من الصوت الأحادي إلى (دي دي 5.1 ) – ولا زلت ممتنعًا عن مونتاج أي شيء، أو قطع واستبعاد أي شيء. “ملوك الطريق”، الذي أحبه كثيرًا جدًا، تم إغرائي من أجل اقتطاع نصف ساعة منه من أجل الجمهور المعاصر، لكنك تعرف، لست نفس الشخص وبالتالي فهو لم يعد بالفعل فيلمي أنا بمعنى ما، لم يكن لدي الحق تمامًا في خيانته.
والتر شو: هل بوسعك أن تقارن لي بين المناخ الفني في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وذلك الذي أعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا – هل هناك وجه مقارنة؟
فيم فيندرز: إنه لمن الصعب أن تقارن – كلاهما قريب جدًا مني. كانت ألمانيا قد سويت بالأرض. نشأت في مدينة “دوسيلدورف”، التي محيت بنسبة ثمانين بالمئة، صارت في مستوى الأرض. كان النهر هناك، لكن الكباري كانت قد تهدمت. وأضحت المباني عبارة عن أنقاض ومداخن، معظم الشوارع كانت فارغة وكان لديك هذه العربات التي تسير من اللامكان إلى لا شيء. كصبي، بالطبع، تعتقد أن هذه هي الطريقة التي كان عليها العالم لأنك لا تعرف أي آخر مكان بصورة أفضل. ثم بدأ يتضح لي من خلال المجلات والجرائد والأفلام الإخبارية في دور العرض ومن الأفلام نفسها – أن هناك عالمًا آخر في الخارج حيث السلام والجمال والهدوء. ثمة آفاق مختلفة بالخارج هناك وبالطبع كنت منجذبًا إلى تلك الأرض الموعودة. كل شيء ربطته بالمتعة والسرور في هذا البلد الرهيب أمريكا.
والتر شو: لديك مجموعة كبيرة من أشرطة الكوميديا، أنا أعرف هذا.
فيم فيندرز: كانت هذه جزءًا منها. شرائط الكوميديا، يا إلهي. شرائط “والت ديزني”. كانت هناك أشرطة ألمانية، إلا أنها لم تعد صالحة للاستعمال. ثم كانت هناك الأفلام. بعض الأفلام الألمانية، لكنني لم أحبها، أحببت “الويسترن”. كانت هناك كتب، لكنني أحببت “توم سوير” و”هكلبيري فين”. ثم كانت هناك موسيقا إلا أنها أصابتني بالملل حتى الموت. في يوم من الأيام سمعت موسيقا روحية من قبل “رباعي البوابة الذهبية”[3] وقد هزتني بصورة كلية تمامًا – “تقول لي إن هناك المزيد؟” كنت مأخوذًا بها.
والتر شو: بالموسيقا الأكثر دنيوية لتلك الفترة، أيضًا.
فيم فيندرز: نعم، من الروحية إلى الأكثر دنيوية – علمت بـ “تساك بري” و”ألفيس بريسلي” وكان هذا هو ما حدث لي. من تلك اللحظة، عرفت أن أمريكا كانت هي المكان المناسب لي.
والتر شو: بدأت حياتك، بطريقة ما، في السينما كناقد سينمائي.
فيم فيندرز: نعم. لم أحلم أبدًا أن بإمكاني أن أصبح مخرجًا. لكن “جودار” كان ناقدًا و”تروفو” و”شابرول”. كتبت كثيرًا عن الأفلام لسنوات: بصرامة تامة، فقط عن الأفلام التي أحببتها لأنني اعتقدت أنه كان مضيعة للوقت أن أمارس النقد القاسي والعنيف ضد شيء ما. لم أجد أي متعة أبدًا في كتابة مقالة نقدية سيئة، أحببت فقط أن أصف ما راق لي. لكن الأمر الآن أكثر اختلافًا بكثير – الناس لم تعد تتحدث عن الخبرة أو التجربة كثيرًا، إنه أمر مبني إلى حد كبير جدًا على أساس الرأي الخاص. بطريقة ما، إنه آخر شيء أرغب في قراءته كقارئ، وعندما قمت بالكتابة عن الأفلام، كتبت عما خلق متعة بداخلي. ما رأيت أنني لم أشاهده من قبل أبدًا: ما بدا لي أنه مذهل وجميل. كم كبير من النقد السينمائي الآن يسبح في احتقار الأشياء، ولم يكن من الممكن أن أهتم به ولو قليلا.
