الخميس 16 أبريل 2015
محمد هاشم عبدالسلام
يعرض حالياً بالسينمات الألمانية العروض التجارية الأولى لفيلم “عندما كنا نحلم” للمخرج الألماني القدير أندرياس دريسن، في الثانية والخمسين من عمره، وذلك بعدما عرض الفيلم لأول مرة في دورة العام الفائت من مهرجان برلين.
عندما كنا نحلم هو أحد أفلام أندرياس دريسن. وتدور أحداثه في مدينة دريسدن، عقب سقوط جدار برلين مباشرة. والفيلم مقتبس عن رواية للأديب “كليمنس ماير”، وهي الرواية الثانية التي يقتبسها المخرج لنفس الأديب، أما السيناريو فهو للمخرج نفسه.
نتابع في فيلم، عبر مجموعة من الأبطال الشباب المراهقين، مرحلة سابقة على الوحدة الألمانية قبل ثلاثة عشر عاماً بينما كان الأبطال تلاميذاً يدرسون بإحدى المدارس الشيوعية، ومرحلة بعد سقوط جدار برلين وتوحيد شطري ألمانيا، في نوع من الانتقال بين هاتين المرحلتين.
ويعاني كل من هؤلاء الشباب الخمسة، مشاكل المراهقة، وعلى نحو شديد العنيف، حيث الجنوح الكامل، والتهور المفرط لآخرة قطرة، برغم كل تبعاته، إلى جانب أن كل منهم يعاني من مشكلات على المستوى النفسي أو الدراسي. حيث يتاجر أحدهم في المخدرات، والآخر لا يكف عن تعاطيها، ويعاني الثالث من مشكلات نفسية نتيجة حبه المجهض، والرابع من حلمه غير المتحقق بأن يصير ملاكماً، والأخير القائد الذي يحاول أن يدفعهم ويقودهم جميعاً لأقصى درجات العنف والتطرف في الأفعال والتصرفات.
وامتد زمن الفيلم لأكثر من ساعتين، أراد فيها دريسن أن يبين، عبر تلك الشريحة من الشباب، كيف كان الوضع أيام فترة التسعينات قبل سقوط الجدار، ومدى انصراف الشباب وعدم اهتمامه بأي شيء متعلق بمجتمعه وبلده على كافة المستويات، فقط حياتهم اليومية المنحصرة بين العنف والتسكع والإفراط في تناول الشراب والمخدرات واللهو، والمراهقة المثيرة للمتاعب والمشكلات. والغريب في الأمر أن دريسن لم يوضح لنا ما الذي كان يحلم به هؤلاء الشباب على وجه التحديد! واكتفى فقط ببضعة عناوين أو فواصل ذات عناوين بين مشاهد الفيلم.