برلينمحمد هاشم عبد السلام

كعادته منذ عام 2006، وفي إطار فعاليات سوق البرليناله الأوروبية للفيلم والإنتاج المُشترك، وبالتعاون مع “معرض فرانكفورت الدولي للكتاب”، يُعقد على هامش الدورة الـ75 لـ”مهرجان برلين السينمائي الدولي” (13 – 23 فبراير / شباط، 2025) فعالية “كُتب في البرليناله”. وهو المعرض السنوي المُتجدد الخاص بترويج الكتب التي اختارها المهرجان هذا العام 2025، كي تعمل شركات الإنتاج السينمائي المُختلفة على تحويلها إلى أفلام في المُستقبل القريب.

وقد قع الاختيار هذا العام على 10 كتب فحسب من الإصدارات الدولية الجديدة والأكثر مبيعًا من مختلف الأنواع، من بين أكثر من 120 كتابًا، من 30 دولة. يأتي مؤلفو الكتب العشرة المختارة من بلجيكا وألمانيا والدنمارك وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج والفلبين وسويسرا.

هذا العام، يتم تمثيل الفلبين على نحو مميز، وذلك بكتاب ينتمي لأدب الرعب الشعبي الآسيوي بعنوان “الكلب” (“Irô”) لأنجيلو ر. لاكويستا. اختيار الفلبين هذا العام يتوافق واختيارها كضيف الشرف أثناء فترة انعقاد ”معرض فرانكفورت الدولي للكتاب“.

يُقام “كتب في البرليناله” يوم الاثنين الموافق 17 فبراير/ شباط. ما يُتيح للمُنتجين السينمائيين العديد من الفرص للتواصل مع الكُتاب والناشرين، وباعة الكُتب المشهورين، والوكالات الأدبية، في أنحاء أوروبا والعالم. وسيستضيف الحدث ما يقرب من 150 ضيفًا من صناعتي السينما والنشر والتوزيع.

يُذكر أن الكتب المُختارة تتسم بإمكانيات فنية كبيرة تُؤهلها للاقتباس والتحويل إلى أفلام روائية، أو أفلام طويلة في أجزاء. يقام سوق الأفلام الأوروبية EFM في الفترة من 13 إلى 19 فبراير 2025، كجزء من البرلیناله الـ75، ويعد أول الأسواق الأوروبية الضخمة المنعقدة خلال العام، وقد اختيرت إسبانيا هذا العام لتكون الدولة “محط الأضواء“. بدورها، أعلنت وزارة الثقافة الإسبانية ووزيرها عن التواجد بكثافة واستعراض المشهد السينمائي الإسباني على أفضل وجه بحيث يوفر أيضًا العديد من الفرص للتحدث مع المنتجين والإعلاميين والمستثمرين وخبراء صناعة السينما بأنواعها المختلفة، من الرسوم المتحركة إلى الدراما والمسلسلات.

برليناله الضواحي

في تقليد يرجع إلى عقد ونصف العقد، اختار المهرجان 7 سينمات برلينية فنية قديمة، لعرض مجموعة أفلام مُختارة من مُختلف الأقسام، ضمن فعالية “برليناله يذهب للضواحي” أو “برلين في الضواحي”. وذلك في إطار يهدف إلى التعريف والاحتفاء بالسينمات المحلية الفنية العريقة في برلين، (سينمات الآرت هوس)، وتشجيعها وتعزيز دورها وشد أزر القائمين عليها. من ناحية أخرى، تذكير جمهور الأحياء البرلينية المُختلفة بهذه السينمات شبه المجهولة. وكذلك، تعريف رواد المهرجان بها. ما يسمح بعقد لقاءات حميمية وتفاعل حيوي بين الجمهور العادي، في هذه الأحياء، وصُنّاع السينما وأصحاب الأفلام من ضيوف المهرجان.

ينعقد البرنامج في الفترة من 15 إلى 21 فبراير/ شباط، وقد تم اختيار وبرمجة أفلامه من أقسام مُتنوعة في البرليناله. تضم ما مجموعه 16 فيلمًا طويلًا من أقسام: المُسابقة الرئيسية، ووجهات نظر، والبانوراما، والمُنتدى، وأجيال، والاستعادة”. هذا بالإضافة إلى برنامج للأفلام القصيرة المُختارة من مُسابقة “أفلام البرليناله القصيرة”.

سيحرض العروض ضيوف الأفلام من نجوم ومخرجين ومخرجات في كافة العروض، وستبسط السجادة الحمراء الرمزية أمام السينما التي ستعقد فيها لقاءات ومُحادثات والحوارات مع صناع الأفلام بعد العروض. ورغم أن هذه العروض مُخصصة أو تستهدف فئة بعينها أو شرائح من الجمهور البرليني في الضواحي، إلا أنها مفتوحة في حدود ضيقة جدًا للصحفيين والنقاد، بأسبقية الحجز، نظرًا لمحدودية الأماكن المُتاحة.

يُذكر أنه العام الماضي كانت أكثر من دار رعاية للجانحين أو إصلاحية في برلين قد تبنت عرض مجموعة من الأفلام المُختارة في برنامج “أجيال”. وسينعقد هذا العام أيضًا، لكن على نطاق ضيق.