والتر شو: ثم هناك دعارته كلها.
فيم فيندرز: ذلك حتمي، أليس كذلك؟ انظر إلى الأخبار في التليفزيون، إنها ترفيه. لم يعد هناك القليل مما هو نقي وشفاف – لا يتواجد كمفهوم تقريبًا. النقاد السينمائيون في السرير مع آلات الإنتاج، بالضبط مثل كل شيء آخر مختلط بالمصالح التجارية الآن. النقاد السينمائيون أسوأ من وكالات الدعاية هذه الأيام – إن كل ما يعرفونه هو ما تعلموه من الأشياء التافهة (الزبالة). لا يمكن أن يكون لديك أي شيء آخر من دون راع. كيف توازن هذا بطريقة ما؟ كيف تعيش مع فكرة أن أروع حفلة موسيقية لديها راع خاص بها – كيف يمكن لهذا أن يغيّر ذاك؟ إنها ليست مفاجأة أن النقد السينمائي في الصحف الرئيسية هو الآن في الأغلب مجرد ذراع أخرى لشركات الإنتاج.
والتر شو: أقوى نقد وجه ضدك أنك رواي قصص ضعيف.
فيم فيندرز: نعم، سمعت هذا، وأظن أن هذا حقيقي حيث أن هذه هي أكبر نقطة ضعف عندي. يجب عليك أن تكون راويًا في السينما، أولا. من دون هذا، لن يكون للصور أية أهمية إلا إذا خدمت القصة. تعلمت في بعض الأحيان بشكل مؤلم أنه يجب عليك أن تترك لقطاتك المفضلة في الخلف لتقديم القصة – القيام بهذا أمر صعب.
والتر شو: تقريبًا ليس هناك قصة على الإطلاق في فيلم “الصديق الأمريكي”. إنه تقريبًا تصوير حرفي للوصف المكاني المندرج تحت لافتة “فيلم نوار” (قاتم).
فيم فيندرز: نعم، و”الفيلم نوار” في صميمه مجرد تشاؤم، شيء محبط – إنه ينشأ من الحرب والاكتئاب وأنا لست، في تخميني، من نوعية الرجال المتشائمين. في أعماق روحي لم يكن من الممكن أن أتبنى أو أشترك بشكل كلي تام في هذه المفاهيم. أنت تنظر إلى قصة كئيبة أو قاتمة مثل قصة “هايسميث” التي تم بناء الفيلم عليها والتحدي هو عمل شيء ما مختلف عن مصدره بينما تحاول احترامه. لم يعتقد الجميع بأن هذا الفيلم كان ناجحًا. “فيلم أجنحة الرغبة”، على سبيل المثال، فيما يتعلق بالإضاءة والتصوير مدين إلى حد كبير للـ (نوار)، لكن الرسالة… ودية وحميمة؟ ربما تقول روحية، وهذا دائمًا كان الجانب الآخر من صناعتي للأفلام.
والتر شو: يبدو كأنك تصف خطًا فاصلا بين فنك وطبيعتك: كونك قريبًا إلى القسوة ومنسحبًا نحو السمو أو ما هو سام.
فيم فيندرز: السينما الأمريكية – سينما “راي” و”فولر”، في الكثير جدًا منها، عن العالم المادي وأفلامي تحاول تناول العالم المرئي. لا يمكنك أن تفصل بين الاثنين.
والتر شو: أخبرني عن العزلة وكيف ترتبط بالسفر وألم اكتشاف الذات.
