كان – محمد هاشم عبد السلام – سين آرتس24

 

أعلنت مؤخرًا عن البرامج الكاملة وجداول العروض الخاصة بتظاهرتي “أسبوعا المخرجين“، و”أسبوع النقاد“، واللتين ستقاما على هامش الدورة الـ76، لـ”مهرجان كان السينمائي الدولي“، (16 – 27 مايو/أيار، 2023).

يتضمن برنامج تظاهرة “أسبوعا المخرجين” أو “نصف شهر المخرجين” في نسختها الـ55، والتي ينظمها اتحاد السينمائيين الفرنسيين منذ عام 1969، 10 أفلام قصيرة، و20 فيلمًا طويلا، تُعرض جميعها على مدار 10 أيام، ابتداءً من 17 مايو، وحتى الـ26.

تفتتح التظاهرة بالفيلم الفرنسي “قضية جولدمان” للفرنسي سيدريك كان (1966). وهو فيلمه الروائي الطويل الـ12. على أن تُختتم فعالياتها بالفيلم الكوري “في يومنا” للمخرج هونج سانج- سو (1962). وفي إطار الاحتفال بالمخرج الإسباني الراحل مانويل دي أوليفيرا، ومرور ثلاثين عامًا على عرض فيلمه المتميز “وادي أبراهام” (1993) في التظاهرة لأول مرة، سيتم عرض الفيلم بعد ترميمه. وبهذه المناسبة، أيضًا، تصدرت الملصق الخاص بالتظاهرة صورة بطلة فيلم، ذات الوجه الجميل والبريء، الممثلة الإسبانية ليونور سيلفيرا، والتي لعبت في الفيلم دور “إيما”.

يُذكر أن التظاهرة يشارك فيها الفيلم الروائي الطويل “الصحراء” للممثل والمخرج المغربي فوزي بن سعيدي. يصور الفيلم، الذي استغرق تصويره 5 أسابيع، رحلة صديقين “مهدي” و”حميد” اللذين يسافران، بحكم عملهما، عبر مدن وقرى المغرب، لكنهما يتعرضان لموقف مفاجئ يجعلهما مطاردين عبر الصحراء. الفيلم هو خامس أفلام مخرجه بعد  آخر أفلامه الروائية الطويلة، “وليلي” (2017).

كما يشارك أيضًا الفيلم الروائي القصير “البحر الأحمر يجعلني أبكي” للفلسطيني المقيم في ألمانيا، فارس الرجوب. ولأول مرة في تاريخ المسابقة ومهرجان “كان”. كذلك، يُشارك الفيلم الجزائري الناطق بالأمازيغية “أخَام يرغا، مقّار أَنسحمُو” أو “المنزل يحترق، فلنتدفأ”، للجزائري مولود أيت ليوتنا. الفيلم تم تصويره في ولاية بجاية، ويروي قصة “يانيس”، شابٌ جزائريٌ يريد الهجرة نحو باريس، ويتزامن يوم رحيله مع وفاة أحد أقاربه، وهو الألم الذي خفّف عليه كآبة مغادرة قريته، الأمر الذي انعكس على القصة وأحداثها. بشكل عام، يتّخذ الفيلم من المنفى تيمةً رئيسيةً، في سياق يضطر فيه الكثير من الشباب إلى مغادرة الوطن بحثًا عن أفاق أرحب.

وتحت عنوان “حدث خاص”، أعلن القائمون على تظاهرة “أسبوعا المخرجين” عن ضيف شرف التظاهرة هذا العام، وهو المخرج الأميركي كوينتين تارانتينو، الذي سيناقش تاريخ السينما من وجهة نظره. خصوصًا حقبة السبعينيات، حيث الأفلام المستقلة والمغايرة للسائد. وقد تحدد يوم 25 مايو كموعد لانعقاد اللقاء المطول، وذلك وفقًا لجدول العروض الذي نشر مؤخرًا على الموقع الرسمي للظاهرة.

كما أعلن القائمون على تظاهرة “أسبوع النقاد” في دورتها الـ62، والتي ينظمها اتحاد نقاد السينما الفرنسيين بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية، عن برنامج التظاهرة المنعقدة بين (17 – 25). ويشمل البرنامج كالعادة، 7 أفلام تتنافس على “جائزة النقاد”، لمخرجين من فرنسا وكوريا الجنوبية وبلجيكا والبرازيل وكرواتيا وماليزيا والأردن. إضافة إلى مجموعة من الأفلام الفرنسية القصيرة والطويلة، تعرض خارج المسابقة كـ”عروض خاصة”، للتنويه عن المواهب الجديدة في السينما الفرنسية. وذلك وفقًا لما ذكره المدير الفني الجديد للتظاهرة جوليان ريجين.

من الأفلام العربية المشاركة في التظاهرة، ينافس الأردني أمجد الرشيد، (38) سنة، بفيلمه الأول “إنشاء لله ولد”. وهذه هي المرة الاولى التي يعرض فيها أي فيلم أردني في تظاهرة “أسبوع النقاد”، أو في مهرجان “كان” بصفة عامة. يتمحور الفيلم حول العيش تحت قيود مجتمع ذكوري قمعي. وحول القهر الذي تتعرض له المرأة حينما تفقد الرجل، وتكون محط أطماع. وذلك من خلال شخصية أرملة تدعى “نوال” يموت زوجها في بداية الأحداث. وتحاول نوال أن تنقذ ابنتها ومنزلها من مجتمع تنقلب فيه الموازين، في ظل وجود طفل ذكر وليس أنثى. لا يتحدث الفيلم عن القوانين التي تضطهد المرأة في العالم العربي، بل عن المعتقدات المجتمعية والثقافية التي تفرض سيطرتها على حياة المرأة في المجتمع، ورسالته أن التغيير يبدأ من المجتمع قبل مؤسسات الدولة. كما يشارك في نفس التظاهرة الفيلم القصير “عيسى” للمصري مراد مصطفى. وهو عن شجاعة وإنسانية لاجئ أفريقي مُراهق مقيم في القاهرة يدعى عيسى في الـ17 من عمره.

وقد أسندت رئاسة لجنة التحكيم الدولية لمسابقة “أسبوع النقاد” هذا العام إلى المخرجة الفرنسية اللبنانية أودري ديوان (1980)، التي فاز فيلمها “يحدث”، بجائزة “الأسد الذهبي” في دورة 2021 لـ”مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي”. وسينضم إليها في لجنة التحكيم مدير التصوير البرتغالي روي بوساس، والممثل ومصمم الرقصات فرانز روغوفسكي. ويتألف أعضاء هيئة المحلفين الآخرين من الصحفي الهندي ميناكشي شيدي، وهو المنسق والمستشار في برمجة “مهرجان برلين السينمائي الدولي”. وكذلك، المبرمجة الأمريكية كيم يوتاني، مديرة برمجة “مهرجان صندانس السينمائي الدولي”. يذكر أن الملصق الرسمي الخاص بدورة هذا العام عبارة عن لقطة مأخوذة من فيلم “بعد الشمس” (2022)، للاسكتلندية تشارلوت ويلز، المعروض في مسابقة العام الماضي.