سين آرتس24
نشرت دار بنغوين راندوم هاوس، يوم الثلاثاء 7 فبراير في أميركا واليوم الخميس 9 فبراير في بريطانيا، الرواية الخامسة عشر للكاتب والأديب البريطاني سلمان رشدي (75 عامًا) بعنوان “مدينة النصر”. وذلك بعد ستة أشهر تقريبا من قيام رجل بطعنه خلال إلقاء محاضرة بولاية نيويورك الأمريكية. أُصيب رشدي على إثرها بالعمى في عينه اليمنى، وبجروح بالغة في يده اليسرى جراء الطعن في أغسطس الماضي، الذي حدث بعد أكثر من ثلاثة عقود من توجيه إيران للمسلمين بقتل رشدي. بسبب ما وصفه زعماء دينيون بأنه تجديف في روايته: “آيات شيطانية”، الصادرة عام 1988.
تتناول الرواية، الصادرة في 400 صفحة، ملحمة أسطورية كتُبت في الأصل باللغة السنسكريتية، عن إمبراطورية فيغاياناغارا التي حكمت معظم الجزء الجنوبي من شبه القارة الهندية في القرن الرابع عشر. والرواية عبارة عن “قصة ملحمية لامرأة” تُقيم أو تُشيد مدينة، وتعاني النفي والتهديد في عالم ذكوري. والمرأة بطلة الرواية، هي الشاعرة بامبا كامبانا التي ستعيش نحو 250 عامًا تحاول توفير موقع للمرأة مساوٍ للرجل في عالم ذكوري. والإرث الذي ستتركه كامبانا للعالم هو قصتها الملحمية التي تدفنها كرسالة للأجيال المقبلة. وتنتهي الرواية بالجملة الآتية: “الكلمات هي المنتصر الوحيد”.
كان الكاتب الهندي الأصل قد أنجز “مدينة النصر” قبل تعرضه للاعتداء. وهي بحسب ما ورد في التعريف عنها، ترجمة لملحمة تاريخية عن الشابة اليتيمة بامبا كامبانا التي تتمتع بقوى سحرية منحتها إياها إلهة. وأسست مدينة بيسناغا، ومعناها حرفيًا مدينة النصر.
ووفقًا للتقارير المنشورة فإن الكاتب لن يلجأ إلى أي جهد ترويجي لروايته، مثل المؤتمرات أو الندوات أو حفلات التوقيع أو غيرها. يذكر أن سلمان رشدي اضطر إلى التواري والعيش في السرية تحت حماية الشرطة، متنقلا من مخبأ إلى مخبأ تحت اسم مستعار هو جوزف أنطون، اختاره تكريما لكاتبيه المفضلين جوزف كونراد وأنطون تشيخوف، منذ الفتوى المشئومة.
وقال سلمان رشدي الذي بدأ يتماثل للشفاء إلى مجلة “نيويوركر”، في حوار صحفي نُشر هذا الأسبوع، في السادس من فبراير، إنه يجد صعوبة في الكتابة. ويعانى من كوابيس منذ الهجوم.
ولد سلمان رشدي عام 1947 في بومباي بالهند. أصدر روايته الأولى “غريموس” عام 1975. ثم بدأ يشتهر مع صدور روايته الثانية “أطفال منتصف الليل” التي فاز عنها بجائزة بوكر عام 1981 في بريطانيا. تلتها “العار” التي حازت جائزة أفضل كتاب أجنبي في فرنسا عام 1985. و”تنهيدة المغربي الأخيرة”، و”الأرض تحت قدميها”، و”شاليمار المهرج”، و”ساحرة فلورنسا”، وغيرها.