برلين – محمد هاشم عبد السلام

بعد أيام قليلة، ووسط أجواء عصيبة وتقلبات جمة، بعضها شديد الجذرية والخطورة يتعلق بالمهرجان أو الدولة الألمانية ذاتها، تنعقد فعاليات الدورة الـ75 في عمر ”مهرجان برلين السينمائي الدولي“ أو ما يعرف اختصارًا لدى الألمان باسم ”البرليناله“، أول المهرجانات السينمائية الأوروبية الكبرى لهذا العام، وذلك في الفترة من 13 وحتى 23 شباط / فبراير.

بعيدًا عن السياسة، الحاضرة دومًا في المهرجان، والانتخابات المصيرية التي ستنعقد في عموم ألمانيا يوم 23 القادم، كانت المشاكل المالية من بين معضلات المهرجان المستفحلة فعلا خلال السنوات الأخيرة. وأدت ضغوطها، إلى جانب أمور أخرى، لاستقالة المديرة التنفيذية السابقة، الألمانية مارييت روزنبيك، وتبعها، استقالة المدير الفني الإيطالي كارلو شاتريان، جراء مشاكل جمة وسوء حظ وتقدير وتدبير، ودورات غير موفقة فنيًا، ليعود المهرجان مجددًا إلى سابق عهده. أي، تحت إدارة واحدة فنية وتنفيذية، ممثلة في شخص واحد فقط وليس شخصين، بعد فشل تجربة الازدواج، وفقًا لوزارة الثقافة، لترأسه المديرة الفنية الأميركية تريشيا تاتل. المعروفة بخبرتها الفنية العريضة في إدارة المهرجانات والبرمجة، وبعلاقتها الطيبة بالوسط السينمائي الدولي. وذلك، في محاولة لتجديد وإنعاش المهرجان، وانتشاله من عثراته الملحوظة، وإعادته خلال فترتها الممتدة لأربع سنوات قادمة إلى بريقه السابق. ومن ثم، فالمهمة ليست سهلة بالمرة، على مختلف الأصعدة، سيما وأن العيون مُسلطة على هذه الدورة تحديدًا، والتي تشهد الظهور الأول لتريشيا وفريقها.

هل ثمة جديد تحت سماء برلين؟

مع إعلان البرنامج النهائي، ومختلف الأفلام المشاركة في جميع الأقسام، وكذلك أسماء المخرجين والمخرجات والنجوم والنجمات، وأعضاء لجان تحكيم المسابقات المختلفة، وأيضًا أسماء المكرمين بجائزتي ”الدب الذهبي الفخري“ و“كاميرا البرليناله“، وغيرها من الفعاليات الفرعية، اتضحت المعالم الرئيسية للدورة الـ75. من خلال هذه الملامح يمكن التأكيد على أن التوجه العام، سواء فيما يتعلق بالسياسة الرسمية المتماشية والسياسة العامة للحكومة الألمانية، وكذلك فيما يخص الأمور الفنية، لم يتغير كثيرًا. إذ ليس ثمة تغيير جذري مفارق أو حتى مغاير على نحو لافت لما كان عليه المهرجان في السنوات الخمس الماضية. مثلا، يسود، أو حتى يطغى على نحو بارز، وربما بفجاجة، الحضور الأميركي في كافة جوانب المهرجان، من قمته، مرورًا بلجان التحكيم، وليس انتهاءً بالتكريمات، سنة تلو الأخرى. باستثناء عدم حضور الاستوديوهات الأميركية والأفلام الكبرى التي تفضل المهرجانات الأخرى، وليس البرليناله، في مفارقة مثيرة للسخرية.

الملصق الرسمي لمهرجان برلين السينمائي الـ75.