فيم فيندرز: عليّ أن أقول إنها ليست مؤلمة دائمًا – نظرًا لأن هذه الرحلة التي تقوم بها وحيدًا إلى داخل نفسك ممكن أن تكون فعلا بالغة الفرح. الرومانسيون البريطانيون عرفوا هذا: تلك الوحدة والاغتراب، ليست هناك حاجة لربط هذه الأفكار بشيء بائس لأن الوحدة، في كثير من الأحيان، ممكن أن تكون حالة من النعمة. كونك قادرًا على أن تكون وحيدًا شرط حيوي وأساسي لتكون مع الناس الآخرين. الناس الذين لا يستطيعون أن يكونوا بمفردهم، لا يمكنهم أن يكونوا مع الناس الآخرين، أيضًا. الاغتراب لا يدعو للأسف، ربما الحالة الطبيعية للرجل المهذب هي التي تدعو إلى هذا.
والتر شو: هل نحن منساقون إلى الاغتراب بسبب ثقافتنا؟
فيم فيندرز: أظن أن الأمر هكذا. يخيل إليّ أن حضارتنا تدفعنا نحو الاغتراب، إلى عدم الانتماء أو أن نكون مطمئنين ومنسجمين مع بيئاتنا. يعاني الجميع من الوحدة والاغتراب، ذلك الاستبطان: إنه أساسي لتطورنا ورقينا. إنه تنويري. بعض الشخصيات الوحيدة التي نجدها في لوحات “هوبر” و”كاسبر فريدريش”، ليست شخصيات حزينة، إنها في حالة عاطفية، فعلا، من التأمل أو الذهول. لا يوجد شيء أكثر تحولية من أن تكون في بيئة جميلة بشكل غير معقول مع نفسك وتقف هناك وتشعر كم أنت ضئيل. ترى الخلاء أمامك – مناظر طبيعية لملايين من السنوات التي خلت – وتشعر بأنك لا شيء، ذرة، وأن هناك شيئًا عظيمًا فيما يتعلق بهذه الرؤية. لتعرف مدى الضآلة والتفاهة التي نحن عليها.
والتر شو: تحدثت عن “مان”، وعملت مع “سام فولر”، و”نيكولاس راي” – ثم هناك انجذابك للرومانسية والفلسفة المتعالية عند “أوزو”[4] – هل لك أن توضح لي العلاقة المشتبكة بين الحسي أو المثير والسمو في أعمالك.
فيم فيندرز: أعتبر “أوزو” أستاذي العظيم على مر الزمن، إلا إنني لم أتعرف إليه إلا بعد فيلمي الرابع أو الخامس. عندما أهديت فيلمي “أجنحة الرغبة” إلى الملائكة الرئيسيين بالنسبة لي، أهديته إلى “أوزو”، و”تاركوفسكي”، و”تروفو” – لكن فيما يتعلق بالمعرفة العملية، لا زلت أتذكر “مان” و”فولر” و”راي”. كنت محظوظًا بدرجة كافية لعقدي صداقة مع “راي” و”فولر”، وأبدأ في ممارسة السينما في وقت كان بوسعي فيه مع ذلك أن أقيم علاقة مع أناس عملت في السينما والأفلام الصامتة. إمكانية هذا تتناقص الآن وتتضاءل، هذا إذا كانت ممكنة على أية حال الآن، أن تكون على علاقة مع البدايات الحقيقية للسينما. أنا في الستين من عمري الآن، ولدت في عام 1945، عندما أخرجت “أجنحة الرغبة”، بدأ “هنري أليكان” عمله المهني في عام 1924 كمساعد لأشهر مصوري السينما في عصرها الصامت، “يوجين سكفتان”.
والتر شو: تشعر بنفسك في ملتقى طرق؟
فيم فيندرز: بالفعل بطريقة ما. الحسي والرومانسي.
والتر شو: الفن التشكيلي والسينما…
فيم فيندرز: نعم – وأيضًا البداية المبكرة للسينما والمستقبل الرقمي لها، إنه امتداد مثير أن تكون قادرًا على العمل في ظله، أشعر بأنني محظوظ جدًا. تعلمت الكثير من المعاونين لي.
والتر شو: أريد أن أسمع عن تعاونك مع “أنطونيوني”.
