ملصق الدورة الـ82 لمهرجان فينيسيا السينمائي

محمد هاشم عبد السلام

بعد أيام قليلة، تستعد جزيرة “ليدو ڤينيسيا“ (Lido di Venezia) لاستقبال عرسها السينمائي السنوي الأهم والأعرق بين المهرجانات العالمية. حيث تنطلق فعاليات دورة هذا العام رقم 82 في عمر المهرجان، خلال الفترة من 27 أغسطس/ آب وحتى 6 سبتمبر/ أيلول.

“مهرجان ڤينيسيا السينمائي الدولي“، المعروف اختصارًا باسم ”مُوسترا“ أو ”مُوسترا السينما“، وإن كان العنوان الأكثر شيوعًا وتداولا في الأوساط السينمائية في مختلف اللغات هو ”مهرجان فينيسيا“، اعتاد العرب تسميته “مهرجان البُندُقية”، نسبة إلى المدينة، اعتقادًا منهم أن كلمة ”البندقية“ هي الاسم العربي أو التعريب الذي أطلقه القدماء رسميًا على المدينة. لكن كلمة “البُندُقية” ليست كلمة عربية، وهي تسمية خاطئة تمامًا للمدينة.

لمحة عن اسم المدينة

كانت ڤينيسيا سابقًا مملكة ودوقية، قبل أن تصبح جمهورية مُستقلّة بذاتها لأكثر من ألف عام. خلال تاريخها العريق، حملت المدينة أسماء وأوصافًا عديدة، من بينها: ”الجمهورية الهادئة“، و“ملكة البحر الأدرياتيكي“، وأيضًا، “الدوقية الجميلة“، أو (Buono Duchy) باللغة الإيطالية. تدريجيًا، ولتسهيل النطق العربي للكلمتين، باتت تُنطقا معًا، “بونودوقي”، إلى أن استقر النطق في النهاية على “بُندُقية”.

فلعل ذلك أصل تسمية البندقية عند العرب، وهي مذكورة في كتاب “الجغرافيا” لابن سعيد المغربي، المتوفى عام 685هـ (1286م)، فكأنهم دمجوا الكلمتين لتسهيل النطق، فنُطقت “بونودوقي”، ثم استقر في النهاية على “بندقية”. إذًا، الاسم مُجرّد تحريف خاطئ تمامًا للنطق الإيطالي لأحد الأوصاف القديمة للمدينة، ويجهله تمامًا أهل ڤينيسيا الذين يحبذون أن يُنطق اسم مدينتهم كما يلفظونه هم، ”ڤينيتزيا“، وليس حتى ”ڤينس“ أو ”ڤينيسيا“.

ليدو ڤينيسيا“.. جزيرة نائية فضلت السينما على السياحة

اللافت جدًا، بعيدًا عن الاسم العريق لمدينة ڤينيسيا، أن الكثيرين يجهلون أن المهرجان يقام أصلا في جزيرة الـ“ليدو“ الصغيرة النائية، التي تبعد مسافة نصف ساعة تقريبًا بالقوارب البخارية عن ميدان أو ساحة ”سان ماركو“ المعروفة، حيث القلب السياحي الشهير والعامر لمدينة ڤينيسيا، ومسافة ساعة أو أكثر تقريبًا عن مطار ”ماركو بولو ڤينيسيا“. وأن جزيرة الـ“ليدو“ ليست سوى واحدة من قرابة 120 جزيرة مكونة لمدينة ڤينيسيا، وعدد سكانها بين 15 و20 ألف نسمة على الأكثر، ولا يتجاوز طول الجزيرة 11 كم، وعرضها بين 300 متر إلى 1 كم فقط.

لقطة علوية لجزيرة “ليدو” حيث تنعقد فعاليات المهرجان.

ومن ثم، فعلى القادم لحضور فعاليات المهرجان التوجه إلى قلب ڤينيسيا السياحي، أو جزرها الشهيرة مثل ”مورانو“ و“بورانو“، بل تحديدًا إلى جزيرة الـ“ليدو“، الخالية تقريبًا من السياح وعوامل الجذب السياحي، والازدحام المعتاد، باستثناء بعض الشواطئ الصالحة للسباحة.

ملصق المهرجان.. مصمم جديد يستلهم عمارة المدينة

هذه أول مرة تستعين فيها إدارة المهرجان بالمصمم “مانويل فيور”، وهو من أشهر فناني القصص المصورة والرسامين الإيطاليين هذه السنوات، لتصميم ملصق الدورة الـ82. وذلك بعد تعاون دام سنوات مع المصمم والرسام التشيكلي الإيطالي “لورينزو ماتوتي”.