من اللافت أيضًا أن المهرجان، سنة تلو الأخرى، يُمعن في تطبيقه لقواعد المحاصصة والصوابية السياسية، وأثبت تفوقه فعلا على مهرجاني ”كانّ“ و“فينيسيا“ في هذا الصدد. مثلا، زيادة التمثيل النسائي للمخرجات، أو ما يُعرف بالمحاصصة، ملحوظة في مختلف فعاليات المهرجانات وجوانبه الإدارية والتحكيمية. المشكلة أن تنفيذ هذه الأجندات يطغى كثيرًا لدرجة حجب ما هو فني وأصيل. من ناحية أخرى، وربما للسنة الرابعة على التوالي، يعاني المهرجان من مشاكل نقص دور العرض التي كانت تحت سيطرته في محيط انعقاد فعالياته، والمخصصة أصلا للعروض الإعلامية والصحافية. مشكلة حاولت الإدارة السابقة التغلب عليها، وكذلك الإدارة الحالية، وكان من بين الحلول هذا العام تنظيم عدة عروض مُسبقة، لأفلام من مختلف الأقسام باستثناء ”المسابقة“، للصحفيين والنقاد الألمان أو غيرهم من المتواجدين في العاصمة الألمانية قبل انعقاد المهرجان بأسبوعين، وذلك لتخفيف ازدحام القاعات أثناء فترة انعقاد المهرجان. كما استطاعت الإدارة الجديدة الحصول على دعم بقيمة 2 مليون يورو ليضاف إلى الميزانية السابقة، غير الكافية أصلا، رغم زيادتها مُسبقًا من 29 مليون إلى 35 مليون يورو.

فيلم افتتاح ألماني وبرمجة تراهن على الجديد

في قرار مثير ولافت للانتباه جدًا، وقع الاختيار على فيلم ”الضوء“ (Das Licht)، للمخرج وكاتب السيناريو الألماني توم توكفار، لافتتاح دورة هذا العام. الفيلم جرى اختياره من قسم ”عروض خاصة“، أي خارج ”المسابقة الرئيسية“، التي خلت من أي فيلم ألماني لأول مرة منذ سنوات. تدور أحداث الفيلم حول لاجئة شابة سورية تضطرها الظروف للعمل كخادمة لدى عائلة ألمانية، ما يخلق الكثير من التبعات والعواقب السلبية والإيجابية. الفيلم بطولة لارس إيدنجر، وتشاركه البطولة الألمانية العربية الأصول تالا الدين.

المثير في أمر هذا الاختيار أن المهرجان لم يفتتح بفيلم ألماني منذ سنوات طويلة، وتحديدًا، منذ عام 2009. أما اللافت للانتباه أكثر أن فيلم الافتتاح آنذاك، وكان بعنوان ”الدولي“ (The International)، كان أيضًا من إخراج توم توكفار.

لقطة من فيلم الافتتاح الألماني “ضوء”.

وفقًا لأسماء المخرجين المختارين ضمن برمجة المهرجان هذا العام، وتوزيع الأفلام في الأقسام الرئيسية، خاصة ”المسابقة الرئيسية“، يمكن التأكيد على أن المهرجان لم يتوفر على أفلام لأسماء ذات وزن وثقل في المشهد السينمائي المعاصر، وذلك في تكرار لما عهدناه في برمجته خلال السنوات الأخيرة. ربما تراهن المديرة الفنية تريشيا تاتل وفريقها على الأسماء الجديدة. وأن تحقق اختياراتها مفاجآت غير متوقعة، خاصة المخرجات المبرمجة أفلامهن هذا العام في ”المسابقة الرئيسية“ بواقع 8 أفلام، مقارنة بالعام الماضي الذي شهد تنافس 6 مخرجات فقط. وهذا، رغم أن ”المسابقة الرئيسية“ تضم هذا العام تشكيلة أفلام أقل عددًا، بواقع 19 فيلمًا، مقارنة بسنوات سابقة شهدت فيها بين 20 و21 فيلمًا. عمومًا، سوف تكشف الأيام القادمة، والعروض المتتالية للأفلام عن استراتيجية المديرة الجديدة، ومدى جودة اختياراتها الفنية، وإلى مدى جرى توظيف خبراتها التي تتجاوز 30 عامًا.

لينكليتر“… أحد رواد السينما الأميركية المستقلة

من ناحية أخرى، ليس معنى عدم الحضور القوي أو الكثيف للأسماء الكبيرة أن ”المسابقة“ خالية من أية أسماء يُعتد بها هذا العام. فمن ناحية، يحضر الأميركي ريتشارد لينكليتر، أحد رواد السينما الأميركية المستقلة في التسعينيات، وأحد أبرز المخرجين خلال العقود الثلاثة الماضية، بجديده ”قمر أزرق“ (Blue Moon). بطولة مارجريت كوالي وأندرو سكوت وإثان هوك، وهو عن قصة أحد المسرحيين ومعاناته مع إدمان الكحول والاضطرابات النفسية ليلة افتتاح أحد العروض المهمة. بهذا الفيلم يعود لينكليتر إلى المهرجان بعد آخر مشاركة له بفيلم ”صِبا“ (Boyhood)، عام 2014.