فيم فيندرز: يجب عليّ أن أصف الحالة التي كان عليها “مايكل أنجلو” عندما تعاونا معًا في فيلم “وراء السحاب” لفهم أي نوع من التعاون كان. قابلت “مايكل أنجلو” أول مرة عام 1982، عندما كان في كامل صحته وأوجه وكان قد انتهي لتوه من فيلم “تعريف امرأة” وأحببت هذا الفيلم – وعندما كنت في مدرسة السينما، كان الفيلم الكبير “تكبير الصورة”، بالطبع – وكنت مدينًا لهذا الأستاذ. إنه مهندس معماري وأفلامه معمارية جدًا. إنه صارم، ومع ذلك تعامل بنجاح عظيم ورائع مع النساء. “مونيكا فيتي” في أفلامه جميلة أكثر مما استطاع أي مخرج آخر أن يوجه امرأة في السينما. وبالتالي قابلته كمخرج شاب لكن باحترام وتوقير فحسب.
والتر شو: كتب له “سام شيبرد” فيلم “نقطة زابريسكي”، أليس كذلك؟
فيم فيندرز: بالضبط. حسنًا، في أحد الأيام، قرأت أن “أنطونيوني” قد أصيب بسكتة دماغية وفقد صوته وطوال سنوات، على الرغم من أنه كان مصابًا باليأس والإحباط لعدم تمكنه من إخراج فيلم، لم يكن بإمكانه أن يجد التمويل لأن المنتجين كانوا خائفين من التعامل مع مخرج لم يكن بمقدوره التحدث حرفيًا. في أحد الأيام تلقيت رسالة منه ذكر لي فيها إن لديه هذا الفيلم الذي يرغب في القيام به، وأن أحدًا لن يسمح له بالقيام به، لكن إذا كان لديه مخرج احتياطي يمكن أن يتدخل في حالة ما لم يكن بمقدوره الاستمرار، فسوف يسمحون له بأن يبدأ مشروعه وإذا كنت أقبل بأن أكون هذا المخرج الاحتياطي. حسنًا، نعم، بالطبع أرغب. كنت مشاركًا في مرحلة ما قبل الإنتاج: الكتابة والاستكشاف وطاقم التمثيل، لكن عندما جاء وقت دوران الكاميرا، كنت مجرد صوت. صوت “أنطونيوني”. وهذا هو كل ما قمت به في أي وقت. كنت أكثر شبهًا بمساعد أول كان يتكلم بلسان المخرج، وكانت هذه خبرة عظيمة. لم أصور إطارًا أبدًا، قام بتنفيذ كل شيء أراده وبالطريقة التي أرادها بالضبط. وكان التعاقد مع المنتجين كالتالي، إذا انتهى أمر “مايكل أنجلو”، فعليّ أن أقوم بتشكيل القصص الأربعة معًا: أن أخلق رابطة بينها. لكن القصص الأربعة لـ “مايكل أنجلو”، وقد استغرق كل منها عشرين دقيقة، ولم يكن بحاجة لي.
والتر شو: كان لديك إلى حد ما مساعد أول، أيضًا: “كلير دينيس”.
فيم فيندرز: يمكن أن تقول هذا ثانية.
والتر شو: إنها واحدة من أبرع المخرجين في العالم اليوم.
فيم فيندرز: كانت “دينيس” مساعدتي في فيلمي “باريس، تكساس” و”أجنحة الرغبة”، وكانت أفضل مساعد عمل معي في أي وقت وساعدتني بدرجة كبيرة في كلا الفيلمين. ولم يكن أي من الفيلمين ليوجد من دون “دينيس”. فقد كان عملها يفوق التنظيم – في المفردات الأمريكية، المساعد الأول هو نوع من الأفراد الذين يقومون بتنظيم مكان التصوير، لكن “دينيس” كانت تساعدني في المحتوى، والقصة، والحبكة، كانت غير عادية تمامًا. أحب التفكير في أنها قد تعلمت كثيرًا من خلال عملها معي في هذين الفيلمين، لكنها كانت مفعمة بالحيوية والنشاط والذكاء قبل أن تجيء لتعمل معي. كم نفذت حتى الآن؟ حوالي دستة؟ أفلام مذهلة فعلا وأنت على صواب تمامًا، فهي واحدة من أفضل المخرجين في زماننا.