“مانويل فيور” مصور بندقي، تخرج في كلية الهندسة المعمارية بجامعة البندقية، وهو ابن المدينة، وقد حاول قدر الاستطاعة التعبير في تصميمه عن هوية المدينة والمهرجان. وذلك بدمج بعض رموز البندقية العريقة، وتوظيف عمارة المدينة، بمفرداتها الممثلة في أسطح المنازل والمداخن وأعمدة البواخر، وكذلك ألوان المدينة الأسطورية وطبيعة طقسها.

وسط هذا التجريد، رسم “مانويل” ثلاثة أطفال يعيدون تمثيل الحركات السينمائية الخالدة، بتأطير المشاهد بأصابع اليدين، وتحديد الزمن بالكلاكيت، والشروع في التمثيل، استحضارا لروح السينما وعفويتها وتقاليدها الراسخة، ثم دمج ذلك بأفعال تتسم بالمرح، والانفتاح على رحابة الأفق، ومعانقة فضاء الحرية.

أما الصقر، المحلق في السماء، فيرمز للقوة والرؤية الثاقبة بنظرة عين الصقر الشهيرة، كما يرمز إلى السيطرة أيضا. وبذلك يكون التصميم قد مزج إجمالا بين المدينة وعمارتها الشهيرة، والخيال السينمائي الجامح، وفن الرسوم المصورة.

أفلام تثبت قدرتها على تأجيج شوقنا للسينما

يتجاوز عدد الدول المشاركة في المسابقة هذا العام 60 دولة، بإجمالي 91 فيلمًا طويلا، و25 فيلمًا قصيرًا، و4 مسلسلات، في مختلف الأقسام. بالإضافة إلى 9 أفلام كلاسيكية في قسم ”الكلاسيكيات“، و19 فيلمًا في قسم ”الأفلام المرممة“. أما أكثر الدول مشاركة من حيث الحجم، فهي إيطاليا، وفرنسا، وأميركا، ثم ألمانيا، على التوالي. 

مجددًا، فعلها المدير الفني المخضرم ألبيرتو باربيرا، واستطاع أن يجمع في برمجته لأفلام المهرجان صفوة المخرجين والمخرجات والنجوم والنجمات، وأهم الأفلام المنتظرة، بكل ما تحمله من مفاجآت مُترقبة. وذلك رغم شكوى باربيرا من عودة الجمهور المترددة إلى دور السينما، وهيمنة منصات البث، وزيادة عدد الأفلام المُنتجة سنويًا على حساب الجودة، والخوف من الذكاء الاصطناعي، والكم الهائل مما يصعب وصفه بـ“أفلام“.

لقطة من فيلم صوت هند رجب لكوثر بن هنية.

ثقة بابيرا في وجود أفلام لا يزال بإمكانها البرهنة على قدرة الفن السابع اللامحدودة على تغذية وتأجيج شوقنا للسينما، واكتشافنا لمواهب جديدة، ولإبداع أساتذة متمرسين، هو ما يضعه نصب عينيه. ويدفعه للحرص على أن يُقدم المهرجان في عروضه العالمية الأولى تشكيلة أفلام متنوعة، قادرة على إثارة انفعالات ومشاعر غير متوقعة، تعزز روح الاكتشاف وطرح الأسئلة، وتقدم وجهات نظر جلية أو غامضة أو متناقضة أو مثيرة للجدل أحيانًا، تبرهن على مدى ثراء وتنوع التجربة الإنسانية.

انطلاقًا من الرؤية الفلسفية العميقة السابقة، المدركة لواقع مرير نمر به، دون الإمعان في التفاؤل ولا الغرق في التشاؤم، يمكننا الوقوف على آلية وفلسفة اختيار المدير الفني لبرمجة أفلام قادرة، بطريقتها الخاصة، على انتزاعنا من الروتين اليومي، وإجبارنا على مغادرة مناطق الراحة التي نسجناها لأنفسنا، وغمرنا بصور ولقطات ومشاهد وقصص تستفزنا، وتتحدى واقعنا اليومي. 

المسابقة الرئيسيةمنافسة حادة يصعب التكهن بنتيجتها

التصفح السريع لأسماء المخرجين والمخرجات، والنجوم والنجمات، الذين سيحطون الرحال بعد أيام على أرض جزيرة الـ“ليدو“ لعرض آخر إبداعاتهم، سواء داخل أو خارج المسابقة، يؤكد استحواذ المهرجان على ”الأسد الذهبي“ لكعكة أفلام المهرجانات السنوية.

