محمد هاشم عبد السلام

 

صدر حديثًا عن دار شرقيات للنشر والتوزيع في القاهرة، الجزء السادس من رائعة الكاتب والأديب الفرنسي الكبير مارسيل بروست “البحث عن الزمن المفقود”، والذي حمل عنوان “الشاردة” أو “ألبرتين المختفية”. وهذا الجزء هو (الجزء الثاني من سادوم وعامورة). قام بإنجاز الترجمة الدكتور جمال شحيد. أستاذ الأدب العربي المعاصر بالمعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق. والمتخصص في ترجمة النصوص الأدبية الفرنسية، وترجمة العمل الرئيسي والأهم الذي أنجزه الكاتب والأديب مارسيل بروست.

ومعروف أن رائعة الأديب الفرنسي الأشهرر مارسيل بروست، “البحث عن الزمن المفقود”، تمثل تحديًا كبيرًا لأي مترجم حتى وإن كان متخصصًا وأنها ليست عملاً سهلاً، وذلك نظرًا لصعوبة وتعقيد النص البروستي غير العادي والمليء من ناحية أخرى بالإيحاءات والمشاعر الإنسانية العميقة والمتناقضة، هذا بخلاف التكنيك اللغوي والبنائي المركب عن عمد الذي تميز به بروست في هذا العمل الفذ.

وقد جاءت ترجمة الدكتور شحيد لهذا الجزء موفقة جدًا ولا غبار عليها، وبالفعل يمكننا أن نقول أن النص قد ترجم بأمانة واقتدار، ولكن لابد لقارئ الأجزاء الخمسة الفائتة الذي اعتاد على لغة المترجم السابق، الراحل إلياس بديوي الذي توفي قبل ترجمة الجزأين الباقيين، أن يشعر بفارق دون شك بين لغة هذا المترجم وذاك.

المعروف أن الأجزاء الخمسة الأولى صدرت ترجمتها عن نفس الدار بترجمة للراحل إلياس بديوي، وستصدر دار شرقيات قريبًا الجزء الأخير من رائعة بروست والذي سيحمل عنوان “الزمن المستعاد”، وبذلك تكون أجزاء الرواية السبعة لهذا العمل الخالد قد اكتملت ترجمتها في اللغة العربية.

يقول أندريه موروا عن بروست “ما من أحد أعاننا أفضل منه على أن ندرك في ذواتنا هذا الانتقال من الطفولة إلى النضج ثم الشيخوخة، هذا الانتقال الذي هو الحياة”، وأضيف أن هذا الانتقال هو ما جسدته بالفعل “البحث عن الزمن المفقود”.

 

 

الكتاب: “الشاردة” الجزء السادس من البحث عن الزمن المفقود

المؤلف: مارسيل بروست

المترجم: د. جمال شحيد

الناشر: دار شرقيات – القاهرة – 2004

الصفحات : 241 صفحة من القطع الكبير