أعلنت إدارة مهرجان “كان السينمائي الدولي” عن تكريم المخرج الصيني المتميز “جيا تشانج” خلال فعالية نصف شهر المخرجين، وذلك خلال دورة المهرجان الثامنة والستين لهذا العام، والتي ستعقد في الثالث عشر من مايو القادم وتستمر حتى الرابع والعشرين من نفس الشهر.
أثناء انعقاد فعاليات نصف شهر المخرجين بالدورة القادمة من مهرجان كان، سيستلم المخرج جيا تشانج جائزة “المخرج الذهبي”، التي تمنحها “جمعية المخرجين الفرنسيين” كل عام لأحد المخرجين المتميزين في تاريخ السينما على مستوى العالم. وقد بدأت الجمعية في منح جائزتها تلك، للمخرجين الذين تتسم أعمالهم أو أعمالها بالتجديد والابتكار والشجاعة والاستقلالية، منذ عام 2002. هذا وقد تحدد يوم تسليم الجائزة بالرابع عشر من مايو القادم.
وقال مدير جمعية المخرجين الفرنسيين في حيثيات إعلان منح الجائزة: “إننا مفتونون بجرأة أعمالكم الفنية. وقدرتكم على التقاط التغيرات المستمرة في المجتمع الصيني، وإظهار فساده وعنفه، بوضوح ودقة، وأيضًا التزامك تجاه الأجيال الصغيرة، وكل هذا له مردوده الطيب عندنا. وليس هناك شك في أن كل فيلم من أفلامك يعتبر كنزًا ثمينًا لما يلقيه من ضوء على المجتمع الصيني لكنه يمثل أيضًا رحلة فردية وروحية إنسانية في عصرنا الحاضر”.
وجيا تشانج، في الخامسة والأربعين من عمره، يعتبر من أهم المخرجين الصينيين المعاصرين، والذين يقدمون كل ما هو جديد ومتميز دائمًا. وجيا يمارس الإنتاج والكتابة إلى جانب الإخراج، وفي رصيده أكثر من عشرين فيلمًا روائيًا طويلا وقصيرًا وتسجيليًا، وثلاثة وثلاثين جائزة وأربعة وعشرين ترشيحًا حصلت عليها أفلامه على امتداد مهنته السينمائية. ومن بين أشهر أفلام جيا تشانج “حياة ساكنة”(2006)، و”العالم”(2004)، و”متع مجهولة”(2002)، و”منصة”(2000).
وجيا تشانج، المثير للجدال في بلده، والذي كثيرًا ما احتفت به الأوساط السينمائية الغربية، كانت فرنسا قد منحته وسام الدولة من طبقة فارس في ديسمبر عام 2009. وكان آخر آخر أفلامه الروائية الطويلة “لمسة الخطيئة” (2013) قد عرض في مهرجان كان، لكنه لا يزال ممنوعًا في الصين بسبب مهاجمته وتوجيهه الكثير من اللوم والنقد لتفشي الرشوة والفساد والدعارة في المجتمع الصيني.
جدير بالذكر أن تلك الجائزة كان قد حصل عليها من قبل المخرج الإيراني جعفر باناهي، والأمريكي جيم جارموش، والإيطالي ناني موريتي، والأمريكي كلينت إيستوود، والتركي نوري بيلجي جيلان وغيرهم من المخرجين البارزين في تاريخ السينما على مستوى العالم.
عرض الأمير الصغير
عُرض صباح اليوم الجمعة، خارج المسابقة الرسمية للدورة الثامنة والستين من مهرجان كان السينمائي، العرض العالمي الأول لفيلم الرسوم المتحركة، “الأمير الصغير” إخراج مارك أوزبورن.
عن الرواية العالمية الذائعة الصيت، “الأمير الصغير”، للكاتب والأديب الفرنسي الكبير “أنطوان دو سانت أكزوبيري”، عرض صباح اليوم وسط إقبال كبير أحدث أفلام المخرج الأمريكي مارك أوزبورن، الذي يحمل نفس عنوان الرواية.
تلك هي المرة الأولى التي تقتبس فيها رواية الأمير الصغير إلى فيلم رسوم متحركة على يد مارك أوزبورن. اشترك في صياغة القصة المخرج مارك أوزبورن، والكاتب بوب بيرزيشتي. أما السيناريو فهو لكاتبة السيناريو إيرينا برينجنول.
ذكر مارك أوزبورن خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقد قبل قليل، ردًا على سؤال حول سبب اختياره لهذا الكتاب تحديدًا: “أردت أن أتحدث أو أبين عبر الفيلم كيف يمكن لكتاب أن يغير حياتنا”.
اشترك في أداء الشخصيات بأصواتهم نخبة كبيرة من نجوم ونجمات السينما، من بينهم، النجمة راشيل ماك آدمز في دور الأم، والنجم جيمس فرانكو في دور الثعلب، والنجمة ماريون كوتيار في دور الوردة، والنجم بينيسيو ديل تورو في دور الثعبان، والنجم جيف بريدجيز في دور الطيار، وفي دور الفتاة الصغيرة ماكينزي فوي.
تدور أحداث فيلم “الأمير الصغير”، حول “الفتاة الصغيرة” التي تعدها أمها كي تكبر وسط عالم تخشى عليها وتحذرها منه، لكن الجار الطيار الطيب القلب والغريب الأطوار، يصادق الفتاة الصغيرة ويعلمها ما هو خلاف ذلك. حيث يحببها في العالم، ويدخلها عالمه هو الغريب، عالم الأمير الصغير الخيالي.
بمساعدة ذلك الطيار الطيب وعبر هذا العالم الخيالي، تعيش الفتاة الصغيرة طفولتها وتتعرف على عالم الخيال، وتتعلم في نهاية المطاف من عالم الأمير الصغير أن العلاقات بين البشر هي الأكثر أهمية، وأن تلك الصلات الإنسانية هي ما تستحق بالفعل أن يعيش المرء لأجلها ويستشعرها ويراها بقلبه النقي الطيب.
والجدير بالذكر أن الفيلم سوف يبدأ أولى عروضه التجارية الأوروبية بداية من نهاية يوليو القادم على أن تبدأ بقية العروض مع مطلع العام القادم.