أجرته: سينثيا فيوكس
ترجمة: محمد هاشم عبد السلام
مورفيزم: الروابط بين هذا الفيلم وفيلم “باريس، تكساس” توحي باهتمام مستمر بالموضوعات التي تشغلك وتشغل “سام شيبرد”.
فيم فيندرز: لقد استغرق الأمر وقتًا طويلا للعمل معه مرة ثانية، فقد رفض القيام بدور “ترافيس” في “باريس، تكساس”. هذه المرة، لم يستغرق الأمر الكثير للي ذراعه من أجل القيام بدور “هيوارد”. تعلمت من أخطائي: لم أطلب منه هذا. كنا قد كتبنا بالفعل كمًا لا بأس به، وبدأنا مرة ثانية بعد مدة طويلة، بعد حوالي سنة. كان “سام” جالسًا في الجانب المقابل لي، يكتب، وأنا ألقي بنظرة على السيناريو، ثم ذكرت لـ “سام” عرضًا أنه عندما ينتهي من السيناريو، سوف أعطي الدور للممثل “جاك نيكلسون”، وقلت له إنني أعتقد أن “جاك” سيحب هذا الفيلم. لم يقل “سام” الكثير في البداية، لكنه أوضح أنه لا يحبذ هذا الاتجاه، والاتجاه الوحيد الذي ينبغي عليّ التفكير فيه كان نحوه. قال هذا لنفسه، أنا لم أسأله. كانت هذه طريقة أفضل كثيرًا.
مورفيزم: كلا الفيلمين يخلق إيقاعًا مختلفًا بين اللغتين البصرية والشفهية. أثناء كتابتك، هل تفكر في الصور في نفس الوقت؟
فيم فيندرز: لا أفكر في الصور كلها. أفكر في شيء آخر. ربما في كيفية مجيء الاثنين معًا. أفكر في الأماكن، وأحضر إلى المائدة، إحساس المكان. يحضر “سام” إحساس الشخصيات. لا يهتم “سام” كثيرًا بشأن القصة، يفكر فيما يقود الشخصيات ويحركها. في الفيلمين “باريس، تكساس” و”لا تأت طارقًا”، كانت الطرق المتبعة هي نفسها: نتوصل إلى الشخصية أولا – “ترافيس” قبل ذلك، والآن “هيوارد” – ولا يكون لدينا حبكة، ولا حتى المنحنى، الشخصية فقط.
بداية، يعمل “سام” في كتابة أول مشهد، ثم يكتب القصة بالكامل وفق تسلسل زمني. لا نسمح لأنفسنا أن نفكر كثيرًا فيما سيأتي. يكتب مشهدًا، نقرأه معًا، نقوم بتصحيحه، ثم تظهر المسألة الحتمية: ماذا بعد ذلك؟ وماذا بعد، ليس بمعنى ما الذي سيحدث خلال النصف ساعة التالية من الفيلم، ولكن ما الذي سيحدث على نحو تام في المشهد التالي مباشرة؟ من سيلتقي بمن ولماذا يفعل ما يفعله؟ نكتشف هذا، نعيش القصة تقريبًا. لا نعرف مسبقًا من الذي سيظهر. عرفنا أنه كان بسبيله إلى أن يجد الحياة التي أضاعها، وأنه كان على وشك أن يكتشف أن لديه طفلا. لم نكن نعرف أنه سيكون لديه طفلان. كانت القصة الغامضة التي بدأت بها هي “غياب الآباء”. وقد عالجتها في مساحته استغرقت عشرين صفحة، لكن كان هذا ذريعة من جاني أكثر لكي أذهب لرؤية “سام”. وقد وقع الشيء الحتمي: لم يحب قصتي. لم يحب بالفعل السطر الأول الذي وصفت فيه الرجل بأنه وغد. لكنه تلعق بفكرة أن هذا الرجل ذهب لزيارة طفليه لأنه أراد أن يصف بالتفصيل هذه الرغبة وإهماله لطفليه طوال حياته. لذا ذهب لرؤيتهما، نوعًا من ملاحظتهما عن قرب. لم يحب “سام” القصة بالكامل، باستثناء فكرة الابن المجهول. لذا بدأنا من الصفر. وعليه ها نحن إزاء رجل وصل إلى مرحلة من حياته حيث يري أنه قد عاش حياة منغمسة في الملذات. لم أكن أعرف أنه سيصبح نجمًا سينمائيًا في أدوار “الويسترن”، توصل “سام” إلى تلك الفكرة وكان مقتنعًا بها جدًا. بينما كنت أنا مرعوبًا ومروعًا، لأنني لم أكن أرغب في عمل فيلم عن الأفلام. كان يعرف أنه بسبيله إلى أمر ما، وكتب المشهد الأول، حيث يهرب “هيوارد”، الذي يرتدي ملابس راعي بقر، من مكان التصوير. عندما قرأت المشهد، قلت، “ربما أنت على صواب”. يهرب من الأفلام، وهكذا كان متفقًا ومنسجمًا معي. أحببت أن حياته كانت مملة. ومن هنا، عرفت أن “بوتي” كان المكان المناسب: كنت هناك من قبل ست وسبع مرات في سنوات السبعينيات والثمانينيات، وقمت بتصوير المكان طوال سنوات. عرفت كل صغيرة وكبيرة في المكان حيث سنقوم بالتصوير. عرفت إحساس المكان، ضياعه في الزمان والمكان. أدركت أن قصة الأب الضائع يجب أن تحدث هنا.
