برلين – محمد هاشم عبد السلام
ضمن عروض تظاهرة “كلاسيكيات البرليناله”، المُحببة للكثيرين من عشاق مهرجان برلين، وقع الاختيار هذا العام على عشرة أفلام لتُعرض للمرة الأولى في العالم بنسخها المُستعادة رقميًا. وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ74 لـ”مهرجان برلين السينمائي الدولي” (15 – 25 فبراير/ شباط، 2024).
المجموعة المُختارة ضمن برنامج هذا العام، جرى اختيارها، تحت إشراف راينر روثر، القائم على الاختيار والبرمجة في قسم “كلاسيكيات البرليناله”، من بين مجموعة أفلام جرى ترميمها حديثًا بأحدث وأجود المواصفات، وتتسم بجودة بصرية وصوتية جد مُذهلة. تتراوح المجموعة المُختارة من بدايات اختراع السينما، أي، عصر السينما الصامتة، مرورًا بالدراما الكلاسيكية بالأبيض والأسود، وحتى الأفلام المُلونة.
الأفلام المُختارة
في الذكرى السنوية السبعين لعرضه، يعود فيلم “جودزيلا” (1954) للياباني إيشيرو هوندا (1911 – 1993) إلى الشاشة الكبيرة في حُلة جديدة. وذلك بعد إتمام عملية الترميم النهائية، بدقة 4K، لأحد أكثر الأفلام نجاحًا في تاريخ السينما اليابانية. كما رممَّت شركة “باراماونت” بدقة 4K فيلم “يوم الجراد” للمُخرج البريطاني جون شليزنجر (1926 – 2003)، الحاصل من قبل على جائزة “الدب الذهبي” للبرليناله عام 1962 عن فيلمه “نوع من المحبة”.
تدور أحداث فيلم “القُربان” (1986) للروسي الأشهر أندريه تاركوفسكي في بداية نهاية العالم النووية. وحول السلوك البشري الخاطئ، وضروة التضحية في مُواجهة الحرب والدمار البيئي. عملية ترميم الفيلم بنسخة 4K التي أجرها “المعهد السويدي للسينما” أعادت له رونقه القديم. بما في ذلك المشاهد البُنية اللون أو تلك بالأبيض والأسود.
تحضر ألمانيا في قسم “كلاسيكيات البرليناله” برائعتين للمُخرج والكاتب والمُنتج والمُمثل الألماني الرائد إرنست لوبيتش، (1892 – 1947). الرائعة الأولى، فيلمه الصامت “بنات كولهيزل” (1920)، وجرى ترميمه بواسطة مُؤسسة “فريدريش فيلهالم مورناو”. وسوف يُعرض الفيلم في قاعة “بيت الثقافات العالمية” يوم 18 فبراير القادم، وذلك مع عزف مُوسيقي حي، على الهواء مُباشرة، من تأليف المُلحن والمُؤلف المُوسيقي الألماني ليوبولد هيرت، وسيُؤديه أعضاء “أوركسترا برلين الفيلهارموني”، تحت إشراف قائد الأوركسترا سيمون روسلر.
عُرض فيلم “بنات كولهيزل” لأول مرة في مارس عام 1920، وحقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر. وكان الفيلم الأكثر شعبية بين جميع الأفلام التي صنعها لوبيتش في ألمانيا. كما سيُعرض، أيضًا، رائعته الثانية، وأول فيلم ناطق لإيرنست لوبيتش، وهو عبارة عن أوبريتات استعراضية غنائية رومانسية بعنوان “موكب الحب” (1929).
وفي السياق الألماني ذاته، يُعرض ضمن أفلام القسم نفسه فيلم “زمن النضج” (1976) للمُخرج الإيراني سهراب شهيد سيلز. وهو دراما بالأبيض والأسود عن الحياة اليومية في أحد الأحياء العُمالية في برلين.
بنفس جودة ودقة الترميمات السابقة سيعرض فيلم “ديبريسا، ديبريسا” (1981)، للمُخرج الإسباني كارلوس ساورا، الذي رحل عن عالمنا في فبراير العام الماضي، عن 91 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة. الفيلم جرى ترميمه تحت إشراف المُخرج نفسه، وأنجزه قبل رحيله. وقد نال ساروا عن “ديبريسا، ديبريسا”، جائزة “الدب الذهبي” في مهرجان برلين، آنذاك.
ومن بين أهم وأبرز ما سيُعرض، الاستعادة الرقمية لفيلم “بعد ساعات العمل” (1985) للأميركي مارتن سكورسيزي. يُعرض الفيلم، أيضًا، في إطار تكريم مارتن سكورسيزي بجائزة “الدب الذهبي الفخري” للمهرجان لهذا العام. وقد أشرف سكورسيزي بنفسه على ترميم وتصحيح ألوان نسخة الفيلم، وذلك بالعودة إلى الأصل مقاس 35 ملم من مجموعة المُخرج الخاصة.
كما يُعرض في “كلاسيكيات البرليناله”، أيضًا، فيلمين شديدا التميز، بجودة وبدقة 4K، الأول “معركة في الجنة” (2005) للمكسيكي المعروف كارلوس ريجاداس، مواليد 1971. و”السحابة الضالة” (2005) للماليزي تساي مينج ليانج، مواليد 1957. والفائز عنه بجوائز “الدب الفضي” و”ألفريد باور”، و”الفيبريسي” في مهرجان برلين السينمائي عام 2005.