أما المخرج المكسيكي النشيط، غزير الإنتاج، ميشيل فرانكو فيدشن حضوره الأول على الإطلاق في مهرجان برلين، بجديده ”أحلام“ (Dreams)، وهو دراما اجتماعية تتناول الطبقية والتفاوت المجتمعي، بطولة جيسيكا شاستين وروبرت فريند. حضور فرانكو لافت فعلا، وذلك بعد 4 مشاركات له في مهرجان ”كانّ“، و3 مشاركات في ”فينيسيا“. وبناء على سجله الحافل بالجوائز من المهرجانين الكبيرين، وغيرهما من المهرجانات الدولية المرموقة، يأمل بحضوره إلى برلين في اقتناص إحدى جوائز المسابقة البرلينية ليضمها إلى رصيده جوائزه.

أما المخرج الروماني رادو جود، الأنشط والأكثر حضورًا وغزارة أيضًا، فيعود إلى مهرجانه الأثير، وذلك للمرة الخامسة، بفيلمه الجديد ”كونتينتال 25“ (Kontinental ‘25). المخرج الفائز بعدة جوائز برلينية، كان آخرها ”الدب الذهبي“ عام 2021، يعود إلى المنافسة بكوميديا سوداء، على غرار أفلامه الأخيرة، حول قضايا عديدة مثل أزمة الإسكان وصعود القومية وغيرها من القضايا السياسية.

هونج سانج سو“… الضيف المعتاد

يُجدد المخرج الكوري الجنوبي هونج سانج سو مشاركته المعتادة، كمتنافس وكحاصد للجوائز في السنوات الأخيرة، وذلك بفيلمه التاسع على التوالي في المنافسة على جائزة ”الدب الذهبي“ تحديدًا. إذ كان المخرج قد فاز فعلا بأربع جوائز ”دب فضي“ في مختلف الفئات. ومن ثم، فإنه يطمح هذا العام إلى ترويض “الدب الذهبي“ للمرة الأولى. جديده بعنوان، ”ماذا تقول لك الطبيعة“ (What Does That Nature Say To You)، تدور أحداثه في إطار اجتماعي حول شاعر يزور منزل حبيبته ويحاول تعميق علاقته بأسرتها.

اللافت، بخلاف الأسماء الكبيرة الحاضرة، وغياب السينما الألمانية، وزيادة المشاركة النسائية، عدم مشاركة أي فيلم رسوم متحركة في المسابقة، ومشاركة وثائقي واحد فقط بعنوان ”بصمة الزمن“ (Timestamp) للأوكرانية كاترينا جورنوستاي، الفائزة بجائزة ”الدب الكريستال“ في قسم ”جيل 14 بلس“ عام 2021، عن فيلمها الروائي الطويل ”Stop-Zemlia“. يروي جديدها قصة وأحوال المعلمين والمدارس في أوكرانيا زمن الحرب.

”ميكي 17“ فيلم منتظر لحاصد جوائز ”أوسكار“

من ناحية أخرى، أعلنت مديرة المهرجان عن قسم جديد بعنوان ”وجهات نظر“ (Perspectives)، يضم 14 عنوانًا تتنافس فيما بينها على جائزة واحدة قدرها 50 ألف يورو. وقد حلَّ هذا القسم محل قسم ”لقاءات“ الذي كان قد دشنه المدير الفني السابق كارلو شاتريان، واستمر لخمس دورات فقط، لتأتي تريشيا وتطلق هذا القسم. أما الأكثر غرابة ولفتًا للانتباه في برمجة هذا العام أن قسم ”عروض خاصة“، وليس ”المسابقة الرئيسية“، سيشهد عرض الكوميديا السوداء وفيلم الخيال العلمي المنتظر، ”ميكي 17“ (Mickey 17) للمخرج الكوري الجنوبي المعروف بونج جون هو، صاحب الفيلم الشهير ”طفيلي“ (Parasite).

ملصق فيلم “ميكي 17”.