والتر شو: أكثر الأشياء التي تتذكرها عنها؟
فيم فيندرز: تفانيها الكامل. كانت تعمل لثمانية عشر، أو عشرين ساعة في اليوم وتكرس نفسها للعمل مئة بالمئة. ليست أنانية على الإطلاق. كان العمل هو كل همها، العمل فقط ولا شيء غير ذلك، إذا استغرق العمل ساعة أخرى فقد كانت تعمل لساعة أخرى إضافية – سيدة عظيمة، وفنانة رائعة. شعرت بالأسف لسماحي لها بالذهاب إلا أنني رأيت أنه من المستحيل إعاقتها أو الوقوف في طريقها.
والتر شو: كان لديك عدد قليل من المخرجين المساعدين الرائعين.
فيم فيندرز: نعم، “أليسون أندرز”، كانت المساعدة الثالثة لي في “باريس، تكساس”، وشقت طريقها خلال الإنتاج لتكون عاملا مهمًا في السينما. قامت بتنفيذ “غاز، طعام، وإقامة” بعد ذلك مباشرة. “جيم جارموش”، مساعد “نيكولاس راي”، ومساعدي في “بريق على الماء”، وقد قام بتنفيذ عمل عن أحد الأماكن لصالحه. (ضحكات) كنت محظوظًا جدًا.
والتر شو: فيلمك الجديد تمت مقارنته بشكل سلبي أو غير محبب مع فيلم “زهور محطمة” لـ “جارموش”.
فيم فيندرز: (ضحكات) قام “جيم” بتنفيذ فيلم جميل ورائع.
والتر شو: هل كان “جارموش” لا يزال في فرقته في الوقت الذي عمل فيه معك؟
فيم فيندرز: نعم، هذا صحيح. كانت تدعى “دل – بيزانتينز”.
والتر شو: الموسيقا – كانت هي الشيء المشترك فيما بينكما.
فيم فيندرز: “سنة الحصان”[5]: فيلم رائع. بقدر ما أحببت فيلم “قلب الذهب”[6] لـ “جوناثان ديم” – وأنا أحبه كثيرًا – إلا أن الوحيد الذي يتحدث إليّ فعلا هو “سنة الحصان”. إنه ليس بمثل رداءة السمعة التي حظى بها “نيل” في فيلمه “الحصان المجنون”، الفيلم يتحدث تلك اللغة بالضبط. كان “قلب الذهب” أقل روعة بقليل بالنسبة لتذوقي، مثل المُطهر تقريبًا. لكن فيلم “جيم” خطير.
والتر شو: “دينيس”، بمناسبة التحدث عن الخطير والموسيقا، قالت إن العديد من المشاهد الموجودة في “مشكلة كل يوم” تطورت من نوتة موسيقية لـ “تيندرستيكس”[7].
فيم فيندرز: بالضبط – ربما أنا ارتبطت بالناس المحبين للموسيقا، أو هم الذين ارتبطوا بي. يقيم “أندرز” مهرجانًا لأفلام الـ “روك أند رول”، أيضًا.
والتر شو: بعيدًا عن الفضول، لأنها ذكرتني قليلا بالأفلام التي تعملها، ما رأيك بخصوص فيلم “العالم الجديد”[8]؟
فيم فيندرز: إنه يعلو ويفوق كثيرًا كل ما رأيته لمدة طويلة جدًا، لدرجة أنني يمكن أن أتحدث عن هذا الفيلم فقط. إنه أحد الأفلام العظيمة في أي وقت وقد تعرض للإهمال كلية. كان يجب ترشيحه لكل شيء، لكن الناس والنقاد لم يفهموه لسبب ما. التحف الفنية لا تجيء هنا في كثير من الأحيان وقد تعرض للإغفال هنا. من خلال النظر إلى البوستر فقط، لن يبدو مثل أي شيء آخر رغبت في مشاهدته.
