محمد هاشم عبد السلام
ولد الكاتب المسرحي المعاصر إدوارد إلبي في 12 مارس سنة 1928، وهو ابن بالتبني لـ”فرانسيس و ريد إلبي” تلقى دراسته في عديد من المؤسسات التعليمية منها شوات وجامعة ترينيتي وهارتفورد وكوينتيكيت. تخرج سنة 1946 وتنقل بين عديد من الوظائف المؤقتة.
حاول إدوار إلبي أن ينظم الشعر، وأن يكتب القصص، لكنه لم يوفق. وفي مطلع ثلاثيناته وبالتحديد في 1958 كتب مسرحيته المعروفة “قصة حديقة الحيوان” التي عرضت على مسرح (أوف بردواي) في العام الذي يليه، وقد استمر عرضها في نيويورك لمدة 19 شهرا وكانت نقطة الانطلاق لمستقبله الأدبي.
في عام 1960 ظهرت مسرحيته ذات الفصل الواحد “موت بيسي سميث” في برلين الغربية، وقد استقبلت بالترحيب. وفي العام 1960 ظهرت في (برودواي) مسرحيته القصيرة “صندوق الرمال” وفي نفس العام نشرت مسرحيته “فام ويام”، وفي 1961 ظهرت مسرحيته “الحلم الامريكي”.
وفي عام 1962 أحرز إدوارد إلبي أول نجاحاته عندما عرضت مسرحيته الشهيرة “من يخاف فرجينيا ولف” على مسرح “برودواي”، وهي من أقوى المسرحيات التي كتبت في المسرح المعاصر حتى يومنا هذا، وهي أيضًا من أقوى ما كتب إدوارد إلبي، وقد تم تحوليها فيما بعد إلى السينما في فيلم شهير حمل العنوان نفسه، وقد أثارت المسرحية ضجة كبيرة بسبب عدم حصولها على جائزة “بليتزر” بالرغم من تصويت محكمي الدراما لصالحها. لكنها حازت على جائزة (دائرة نقاد الدراما) وجائزة (أنطوانيت بيري) كأفضل مسرحية في ذلك الموسم.
وقد نالت مسرحيات إلبي التالية جائزة بوليتزر “التوازن الرقيق” سنة 1966، و”المسرح البحري” سنة 1975، و”ثلاث نساء طويلات” سنة 1991.
من مسرحياته الأخرى “أغنية المقهى الحزين” و”أليس الصغيرة” 1964، “مالكوم 1966″، “كل شيء في الحديقة” 1967، عن مسرحية بريطانية تحمل نفس العنوان، “في كل الأرجاء 71″، “الليدي دويوك 80″، “لوليتا 81″، و”اللعب على مقربة من الطفل 98”.
يرد إدوارد إلبي على سؤال عن دور الكاتب المسرحي فيقول: حسناً، إن دور الكاتب المسرحي اليوم هو الإمساك بـمرآة ورفعها للناس وجعلهم ينظرون فيها، وإذا لم يعجبهم ما يرونه فيها فليس عليهم الفرار ولكن القيام بالتغيير.
ومن سمات مسرحيات إلبي أن الدور الرئيسي فيها للكلمة، أي النص المسرحي، وعدم الاكتراث بالديكور وتنوعه، كما أن شخصيات مسرحياته قليلة العدد، لكنها مع ذلك شخصيات ثرية وعميقة ومتنوعة حيث تعرض لنا الكثير والكثير من الجوانب الإنسانية شديدة العمق، كما أن حبكة رسم شخصياته ودقة وقوة وحدة حواراتها تجعل القارئ أو المتفرج يعمل على تركز انتباهه بالكامل حتى يتسنى له متابعة وملاحقة تطورها ونموها عبر النص أو الأداء، وهو ما يجعل من مسرحياته رغم قلة شخصياتها وحركتها وفقر ديكوراتها جذابة جدًا سواء للمشاهد أو القارئ رغم صعوبة النصوص في بعض الأحيان.