محمد هاشم عبد السلام

أعلنت الإدارة الفنية لـ”مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي” عن المُلصق الخاص بالدورة الـ58، والتي ستنعقد في مدينة كارلوفي فاري، في جمهورية التشيك، في الفترة من 28 يونيو/ حزيران – 6 يوليو/ تموز القادم، 2024. كذلك، بعض تفاصيل دورة هذا العام، على أن يتم الإعلان عن البرنامج الرسمي والشخصيات المُكرمة ونجوم المهرجان وغيرها من الفعاليات بشكل كامل في وقت لاحق، الشهر القادم.

لقطة من المؤتمر الصحفي – كريشتوف مُوخا ويري بارتوشكا وكاريل أوخ

جريًا على عادته، كشفت إدارة المهرجان برئاسة يري بارتوشكا والمُدير الفني كاريل أوخ والمدير التنفيذي كريشتوف مُوخا أمس عن تعاون مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي في تصميم الرؤية البصرية لدورته هذا العام مع استديو “نايبرت” الفني، في العاصمة براج. ومُلصق هذا العام من تصميم ياكوب سبورني ويوناتان كونا.

مُلصق مهرجان كارلوفي فاري بالأبيض والأسود لدورة هذا العام الـ58

فلسفة المُلصق

يُلاحظ في مُلصق هذه الدورة، المُنطلق من نفس فلسفة مُلصق العام الماضي، والنهج العام للمهرجان إجمالا، حيث سيادة التجريد والخطوط الحادة الرفيعة المُستقيمة واللونين الأبيض والأسود. وذلك في عودة للتأكيد على مُفردات وعناصر وتيمات المُلصقات السابقة المُميزة للمهرجان. حيث الاقتصاد والتقشف والبساطة وانتفاء استخدام الألوان أو غلبة اللون الأسود، تحديدًا. وذلك،مع الميل الشديد إلى التجريب، والتجديد، واللعب البصري، والخداع.

يُضاف إلى تيمة مُلصق هذا العام الغموض الشديد والحيرة وربما الإرباك. إذ أن غير المُطلع على المهرجان أو غير العليم به وبكواليسه، أو أقله بمكان انعقاد فعاليات المهرجان، حيث “فندق تيرمال” العتيق في قلب كارلوفي فاري، لن يستوعب فلسفة المُلصق التصميمة، المُستلهمة من ناحية من تصميم مبنى الفندق وهندسته السوفيتية وتكوينه، المُستلهم في الأصل من تصميم كاميرا السينما. من ناحية أخرى، فيما يتعلق بصياغة الرقم 58، وهو رقم دورة هذا العام، فثمة الكثير من الغموض واللعب الهندسي. وعلى عكس مُلصق العام الماضي، حيث  توظيف أربعة خطوط رئيسية في نسخة بالأبيض والأسود وملونة في نسخة أخرى، كعادة المهرجان، تنطوي اللعبة التجريبية البصرية هذا العام ، والمُتسمة بالخداع والذكاء، على اللعب بالمُربعات والدوائر الهندسية، عوضًا عن الخطوط المُستقيمة، لتشكيل رقم الدورة والإحالة إلى تصميم مبنى الفندق.

جائزة الإسهام المُتميز

المُمثل التشيكي المُخضرم إيفان ترويان.

يُقدم مهرجان كارلوفي فاري “جائزة فخرية” سنويًا، وجائزة أخرى، “المُساهمة المُتميزة” التي تُمنح باسم رئيس المهرجان. الجائزة الأولى، وفاز بها العام الماضي المُمثل راسل كرو، لم يعلن عن الفائز بها بعد. أما جائزة “المُساهمة المُتميزة” فأعلن عن ذهابها هذا العام إلى “إيفان ترويان” المُمثل التشيكي المرموق والمخضرم، وأحد أهم الشخصيات الحاضرة دائمًا في الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية التشيكية والأوروبية لأكثر من ربع قرن. والمواظب الدائم على حضور فعاليات المهرجان والترويج للأعمال الخيرية.

مُديرة الكاستنج المعروفة الأميركية فرانسين مايسلر

من ناحية أخرى، استَنَّ المهرجان عادة جديدة بالاشتراك مع مجلة “فارايتي” الشهيرة، بتكريمه لشخصيات فاعلة في صناعة السينما، عادة ما تكون خلف الكواليس، نظرًا لأنها لا تعمل بالإخراج أو التمثيل أو الكتابه أو غيرها، إلا أن دورها بالغ الحيوية والأهمية. كان المهرجان قد كرَّمَ “مُدير سوق الفيلم في مهرجان كانّ” جيروم بيلار، والمُنتجة كريستين فاشون. هذا العام وَقَعَ الاختيار على الأميركية فرانسين مايسلر المُخضرمة في مهنة اختيار المُمثلين أو ما يُعرف بـ”الكاستنج”، وصاحبة التاريخ العريض والأعمال الخالدة في تاريخ السينما المُعاصرة.

الدورة الماضية في أرقام

المهرجان الذي أقيمت دورته الماضية الـ57 في الفترة بين 30 يونيو/ حزيران – 8 يوليو/ تموز 2023، تُؤكد إحصائياته المُعلنة في نهاية الدورة السابقة على نسبة حضور مُتنوعة بزيادة طفيفة عن السنوات السابقة من الضيوف المُعتمدين الذين بلغ عددهم 10989. منهم: 9085 حصلوا على بطاقة المهرجان. ومن المخرجين حَضَرَ 423، ومن أهل الصناعة والمُتخصصين 942، ومن الصحفيين 537. في حين ارتفع إجمالي عدد التذاكر المُباعة من  121.015 تذكرة إلى 123.517 ألف تذكرة. وعدد العروض إلى 445. ومن 170 فيلمًا جرى تقديمها في المهرجان سابقًا إلى 185 العام الماضي، كان منها 36 عرضًا عالميًا لأول مرة، و11 أفلام عروض دولية، و188 أفلام أوروبية.