الفيلم، الذي يعرض إلى جانب 21 فيلمًا في هذا القسم، هو الأول للمخرج بعد عدة مسلسلات، أبعدته لـ5 سنوات عن السينما، بعدما حقق فيلمه نجاحًا عالميًا ساحقًا، وحصد 4 جوائز ”أوسكار“ في سابقة لم تحدث في تاريخ الجائزة السينمائية الأشهر عالميًا. هذا فضلا عن ”السعفة الذهبية“ في مهرجان ”كانّ“ لعام 2019، وجائزة ”الجولدن جلوب“ لـ“أفضل فيلم أجنبي“، وغيرها من الجوائز العالمية التي تجاوزت 20 جائزة. وفيلمه الناطق بالإنجليزية بطولة روبرت باتينسون، ويتناول فيه رحلة خيالية يقوم بها ”ميكي“ لاستعمار أحد الكواكب الجليدية.

غلبة نسائية في مختلف لجان التحكيم

وقع الاختيار على المخرج الأميركي المعروف تود هاينز لرئاسة لجنة تحكيم ”المسابقة الرئيسية“ هذا العام. وتضم اللجنة في عضويتها: المخرج المغربي نبيل عيوش، ومصممة الملابس الألمانية بينا دايجلير، والممثلة والمغنية الصينية فان بينج بينج، والمخرج الأرجنتيني رودريجو مورينو، والناقدة السينمائية والمخرجة والممثلة الأميركية إيمي نيكلسون، والمخرجة والممثلة وكاتبة السيناريو الألمانية ماريا شرادر.

أما لجنة تحكيم المسابقة المُستحدثة ”وجهات نظر“، فمكونة من ثلاث عضوات: المخرجة التونسية مريم جوبر، والممثلة المالية آيسا مايجا، والمنتجة الإسبانية ماريا زامورا. وتتكون لجنة تحكيم مسابقة ”الأفلام القصيرة“ من: المبرمجة وخبيرة الأفلام القصيرة الدنماركية جينج هاسة، والموسيقية الألمانية داشا داونهور، والمخرج الفيتنامي فام نجوك لان. 

كما تضم لجنة تحكيم جائزة ”الأفلام الوثائقية“: المخرجة البرازيلية بيترا كوستا، والمخرجة الدنماركية ليا جلوب، والمخرج الياباني كازوهيرو سودا. وأخيرًا، لجنة تحكيم ”جيل 14 بلس“ وتضم: المخرجة الهولندية إيما براندرهورست، والمبرمج الكندي إيكورو سيكاي، والمخرجة الألمانية أسلي أوزارسلان.

تكريم تيلدا سوينتون، ابنة المهرجان، بـالدب الذهبي الفخري

تقرر منح الممثلة البريطانية الشهيرة والمتميزة تيلدا سوينتون جائزة ”الدب الذهبي الفخري“ تقديرً لمسيرتها الفنية التي بدأت عام 1985. العلاقة بين سوينتون والبرليناله جد وثيقة، إذ شهد المهرجان انطلاقتها العالمية الأولى عام 1986. كما أن الممثلة، التي رأست لجنة تحكيم ”المسابقة الرئيسية“ للدورة الـ59 للبرليناله عام 2009، شاركت في بطولة 26 فيلمًا عرض في المهرجان. كان الأول بعنوان ”كارافاجيو“ (Caravaggio) للمخرج ديريك جيرمان، وفاز بجائزة ”الدب الفضي“ عام 1986. وكانت آخر مشاركاتها فيلم ”آخر وأول الرجال“ (Last and First Men)، عام 2020. والجائزة التكريمية ليست الأولى في مسيرة تيلدا سوينتون الفنية، إذ سبق لها نيل جائزة مماثلة في ”مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي“ عام 2020، وهي ”الأسد الذهبي الفخري“، تكريمًا لها عن أعمالها ومسيرتها.

الدب الذهبي التكريمي للنجمة تيلدا سوينتون.

يُذكر أنه منذ عام 1977، يُكرم المهرجان شخصيات رائدة عن إنجازاتها الفنية على مدى حياتها في مجال السينما بجائزة ”الدب الذهبي الفخري“، التي تُمنح كل عام في حفل افتتاح المهرجان تحديدًا.