مورفيزم: الهروب بعيدًا عن السينما ينتج ذلك العنوان الرئيسي الرائع، “سبنس يختفي من شبح الغرب”.
فيم فيندرز: كان الفيلم لفترة قصيرة سيطلق عليه “شبح الغرب”. عنواني الأول، الذي لم يحبه “سام”، كان “في أمريكا”. لكن وقتذاك صديقي المخرج الأيرلندي، “جيم شيريدان”، قام بتنفيذ فيلم بنفس العنوان. عندئذ أطلقنا عليه “شبح الغرب”. لكن ذلك بدا كما كنا نتهجاه هناك بالضبط. ثم قال “سام”، انظر إلى هذا، حيث اللوحة المعدنية الموجودة على مقطورة “هيوراد”، “لا تأت طارقًا إذا كانت المقطورة تهتز”، وقلت لا، تلك طريقة مثيرة جدًا. إلا أنه كان مناسبًا بالفعل. اعتقدت بقوة في اسم آخر مع ذلك. قمنا بتصوير هذا المشهد الأخير من الفيلم، الذي لم يكن في السيناريو، حيث يمر الأطفال في السيارة بلافتة تقول، “الحكمة 52 ميلا، خط التقسيم 1”. واعتقدت أن هذا كان الاسم، “52 ميلا إلى الحكمة”، لكن “سام” لم يقتنع به.
مورفيزم: يركز هذا الفيلم، بشكل أكثر من “باريس، تكساس”، على الأمهات، ليس كأشياء وإنما كشخصيات كاملة.
فيم فيندرز: نظرًا لشعور “ترافيس” بكونه مذنبًا فيما يتعلق بغيرته وخطئه، أما حياة “هيوارد” بالكامل فكانت خطأ. إنه لم يعرف أي شيء أبدًا حتى عن ولده. كان رجلا طائشًا ومتهورًا. وعندما تصورناه، أدركنا أننا لم نكن بسبيلنا إلى أن نتعاطف معه على الإطلاق. هذا الرجل لم يكن محط أنظارنا خلال الفيلم. كان “ترافيس” هو المقصود. وليس “هيوراد”، أبدًا. كان لدى كلينا “سام” وأنا مسافة لطيفة ساخرة منه، وهو أمر كان شديد الجدة بالنسبة لي. عرفنا منذ البداية أنه كان يجب أن تكون هناك شخصيات أخرى تظهره، لأن “هيوراد” كان ضعيفًا جدًا. لذا فإن أمه “إيفا ماري سينت” وابنته “سارة بولي”، بالإضافة إلى “دورين” (جيسيكا لانج)، أقدامهن راسخة في الأرض، ويعرفن شيئًا واحدًا لا يعرفه “هيوراد”، يعرفن كيف يتعاملن مع الصراع ويعرفن كيف يواجهن الحقيقة.
مورفيزم: حتى شخصية “أمبر” (فيروزا بالك) تقنع المشاهد بذلك.
فيم فيندرز: نعم، وهذه الرابعة أيضًا. إنهن لديهن أمانة وصدق خاص بهن، وهو أمر لا يتوفر “هيوراد” على شيء منه. هؤلاء النسوة جميعًا أقوياء، ويعرفن كيف يتلاءمن ويندمجن.
مورفيزم: المشهد الذي يخبر فيه “دورين” أنهما يجب عليهما العودة معًا يدلل على تلك النقطة، ليس فقط فيما يتعلق برد فعلها، وإنما المكان أيضًا، حيث يؤديان عرضًا للناس تقريبًا في نافذة الجمنازيوم.
