كارلوفي فاري – محمد هاشم عبد السلام

يُقام بعد ظهر اليوم السبت الموافق 12 يوليو/تموز آخر عروض الفيلم الكلاسيكي ”أحدهم طار فوق عش الوقواق“ للمخرج التشيكي ميلوش فورمان، الذي أُنتج عام 1975، وذلك ضمن قسم ”من الماضي“ في الدورة الـ59 لـ”مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي” (4 – 12 يوليو/تموز، 2025). العرض الأخير للفيلم، والذي سبقه عدة عروض جماهيرية ناجحة، ولقاء مع النجم مايكل دوجلاس للحدث عنه بصفته منتج الفيلم، واحتفالا بمرور خمسين عامًا على إصداره، وترميم الفيلم من قِبل أرشيف أكاديمية السينما، وأيضًا في إطار تكريم المهرجان للنجم الأميركي مايكل دوجلاس، وبول زانتز، ابن شقيق الممثل الراحل شاول زانتز، الذي أنتج الفيلم مع دوجلاس، بالإضافة إلى أفراد من عائلة فورمان.

كما يأتي اختيار الفيلم في إطار تكريم واستعادة علاقة مهرجان كارلوفي فاري بالفيلم وأبطاله ومخرجه. إذ كان ميلوش فورمان من بين الداعمين الأوفياء للمهرجان، وتكم تكريمه هو ومايكل دوجلاس وشاول زانتز وداني ديفيتو، بجائزة ”الكرة البلورية الشرفية“ تكريمًا من المهرجان لمساهمتهم الفنية المتميزة في السينما العالمية. وكانت آخر زيارة قام بها مايكل دوجلاس إلى كارلوفي فاري عام 1998، عندما تم تكريمه هو وشاول/ساول زانتز بجائزة ”الكرة البلورية الشرفية“.

خلال العرض الاستعادي الأول للفيلم، وبعد استقبال حافل لدوجلاس على المسرح، ومشاركته بعضًا من تاريخ الفيلم وإنتاجه، والتعبير عن امتنانه للمهرجان، فاجأ المدير التنفيذي للمهرجان كريشتوف موخا الجميع بتسليمه مايكل دوجلاس جائزة المهرجان المميزة – امرأة ترفع كرة من الكريستال – تكريمًا له. 

النجم الأميركي مايكل دوجلاس مع الجمهور.

يذكر أن الفيلم، الذي يعد من روائع الفن السابع، كان قد حصد جوائز عديدة، وصار الفيلم الثاني في حصد جميع فئات جوائز ”أوسكار“ الخمس الرئيسية: أفضل صورة (دوجلاس وزانتز)، وأفضل إخراج (فورمان)، وأفضل تمثيل (جاك نيكلسون)، وأفضل ممثلة (لويز فليتشر)، وأفضل سيناريو مقتبس (لورانس هاوبن وبو جولدمان).

فيلم «أحدهم طار فوق عش الوقواق» المقتبس من رواية كين كيسي، يتتبع قصة راندل ماكمورفي، المقامر المتمرد الذي يتحدى بتحديه للسلطة القيود الصارمة لمصحة نفسية.  يمثل هذا الفيلم، الذي يُمثل مثالاً قوياً عن الحرية مقابل السيطرة، نقطة تحول في مسيرة فورمان المهنية، ومهد الطريق لنجاحاته الدولية اللاحقة.

ضمن القسم ”من الماضي“، عرضت أيضًا نسخًا عديدة مرممة لروائع في تاريخ الفن السابع، من بينها ”باري ليندون“ لستانلي كيوبريك، و“جلوريا“ جون كاسافيتيس، و“مأدبة زفاف“ لأنج لي. وذلك بإجمالي 10 أفلام مبرمجة في القسم.

يذكر أن الترميم الحديث والدقيق للأفلام التشيكية أو غيرها، يتم بالتعاون مع الأرشيف الوطني للأفلام وصندوق الدولة للسينما وغيرهما من المؤسسات الأوروبية أو الدولية. حُوّلت الصورة إلى صورة رقمية من نسخة سلبية أصلية مطبوعة من الفيلم ونسخة سلبية أصلية للصوت.

حياة وعصر جون جارفيلد

أقام المهرجان تكريمًا حصريًا لنجم الشاشة الأميركية في أربعينيات القرن الماضي الممثل جون جارفيلد. وذلك من خلال عرض 10 أفلام له، ثمانية منها نسخ 35 ملم.

وُلد يوليوس “جولي” جارفينكل في 4 مارس 1913، وكان من الممثلين الرواد، همفري بوجارت، جيمس كاجني، إدوارد جي روبنسون، بيت ديفيس، وكان هو تحديدًا ممن أثروا على أيقونات مثل مارلون براندو وجيمس دين وبول نيومان، وعشرات غيرهم. ظهر جارفيلد لأول مرة على خشبة المسرح 1929، قبل الانتقال إلى السينما. وكان نجاحًا فوريًا، مع أدائه الأول لشخصية الساحر ميكي بوردن في فيلم “أربع بنات” (1938) للمخرج مايكل كورتيز، ونال عنه ترشيحًا لجائزة ”أوسكار“.

النجم الأميركي الراجل جون جارفيلد.

من بين أفلامه الأخرى الرائعة والتي نالت تقديرًا نقديًا وجماهيريًا، “جعلوني مجرمًا” و”الغبار يكون قدري” (كلاهما عام 1939). والفيلم الكلاسيكي “ساعي البريد يرن مرتين دائمًا“، (عام 1946).  وقد جاء ترشيحه الثاني لجائزة ”أوسكار“ عن الدراما الآسرة “الجسد والروح” (1947)، وتعتبر حتى اليوم واحدة من أعظم أفلام الملاكمة، وذات تأثير لا ينكر أفلام من نفس العينة مثل ”روكي“ و“بلب فيكشن“، إلخ.

انحدرت مسيرة جارفيلد المهنية عندما ظهر اسمه في كتيب ينتقد الشيوعيين والمتعاطفين معهم في صناعة السينما. وكان للاتهامات تأثيرها القاتل عليه. وفي أبريل 1951، تم استدعاء جارفيلد للإدلاء بشهادته أمام الكونجرس. وعلى عكس الآخرين الذين تعاونوا مع السلطات ضد زملائهم حماية لأنفسهم، فإن جارفيلد، وكانت متابعه الصحية وضعف عضلة قلبه قد بدأت تثقل عليه، آثر ألا يشي أو يذكر إية أسماء. وبعد هذا بشهور قليلة رحل جون جارفيلد في 21 مايو 1952، عندما كان عمره 39 عامًا.

أما قائمة الأفلام التي سيعرضها المهرجان في هذه المناسبة التكريمية، فهي كالتالي:

”أربع بنات“ إخراج مايكل كورتيز، (1938) ”جعلوني مجرمًا“ إخراج باسبي بيركلي، (1939) ”الغبار يكون قدري“ إخراج لويس سيلر، (1939) ”فخر مشاة البحرية“ إخراج ديلمر ديفز، (1945) ”ساعي البريد يدق دائمًا مرتين“ إخراج تاي جارنيت، (1946) ”فكاهي“ إخراج جان نيجولسكو، (1946) ”الجسد والروح“ إخراج روبرت روسن، (١٩٤٧) ”قوة الشر“ إخراج أبراهام بولونسكي، (١٩٤٨) ”نقطة الانهيار“ إخراج مايكل كورتيز، (١٩٥٠) ”ركض طوال الطريق“ إخراج جون بيري، (١٩٥١).