برمجة أفلام المسابقة تحديدًا تؤكد أن المنافسة لن تكون هينة بالمرة، وسوف تتسم بشراسة كبيرة بين أجيال وخبرات جد متفاوتة فيما بينها، تجمعها الرغبة في انتزاع جائزة ”الأسد الذهبي“. سواء من المتنافسين الجدد لأول مرة مثل التونسية كوثر بن هنية، المتنافسة رأسًا برأس مع جيم جارموش، صاحب التجربة العريضة والتاريخ الطويل. أو ممن حصلوا على جوائز أخرى في المهرجان، وليس ”الأسد الذهبي“ تحديدًا، مثل باولو سورينتينو. أو من الطامحين في الحصول على الجائزة مجددًا، وإضافة ”أسد ذهبي“ ثان إلى رصيدهم، مثل يورجوس لانتيموس، وجيرمو دل تورو، وجيانفرانكو روسي.

لقطة من أب أم أخت أخ لجيم جارموش.

تضم المسابقة هذا العام 19 فيلمًا روائيًا طويلا، إضافة إلى فيلمين وثائقيين، ولا وجود لأفلام رسوم متحركة. وسوف تتنافس فيها أسماء بحجم وقامة: إليديكو إنييدي، وجيم جارموش، ويورجوس لانتيموس، وجييرمو دِل تورو، وكاترين بيجولو، ولاسلو نيميش، وباولو سورينتينو، وبارك تشان ووك. وهذا بخلاف أسماء لا تقل عنهم أهمية، حاضرة في أقسام أخرى، مثل فيرنر هيرتزوج، ولوكا جوادانينو، وجس فان سانت، وجوليان شنابل، وصوفيا كوبولا، وألكسندر سوكوروف. أما النجوم والنجمات فسيكون من بينهم: جود لو، وجورج كلوني، وجوليا روبرتس، وإيما ستون، وآدم ساندلار، وإدريس ألبا، وآدم درايفر، وبييرفرانشيسكو فافينو.

“ألبيرتو بابيرا”.. مدير فني مستقل صرخ من أجل غزة

هذا الاستعراض السريع لبعض المشاركين في دورة هذا العام يثبت مدى قوة وحنكة المدير الفني ألبيرتو بابيرا. ليس فقط لقدرته على حشد النجوم والنجمات وخيرة الأفلام، ولا بسبب الفلسفة المنطلق منها الرجل في تصوره للمهرجان وأقسامه، بل لكونه أيضًا يعبر خير تعبير عن كيفية إدارة ناقد سينمائي مخضرم لمهرجان عريق، وإعلائه للحس الإنساني على أي منصب أو جاه أو حسابات أو مصالح شخصية. وقد تجلى هذا في صرخة أطلقها بجرأة وشجاعة على صفحته الشخصية على موقع ”إنستجرام“ لوقف الحرب والمجاعة في غزة، وضرورة أن نصرخ جميعًا: ”كفى“! مما دفع أيضًا، تظاهرة ”أسبوع النقاد“، ومديرتها بياتريشيا فيورينتينو، لنشر نفس البيان أو الصرخة ضد ما يحدث في غزة، على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج ”كفى“ أو .#pasta

المدير الفني للمهرجان ألبيرتو باربيرا.

اللافت للانتباه أن المسابقة تضم هذا العام 6 مخرجات من مختلف الأعمار. وهو عدد يقل عن السنة الماضية، حيث شاركت 7 مخرجات. لكنه يزيد عن السنة قبل الماضية، حيث شاركت 5 نساء فحسب. ما يؤكد، مجددًا، على أن المهرجان لا يقيم وزنًا كبيرًا لعدد المُخرجين مُقابل عدد المُخرجات. ولا للمُحاصصة أو نسبة الـ50% مُناصفة بين المُخرجين والمُخرجات، وغيرها من القيود أو الضغوط المرتبطة بالصوابية السياسية أو الجندرية. وأن الاهتمام ينصب فقط على جودة الإبداع والمستوى الفني والفكري والإنساني.

لجنة التحكيمالغلبة للمخرجين والمخرجات

يرأس لجنة التحكيم ”المسابقة الرئيسية“ المخرج الأميركي المعروف ألكسندر باين، صاحب عدة أفلام شهيرة وذات شعبية، كان آخرها ”The Holdovers“ عام 2023. ويشارك في عضوية اللجنة:

المخرج الفرنسي المميز ستيفان بريزيه، الذي سبقت له المشاركة في مسابقة المهرجان أكثر من مرة. 

المخرجة الإيطالية الشابة مورا ديلبيرو، الفائزة بجائزة ”الأسد الفضي – الجائزة الكبرى للجنة التحكيم“ العام الماضي عن فيلم ”فيرميليو“. 