فيم فيندرز: نعم. كانا في هذه المدينة التي بدت تقريبًا غير مسكونة تمامًا، كما لو كانا دائمًا في موقع تصوير كبير. وعندما يتعلق الأمر بالمواجهة الحقيقية، يمثلان أمام هذا الجمهور وهذا الجمهور لا يهتم. رأيت هذا الجمنازيوم الصغير السخيف وكان علينا أن نضع كومبارس بالداخل لأنه لم يكن فيه أحد. لكنه كان مثل مسرح صغير – هذا الثوران الصغير لديه شيء مسرحي فيما يتعلق به.
مورفيزم: وفي الفيلم الذي نفذه “هيوراد”، كان من الممكن أن تعود إليه.
فيم فيندرز: آه نعم، في كل أفلام “هيوراد”، الأفلام التي آمن بها، كان من الممكن أن يعودا معًا، لكن ليس في فيلم حياته.
مورفيزم: تحتفظ “سكاي” ووالدة “هيوراد” بمجموعة الذكريات هذه، “سكاي” في الوميض المباغت حول رقبتها ووالدته في سجل قصاصاتها القديم.
فيم فيندرز: إنها طريقة رقيقة وحساسة جدًا تلك التي تتعامل بها “سكاي” معه. أحببت أن يكون لديها هذه، إنها تقريبًا مثل قطعة مجوهرات، مثل دلاية بها صورة. إنها الشيء نفسه إلا أنه يحتفظ بألف صورة، لطفولة أمها والحياة. وهذه الصورة الغريبة “لهيوارد” الصغير والصورة الحقيقية للطفلة “سارة”.
مورفيزم: كلام “سكاي” في النهاية، الذي تقول فيه إنها ما زالت لا تعرف شيئًا عن “هيوراد”، ومع ذلك فهذا أمر حسن، كلام مؤثر جدًا.
فيم فيندرز: كان هذا نقطة المركز بالنسبة لنا. الفيلم كله يؤدي أو يقود إلى إعلان ابنته عن رؤيتها أو تصورها له. وهو أيضًا نوع من إطلاق سراحه أو تحريره، لأنه عندما يجلس على الأريكة، من دون ابنته، نجده ضائعًا. إنها الشخص الذي يجده ويسامحه. إنها لا تقول هذا في الحقيقة بنفس هذه المصطلحات، لكنها تفتح بابًا كبيرًا له، لأنه لم يُغفر له في حياته. لذا النساء فعلا يحملن القصة لـ “هيوراد”.
مورفيزم: وكذلك لـ”أيرل” (جابريل مان) أيضًا.
فيم فيندرز: نعم، أعتقد أحيانًا أن “سكاي” تتوجه بهذا الكلام إلى “أيرل” أكثر من “هيوراد”. إنه لمن المهم بالفعل أنه موجود هناك. تحاول معالجته. قام “سام” بكتابة شخصيتها لفترة طويلة على أنها شخصية تمثل قرابة جزئية. كان هذا أمرًا شديد الأهمية في ذهن “سام”، لكنني كنت آمل دائمًا أن هذا الشيء، وهو أن والدة “سكاي” كانت أمريكية الأصل، سوف يتطور ويثمر بطريقة ما، لكنه كان شيئًا هامًا فقط بالنسبة لـ “سام”. أحيانًا يجب على الكاتب أن يكون لديه صورة في ذهنه. لذا أخيرًا وبعد ثلاث سنوات من محاولة إثنائه عنه، قال، لقد فكرت في هذا مرة ثانية وربما تكون على صواب. إنه من المستحيل فعلا أن تكون ذات صلة وثيقة، إنها قرابة جزئية. ذهبت إلى الهاتف واتصلت بـ “سارة” (ضحكات). فيما مضى، لم يكن من الممكن أن أتصل بها، لو كان “سام” قد أصر على أن تكون (ابنة القرابة الجزئية).
مورفيزم: كنت قد رأيتها في فيلم “حياتي من دوني”.
فيم فيندرز: آه نعم، وإذا أنت سبقت لك رؤية “الحياة السرية للكلمات”، الفيلم الثاني الذي قامت به مع “إيزابيل كويكسينت”. إنه رائع.
