مسرحية قصيرة بقلم: دون ديليلو
ترجمة: محمد هاشم عبد السلام
الشخصيات:
– رجل.
– امرأة.
المشهد:
رجل وامرأة في حجرة.
المرأة: كنت أفكر كم هو غريب.
الرجل: ما هو؟
المرأة: أمر هؤلاء الناس القادرين على العيش معًا، أيامًا وليال وسنوات. تنقضي خمس سنوات. كيف يتسنى لهم ذلك؟ عشر سنوات أو إحدى عشرة أو إثنتا عشرة. شخصان يؤلفان حياة واحدة. يتقاسمان عشرات الآلاف من الوجبات. يتحدثان إلى بعضهما البعض وجهًا لوجه، بقلب منفتح، كالساندويتشات الساخنة. بكل الكلمات التي تملأ البيت. ما الذي يتحدث الناس فيه على مدار عمرهم؟ مسجونون في عبارة كل منهم إلى الآخر. نفس الصوت. الطنين المكرر للنغمات. سأخبرك بشيء.
الرجل: ستخبرينني بشيء.
المرأة: ثمة لغز هنا. الناس خلف جدران البيت البني المجاور لنا، ما الذي يقولونه وكيف ينجحون في قوله؟ كل هذا الحوار الذي لا قيمة له. كل تلك الأصوات الخارجة من أنوفهم. كل تلك التفاهات. كنت أفكر في كيف أن الأمر غيب. كيف يقومون به، الليلة تلو الأخرى، كل تلك الليالي، تلك الكلمات، هذا القليل كيف يتسنى لهم القيام به وإنجاحه؟
الرجل: إنهم يمارسون الحب. ويقومون بعمل السلطات.
المرأة: لكن عليهم التحدث إن آجلاً أو عاجلاً. هذا هو ما يحطِّم العالم. أقصد أليس الجلوس والاستماع لنفس الشخص طوال الوقت أمرًا تحطيميًا بالتدريج، دون سبب وبلا معنى أو نظام. الكلمات المطلقة على عواهنها. الوقفات. العبارات. كم يبلغ عدد آلاف المرات التي يمكنك خلالها التطلع إلى نفس الوجه المنهك ومشاهدة الفم وهو يشرع في الانفغار؟ كل شيء كان على ما يرام حتى الآن. يبدأ الأمر عندما تنفتح الأفواه. عندما يتحدثان.
[توقف]
الرجل: ما زلت غير قادر على الشفاء من نزلة البرد التي ألمت بي؟
المرأة: خذ تلك الأشياء التي تتناولها.
الرجل: الأقراص.
المرأة: الأقراص.
[توقف]
الرجل: يوم طويل.
المرأة: يوم طويل.
الرجل: ليلة هانئة.
المرأة: يوم طويل بطيء.
[تطفأ الأنوار ببطء]