والتر شو: لاحظ المونتير الخاص بي أن البوستر كان متطابقًا بشكل أساسي من الناحية الفنية مع “البرجين”[9].
فيم فيندرز: آه، هذا يفسر الأمر. لقد أسيئت معاملته ببشاعة: ربما لم يشاهدوا الفيلم. رأيت هذا الفيلم أربع مرات – التحفة الحقيقية الأولي في القرن الحادي والعشرين. في غضون عشر سنوات، لا أحد سيتذكر من فاز بجائزة “الأوسكار” في هذه السنة، لكن الجميع سوف يشيرون إلى هذه السنة على أنها السنة التي ظهر فيها فيلم “العالم الجديد” – شيء نقي جدًا وخارق (تراسندنتالي)، الفيلم عزيز جدًا عليّ. في ألمانيا، تم طبعه في 200 نسخة للتوزيع، وشاهده عشرون ألفًا في أسبوعه الوحيد، كان الأمر كارثة. حتى البوستر الألماني كان أسوأ، مثل الأفلام الخيالية أو الفانتازيا التي لا ترغب في رؤيتها – شيء عن القراصنة والهنود. إنها مأساة.
والتر شو: قيّم نفسك والحركة التي تنتمي إليها الآن من خلال استعادتك لما مضى والتأمل فيه.
فيم فيندرز: “الموجة الألمانية القديمة”. (ضحكات). لا أعتقد أنه كان لنا تأثير على المخرجين الشبان في ألمانيا وأفضل الاعتقاد بأن تأثيرنا كان على السينما الأمريكية المستقلة المبكرة. أظن بعض أفلام “ويرنر”، وبعض أفلام “راينر”، وبعض أفلامي مثل “الصديق الأمريكي”.
والتر شو: هل من الممكن رسم خط بين من فيلم “ملوك الطريق” إلى “أكثر غرابة من الجنة”[10]؟
فيم فيندرز: إيه، لدى “جيم” شيء خاص به. فقد أعاد ابتكار وتجديد المشاهد الساكنة، وكيفية حدوث الأشياء داخل الإطار. وقد وجد بالفعل شيئًا مهمًا جدًا خاصًا به في فيلمه.
والتر شو: لا شيء غير هذا؟
فيم فيندرز: حسنًا… ربما كان يجب عليه أن يرى الفيلم.
والتر شو: متى سنراه أخيرًا على قرص (دي في دي)؟
فيم فيندرز: إنه في الخارج ولكنك تحتاج إلى مشغل متعدد المناطق لمشاهدته. لا أعرف ما الذي حدث هنا. في أمريكا، لسبب ما، حصلت “أنشور باي”[11] على أول ثلاث مجموعات عملنا عليها منذ عدة سنوات: “الصديق الأمريكي” و”برق فوق الماء”، وفيلم آخر أنساه…
والتر شو: “دفتر عن المدن والملابس”.
فيم فيندرز: نعم، نعم هذا صحيح. “أنشور باي” حصلت عليها أو شيء من هذا القبيل وهي، النسخ الأصلية التي أعددناها، كلها منسية ومهملة. من الممكن أن تظهر في أي وقت، فقد تم الانتهاء منها جميعًا، لكنني لا أعرف مصيرها. جودة عالية، وأنيقة، لكن لبعض الأسباب، لا شيء غير هذا.
والتر شو: نفس ثراء المواد الإضافية؟
فيم فيندرز: ثمة تعليقات لكل واحد على حدة.
والتر شو: احك لي قصة من قصص “هيرتزوج“.