مورفيزم: “بولي” اختيار جيد أيضًا في هذا الفيلم، لأن جزءًا مما هو مدهش جدًا فيما يتعلق بـ “شيبرد” كممثل هو أنك لم تكن بحاجة سوى لوضع الكاميرا على وجهه، ليسرد الكثير من القصص. وجه “جولي” مثير للذكريات بشكل مشابه – ليس نفس الشيء على الإطلاق، لكنه أيضًا ممتلئ بالقصص.
فيم فيندرز: إنها كذلك، نعم. إنها لا تحاول كثيرًا التعبير عن أي من تلك القصص، تترجمها بوجهها فحسب. أحب العمل مع “سارا”، كانت تجربة جيدة كغيرها من الخبرات التي اكتسبتها من العمل في السينما. ونفس الشيء ينطبق على “جيسيكا”، و”فيروزا بالك”.
مورفيزم: كانت “أمبر” مجبرة لأنك عندما تراها لأول مرة، تبدو النموذج التقليدي لشخصية الصديقة المجنونة، المكمل للولد. لكنها غير ما فكرت فيه أو اعتقدته.
فيم فيندرز: كانت الإضافة الأخيرة لطاقم التمثيل، لأنني حتى اللحظة الأخيرة، لم يكن لدي صديقة لـ “أيرل”، وإنما سلسلة من المعجبين. ثم شعرنا أن هذه السلسلة ستسفر عن شخصيات كثيرة جدًا، وليس من بينها من هو مهم فعلا. فقد شكلوا معًا، مجموعة من الأشياء الإضافية. وشعرنا أن هذا كان أفضل من أجل التركيز، لذا كتب “سام” مجموعة الصديقات الضائعات الغريبات معًا في شخصية واحدة. وبمجرد أن أدركت أن لدي دورًا، أردت العمل مع “فيروزا”، لأنها كانت على قائمتي السرية للممثلات اللاتي أرغب في العمل معهن.
مورفيزم: “أمبر” أيضًا جعلت من “أيرل” مختلفًا عن أبيه.
فيم فيندرز: نعم، كان هذا شيئًا آخر. داخل “أيرل” الكثير جدًا مما لدى “هيوراد” على أية حال، إنه يكرر أخطاء أبيه. لكن علاقته مع “أمبر” أضافت بعدًا آخر، نوع ما من الجهد لإيجاد بعض الروابط أو العلاقات، من أجل الالتزام بشيء ما، على نحو سيئ كما قام به.
مورفيزم: “ستر” هو تقريبًا تجسيد لما يدعوه هو “خارج التصادم”. إلا أنه يعطي نوعًا مختلفًا من القوام للفيلم.
فيم فيندرز: إنه غريب بحسب التعريف، إنه رجل أنجليزي في الغرب، و”تيم” أضفى عليه غرابة. على الرغم من أنه يبدو مزدريًا لـ “هيوارد” ويبدو العكس أو النقيض الكلي لشخصيته، فإنك عندما تراهما معًا في السيارة، تدرك أنهما واحد وأنهما متشابهان. إن الصياد أكثر سوءًا، أكثر ضياعًا من الفريسة. إنه يقول، “بعض الناس بحاجة إلى عائلة، وأنا لا أرغب في هذا”. إنه “إي. تي”.
مورفيزم: هل بمقدورك التحدث عن أول لقطة في الفيلم، التكوين الصخري الذي يبدو مثل مجموعة من العيون؟
فيم فيندرز: لأنني أردت أن أخلق إحساسًا قويًا بالمكان، ولأن الفيلم يدور في أرض الغرب الأسطورية والحقيقة، والصورة تصنع هذه الإشارة. لأن المنظر الطبيعي كان غاية في الأهمية بالنسبة لي، نفذت هذه الفكرة الغريبة، وهو أنه كان بمثابة انعكاس تقريبًا. عادة ما يمضي الناس خلال مناظر الغرب الطبيعية ويرونها بأعينهم. كان هذا العكس، مثل المنظر الطبيعي الذي كان يشاهده “هيوراد”. والفكرة أن المنظر الطبيعي كان شخصية، أردت أن أوضح هذا وأبرزه – إنه مثل قناع “زورو”. وأردت إبقاء هذا الشعور خلال الفيلم، لهذا السبب استخدمنا كل هذه النوافذ والعواكس، حيث أن المدينة تعكس القصة التي تحدث تقريبًا، بكلا المعنيين اللذين للكلمة. أردت أن أتأكد من أن الناس لن يأخذوا “هيوارد” بجدية كبيرة. كانت هذه خطوة صعبة لـ “سام” ولي. ولم يكن ليجرؤ أحدنا على القيام بهذا قبل عشرين سنة. كان لأفلامي السابقة إحساس قوي بالهوية، ووجهة النظر المضمنة كانت راسية داخل الشخصيات، لكن وجهة النظر هنا طافية، تنتقل ببطء بعيدًا عن “هيوراد” وتتحرك صوب الأطفال. في النهاية، بدا “هيوارد” تقريبًا كما لو أنه شبح يظهر.