كاميرا البرليناله تقديرًا للألماني راينر روتر

تقرر تكريم ”راينر روتر“ خبير الأفلام، والمدير الفني لمؤسسة الأرشيف السينمائي الألماني (السينماتك) بجائزة ”كاميرا البرليناله“، مكافأة لنصف قرن من العطاء. لراينر روتر علاقة متينة وقديمة جدًا بالمهرجان، فبخلاف كونه المسؤول عن القسم ”العروض الاستعادية“ في البرليناله منذ عام 2006، ومسؤوليته أيضًا عن قسم ”الكلاسيكيات“، فقد كان راينر عضوًا في لجنة اختيار أفلام ”المسابقة الرئيسية“ في المهرجان منذ عام 2001 وحتى 2019. وبعيدًا عن خبرته في الأرشفة والبرمجة وغيرهما فقد نشر راينر روتر الكثير من المقالات والدراسات عن تاريخ السينما، على نطاق واسع، إضافة إلى تأليفه لعدة كتب حول السينما وتاريخها.

يُذكر أن المهرجان يُكرم، منذ عام 1986، الشخصيات والمؤسسات التي قدمت خدمات متميزة لصناعة السينما والتي يرى المهرجان ضرورة تقدير دورها بمنحها جائزة “كاميرا البرليناله“. وهي جائزة لم تمنح لأي سينمائي عربي، باستثناء الناقد السينمائي المصري الراحل سمير فريد، عام 2017.

مشاركة عربية في عدة أقسام

تشارك هذا العام 8 أفلام عربية، 4 أفلام روائية طويلة وروائي قصير واحد و3 وثائقية، من سوريا ومصر والسودان والعراق وفلسطين وتونس، وذلك في أكثر من أقسام. ورغم المشاركة المعقولة كمًا، إلا أن ”المسابقة الرئيسية“ لا ينافس فيها إلا الفيلم السوري ”يونان“ للمخرج أمير فخر الدين. الفيلم التأملي حول الهجرة والمنفى والانتماء هو الروائي الطويل الثاني لمخرجه الشاب، وبطولة اللبناني جورج خباز والألمانية المخضرمة هانا شيجولا والفلسطيني علي سليمان. وفي القسم الجديد ”وجهات نظر“، والمخصص لعروض ومنافسات الأعمال الروائية الأولى، يعرض فيلم ”المستعمرة“ للمصري محمد رشاد. ويستند الفيلم إلى وقائع حقيقية حول حقوق العمال ومشاكل العمل في مصنع بالأسكندرية يلتحق شقيقان بالعمل فيه.

ملصق الفيلم السوري “يونان”.

في قسم ”البانوراما“، الأقدم بعد ”المسابقة“ حيث ينعقد للعام الـ55، وهو الأكبر أيضًا من حيث عدد الأفلام حيث يعرض 39 فيلمًا، يشارك الوثائقي ”يلا باركور“ للفلسطينية عريب زعيتر. وترصد فيه مجتمع الباركور الممارس لهذه الرياضة الجريئة في غزة. كذلك يعرض في ذات القسم الوثائقي ”الخرطوم“، بتوقيع خمسة مخرجين، تمكنوا من الفرار من العاصمة في أعقاب الحرب ويتناول الفيلم قصصهم مع الحرب، وهم: أنس سعيد، وراوية الحاج، وإبراهيم سنوبي أحمد، وتيميا محمد أحمد، وفيليب كوكس.

ملصق الفيلم المصري “المستعمرة”.

في حين يشارك الوثائقي ”آخر زيارة“، سيناريو وإخراج وإنتاج وتصوير المصري محمود إبراهيم، في قسم ”امتداد المنتدى“. ويصور الفيلم انتقال الشقيقان زياد ومودي من منزل عائلتهما المقرر هدمه، وآخر يوم لهما فيه. أما قسم قسم ”جيل 14 بلس“، فيشارك فيه الروائي الطويل “ضي.. سيرة أهل الضي” للمصري كريم الشناوى، وهو عن قصة مراهق نوبي أمهق صاحب صوت ذهبي يطمح لتحقيق أمنيته وحلمه بالغناء في العاصمة. كما يشارك في نفس القسم الروائي القصير ”تحتها تجري الأنهار“ للعراقيين على يحيى وإبراهيم حليم. وتدور أحداثه حول الشاب إبراهيم حليم الذي يعيش في الأهوار، جنوب العراق، صحبة جاموسته، وتتوالى الأحداث المنذرة بما هو مشؤوم. كذلك، يعرض في القسم نفسه فيلم ”المتهورون“ أو ”الرؤوس الساخنة“ للتونسية البلجيكية مايا عجمي، وهو روائي طويل أول، وفيه تحاول الصبية ”آية“، مواجهة الموت المفاجئ لأخيها الأكبر الحبيب ”يونس“.