فيم فيندرز: (ضحكات) ربما تكون قد سمعت القصص القديمة، بوسعي أن أقول هذا. دعني أقص عليك واحدة جديدة. اتصلت به منذ بضعة أيام وهذه محادثة لا يمكن أن تدور إلا مع “فيرنر”، أخبرني أنه كان جالسًا في بيته وسمع صريرًا حادًا لإطارات سيارة ثم ارتطامًا كبيرًا. لذا فقد خرج مسرعًا وساعد هذا الرجل على الخروج من سيارة مقلوبة وكل ما أراده الرجل كان تدخين سيجارة. وهكذا أشعل “فيرنر” ثقابًا وسأله إن كان يعاني من صدمة ما فقال له الآخر: “كلا، أريد فقط أن أدخن في سلام”. وكان هذا الرجل هو “يواكين فينيكس”[12]. لكن عندئذ يقول “هيرتزوج”، إنه كان لا يزال يرتعش لأنه كان قد أجرى مقابلة مع “البي بي سي”، وفجأة شعر بأنه أصيب بطلق في ساقه.
والتر شو: كان قد أصيب بطلق من بندقية هوائية، أليس كذلك؟
فيم فيندرز: نعم! فقط “فيرنر” – أقصد، إنه يمكن أن يحدث هذا لأي شخص، لكن “فيرنر” فقط هو من يقول، “حسنًا، لقد أصبت، لكن دعونا ننهي هذه المقابلة الآن، انظر، هذا الجرح ليس عميقًا جدًا”. إنه قلق ومصاب بالوساوس. إنه بالضبط الرجل الذي أمكنه القيام بكل هذه الأفلام.
[1] ممثل ومخرج أمريكي ولد في الثلاثين من يونيو 1906، وتوفي في التاسع والعشرين من أبريل عام 1967، اشتهر بإخراج أفلام الويسترن، ومن أفلامه “وراء النهر” (1952)، و”الغداء العاري” (1953)، وأشهرها “رجل من الغرب” (1958) بطولة النجم “جاري كوبر” – المترجم.
[2] تنطبق أكثر على بعض الأدب القوطي. وتركز أعمالها على محاولة إدراك وفهم الجانب المظلم في الروح البشرية وتتبنى وجود الإثم أو الخطيئة والشر في المجتمع، وينتهج كتابها الطرق والأساليب التي انتهجها الكتاب الرومانسيون، وخير مثال عليها عمل الكاتب “نثانيل هاوثورن” بعنوان “الخطاب القرمزي” – المترجم.
[3] من أشهر وأنجح الفرق الأفرو – أمريكية التي قدمت أغانيها على غرار الموسيقا الكنسية القديمة مع دمجها بموسيقا الجاز والبلوز، وقد تأسست في فرجينيا في عام 1934– المترجم.
[4] “ياسوجيرو أوزو” من أهم المخرجين اليابانيين، ولد في طوكيو في الثاني عشر من ديسمبر 1903 وتوفي في الثاني عشر من ديسمبر 1963، وله ثلاثة وثلاثون فيلمًا – المترجم.
[5] فيلم تسجيلي إخراج “جيم جارموش” 1997، عن جولة قام بها الموسيقي “نيل يونج بمصاحبة فرقة “كريزي هورس” وهو أيضًا عنوان ألبوم غنائي لهذه الفرقة – المترجم.
[6] فيلم أمريكي تسجيلي موسيقي عن الموسيقي “نيل يونج” (2006)، إخراج “جوناثان ديم” – المترجم.
[7] فرقة روك من نوتنجهام في إنجلترا، تأسست في أواخر عام 1991 – المترجم.
[8] فيلم “العالم الجديد” (2005) من إخراج “تيرانس مالك” – المترجم.
[9] يقصد الجزء الثاني من فيلم “ملك الخواتم” الذي يحمل عنوان “البرجان” (2002) – المترجم.
[10] فيلم للمخرج “جيم جارموش” نفذه عام 1984 – المترجم.
[11] شركة لتوزيع وبيع شرائط الفيديو، تم تأسيسها في أمريكا عام 1989، ومن بين من توزع أعمالها: فيم فيندرز، ورنر هيرزوج، ألفريد هيتشكوك، داريو أرجنتو. – المترجم.
[12] ممثل أمريكي ولد في الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1974 في بورتوريكو، فاز بـ”الجولدن جلوب”، وتم ترشيحه لـ”الأوسكار” – المترجم.