مورفيزم: نعم. إنه المناسبة بالنسبة لهم من أجل تجميعهم. ذلك يتعارض مع العلاقة التقليدية لتصوير الأبطال. لقد تدربنا على القيام بهذا.
فيم فيندرز: نعم، جميعنا تدربنا على القيام بهذا كمخرجين، أشعر أنني تدربت على القيام بهذا. كان نوعًا كبيرًا من الراحة أو الجلاء أن ترى أننا بإمكاننا القيام به من دون إرسائه في شخصية. من الشخصيات بإمكانك أن ترسي نفسك بالكاد في جميع الآخرين. “هيوارد” هدف الفيلم أكثر منه موضوعًا.
مورفيزم: البوسترات داخل الفيلم تتحدث عن هذا، كل هذه الصور التي لـ “لهيوراد” صغيرًا. يبدو أنه على وعي بهذا، عندما يقول لوالدته، “لم أعد أعرف ما الذي أفعله بنفسي أكثر من ذلك”، كما لم يفعل من قبل.
فيم فيندرز: يقول هذا، ووالدته لا ترغب في الرد، إنها أكثر عملية من هذا.
مورفيزم: في نفس الوقت، فهي مكرسة لطقوس التذكر، فيما يتعلق بـ “هيوارد”، وزوجها، عن طريق سجل القصاصات…
فيم فيندرز: وأيضًا “حجرة ولده”. وعندما تعطيه سيارة والده، كما لو أنها تقريبًا تبلغ أمرًا ما. و”هيوراد” يبلغ هذا إلى ابنه، ذكرى شيء آخر يتم إبلاغها من جيل إلى آخر. يبدأ الأطفال في امتلاكها.
مورفيزم: والسيارة هي أيقونة أمريكية أيضًا، المركبة التي تأخذهم بعيدًا. ثمة شيء آخر له علاقة ما بالطقوس هنا ومرتبط بالقصة. ما تقوله الوالدة لـ “ستر”، “الكذب للجبناء”، يوحي بأنها تعرف فعلا كيف أن القصص أو الأساطير تدعم الإيمان وتعضده.
فيم فيندرز: في نفس الوقت، يعرف “ستر” أنها تكذب وتعرف هي أنه يعرف. وهي على صواب في قولها هذا، لأنها ليست جبانة.
مورفيزم: “هيوارد” و”أيرل” قريبان من، وبعيدان عن أمهما في نفس الوقت.
فيم فيندرز: نعم، فقد أوصل الأب نقصه فيما يتعلق بالالتزام إلى ابنه. عندما يكون “هيوراد” عند قبر والده، كما لو أنه يرغب في تذكر أنه لم يتواجد أبدًا. ويحمل حتى الاسم نفسه. تقوم هي بتبديل الزهور عند القبر لكنها لا تفعل شيئًا آخر. لا تمكث ثانية عند القبر، أدت واجبها، وبالفعل تمضي بعيدًا. الأم مسألة حقيقية جدًا في الواقع.
مورفيزم: لكنها تقوم بأمور هذه الأم، تخبز البسكويت وكما قلت، تحافظ على حجرة “هيوراد”.
فيم فيندرز: إنها تلعب دورًا، إلا أنها لا تحاول ملئه بالفعل. عندما يظهر “هيوراد” مجددًا، لا تتعرف عليه حتى، لكنه عندئذ يكون كما لو أنه قد ذهب لأسبوعين فقط. إنه شيء فظيع أن تكون رجلا وترجع إلى حجرة أولادك. في النهاية، إنه ليس نفس الشخص الذي كان. بعد كلام “سكاي” إليه، لا يقوم بمعانقتها. إنه ليس منفصلا تمامًا عن حياته الخاصة ونفسه كما كان. يجب عليه أن يقوم بدور راعي البقر، لكنني أعتقد أن “هيوراد” قادرًا على أن يرى ذلك. لكن… من يعرف؟ لقد انكسر، إلا أنه قد التزم بذلك، في النهاية.