كان – محمد هاشم عبد السلام
افتتح مهرجان “كان السينمائي الدولي” فعالياته صباح يوم الأربعاء بفيلم “مرفوع الرأس”، خارج المسابقة الرسمية، للممثلة والمخرجة الفرنسية إيمانويل بيركو، وبحضور أبطال الفيلم وعلى رأسهم النجمة الشهيرة كاترين دونيف. وقد حظى فيلم الافتتاح، على غير المتوقع، بتقدير أغلب النقاد والصحفيين الذين حضروا الفيلم.
مرفوع الرأس
تدور أحداث الفيلم حول المراهق مالوني، الممثل الشاب المتميز رود بارادو في أول وقوف له خلف الكاميرا، الذي عانى منذ صغره، هو وشقيقه الأصغر، من سوء تربية والدته المهملة وغير المكترثة، رغم الحب الجارف الذي يجمع بينهم، الأمر الذي يؤدي إلى دخول الطفل الأصغر إلى دار رعاية الأطفال.
أما الأكبر مالوني، بطل فيلمنا، فهو الذي تتركز حوله كافة أحداث الفيلم، الذي امتد لساعتين تقريبًا. وقد نجحت المخرج إيمانويل بيركو وبطل الفيلم الشاب “رود بارادو”، في تجسيد شخصية المراهق الذي يعاني من التوتر العصبي الشديد والعصيان والعدوانية والاعتداء على الآخرين كبارًا وصغارًا.
ويرصد الفيلم أيضًا الدور الذي تقوم به دور الرعاية الاجتماعية في الانفاق على وعدم إهمال الجانحين وتقويمهم حتى ينصلح حالهم. وقد أدت الممثلة القديرة كاترين دينيف دورًا هامًا ورائعًا في الفيلم كقاضية تولت قضية “مالوني” حتى بلغ سن الرشد، وكيف أنها لم تتردد في إحدى المرات في إدخاله السجن، وكيف كان لهذا القرار دورًا هامًا في إصلاح حياة “مالوني”.
شقيقتنا الصغيرة
وعرض ضمن فعاليات اليوم الأول فيلمان داخل المسابقة الرسمية، الأول بعنوان “شقيقتنا الصغيرة” للمخرج الياباني كوري إيدا هيروكازو، ولم يحظ الفيلم بالكثير من التقدير لمستواه العادي مقارنة بفيلم الافتتاح. وتدور أحداث الفيلم حول ثلاث شقيقات هن ساشي ويوشينو وتشيكا، اللاتي تركهن والدهن منذ ما يزيد عن خمسة عشر سنة، يعشن معًا في منزلهن الكبير بكاماكورا.
بعد كل تلك، تعلم الفتايات أن والدهن قد توفي فيسافرن إلى الريف لحضور جنازته، وهناك يعلمن أن لهن شقيقة يتيمة تدعى سوزو، فيدعونها للعيش معهم ببيتهم في المدينة. ومع تتالي الأحداث وتقارب الفتايات الأربعة تبدأ حياة جديدة مبهجة ومليئة بالاكتشافات.
حكاية الحكايات
أما الفيلم الثاني الذي عرض مساء الأمس ضمن المسابقة الرسمية، فهو بعنوان “حكاية الحكايات”، بطولة النجمة سلمى حايك والنجم فينسنت كاسيل، وهو من إخراج الإيطالي ماتيو جاروني، الذي انتزع جائزة كان الكبرى بفيلمه الشهير “جومورا” عام 2008.
على العكس من “جومورا”، يستند ماتيو جاروني في فيلمه “حكاية الحكايات” على ثلاث قصص خرافية تدور في أزمنة تاريخية بعيدة غير محددة بالفيلم. وكل قصة من القصص الثلاثة منفصلة عن الأخرى، وإن كانت الأحداث تقع في نفس الفترة الزمنية والمنطقة الجغرافية.
وبالرغم من أن جاروني لجأ في فيلمه للقصص الخرافية المليئة بالأساطير والحيوانات الأسطورية وغيرها، إلا إنه فاق بالأحداث الخيالية، المتسمة بالأصالة والجدة والابتكار، كل الأنماط السائدة في مثل هذه النوع من السينما. كما تميز الفيلم أيضًا بعدم ارتكانه لاستخدام الكمبيوتر كثيرًا واللجوء للخدع الخيالية والمؤثرات البصرية، والاعتماد أكثر على التصوير في العديد من المناطق والقلاع والحصور التاريخية الخلابة.