كاتب وناقد ومترجم – برلين
“حاجز تشارلي” أو نقطة التفتيش “سي” هو الاسم الذي أطلقه الحلفاء الغربيين على أشهر نقطة عبور في الجدار بين برلين الشرقية والغربية أيام الحرب الباردة. ويعتبر حاجز تشارلي من أكثر الأماكن التي يحرص السائحون الزائرون لبرلين على زيارتها والتقاط الصور التذكارية عندها، ومشاهدة الصور الكبيرة، بارتفاع ثلاثة أمتار تقريبًا وعرض متر ونصف أو مترين، بمتحف نقطة التفتيش المقام في الهواء الطلق على امتداد شارعي فريدريش فيزيمير.
وقد انتهى العمل بهذا المتحف المفتوح في صيف عام 2006. ويعرض فيه مجموعة فريدة من الصور التي التقط للموقع في فترات متباينة من تاريخه حيث كان المكان مسرحًا للعديد من الأحداث التاريخية والسياسية والدرامية الفارقة في تاريخ برلين، فهنا مات الكثير ممن كانوا يحاولون الهرب عبر هذا الحاجز، وهنا نجح عدد غير قليل في التسلل عبره إلى الجانب الآخر من برلين كما ألقي القبض على نفر من الجواسيس، وهنا تواجهت الدبابات الروسية والأمريكية في أكتوبر عام 1961 وكادت تحدث مواجهة بينهما لولا التدخل في آخر لحظة.
كما كان مكان نقطة تفتيش تشارلي مادة استلهمها العديد من الكتاب والمخرجين في الروايات والأفلام البوليسية. وبعد سقوط الجدار واتحاد العاصمة الألمانية برلين، أجريت الكثير من التعديلات على المنطقة وتم هدم كشك الحراسة القديم واستبداله بآخر جديد أصغر حجمًا وهدم برج المراقبة الأصلي، وغيرها من أعمال التطوير. وذلك لإفساح المجال أمام المكاتب والمباني والمحال التجارية. لكن اعتبارًا من أغسطس عام 2011، صدر قرار بعدم بناء أي شيء بالمكان، وتركه كما هو عليه الآن، وصرف النظر عن المقترحات التي كانت معدة لتطويره.