المخرج البارز كريستيان مونجيو، أحد أهم رواد الموجة الرومانية الجديدة، المتوج بأغلب جوائز مهرجان ”كان“، ولم يسبق له المنافسة أبدًا في ”مهرجان ڤينيسيا“. 

المخرج الإيراني البارز محمد رسولوف، الحاصل على جوائز من ”برلين“ و“كان“، وهو أيضًا لم يسبق له المشاركة في المهرجان.

الممثلة البرازيلية الرائعة فرناندا توريس، نجمة ”مهرجان فينيسيا“ العام الماضي بعد تألقها في فيلم ”أنا لست هنا“ للمخرج والتر ساليس، والفائزة عن دورها بجائزة ”الجولدن جلوب“. 

وأخيرًا، الصينية چاو تاو، واحدة من أهم الممثلات الآسيويات المعاصرات، وبطلة 8 من أفلام زوجها المخرج الرائع جيا جانكي.

بهذا التشكيل، يحافظ المهرجان على نهجه المعتاد في أن تكون لجنة التحكيم مكونة في أغلبها من مخرجين سينمائيين، وممثلتين فحسب. مع مراعاة التوزيع الجغرافي إلى حد بعيد. لهذا، خلت اللجنة هذا العام من عضوية عربية وأفريقية، نظرًا لمشاركة المخرجة التونسية كوثر بن هنية في المسابقة. وذلك، بخلاف العام الماضي الذي لم يشهد تنافس أية أفلام عربية، ومن ثم كانت مشاركة المخرج الموريتاني سليمان سيساكو في اللجنة لها ما يبررها.

افتتاح إيطالي رومانسي وختام فرنسي تشويقي

يفتتح المهرجان هذا العام بفيلم إيطالي، يشارك في ”المسابقة الرئيسية“، بعنوان “النعمة” (La Grazia) للمخرج المعروف باولو سورينتو. صاحب الأفلام الشهيرة بجمالياتها الفنية والفكرية والتأملية، وغوصها في روح وتاريخ وثقافة المجتمع الإيطالي. المعلن عن الفيلم أنه عبارة عن قصة حب ملتهبة خلال الأيام الأخيرة لأحد الرؤساء الإيطاليين المتخيلين. الفيلم بطولة النجم الأثير لدى المخرج، توني سيرفيلّو، وتشاركه البطولة آنا فيرتزيتي. بهذه الفيلم، يسجل سورينتينو حضوره للمرة الثانية للمنافسة على ”الأسد الذهبي“. وذلك بعد حصوله على ”الأسد الفضي للجنة التحكيم لأفضل إخراج“ عام 2021، عن فيلمه الرائع ”يد الله“.

لقطة من فيلم الافتتاح النعمة لباولو سورينتينو.

بعد حفل توزيع الجوائز ليلة يوم 6 سبتمبر/ أيلول القادم، سيختتم المهرجان فعالياته في ”القاعة الكبرى أو صالا جراندى“ بعرض الفيلم الفرنسي ”الكلب رقم 51“ للمخرج سيدريك خيمينيز. الفيلم من نوعية دراما التشويق والتحري التي تسلط الضوء على تصرفات وعقول رجال الشرطة، لكن في أجواء تدور في المستقبل القريب. حيث يتحكم الذكاء الاصطناعي وبقوة في مجريات الأمور. الفيلم بطولة النجمين جيل ليلوش وأديل إكساركوبولوس.

المُشاركة العربيةغلبة نسائية

تنافس التونسية كوثر بن هنية لأول مرة على ”الأسد الذهبي“ بفيلمها الروائي الطويل ”صوت هند رجب“ (The Voice of Hind Rajab). فيلم وصفه المدير الفني للمهرجان بكونه ”مؤثر وسيُبهر الجمهور والنقاد على حد سواء“. يروي الفيلم قصة الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي قُتلت على يد القوات الإسرائيلية العام الماضي، مع ستة من أفراد عائلتها، وهم يفرون من غزة عندما قُصفت سيارتهم. 

رغم خلو قسم ”آفاق“، التالي في الأهمية للمسابقة الرئيسية، من أية مشاركات عربية هذا العام، لكن ثمة مشاركة يتمية في ”مسابقة آفاق للأفلام القصيرة“. حيث يُنافس “مُهدَّد بالانقراض” للفلسطيني سعيد زاغة في مسابقة الأفلام القصيرة. الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية، تدور خلال يوم واحد، في أجواء من الغموض والتشويق والإثارة والتوتر.

أيضًا، وفي ذات السياق، يُعرض ضمن القسم الفرعي، ”العروض الخاصة“ خارج المسابقة، الوثائقي القصير ”Boomerang Atomic“ للجزائري رشيد بوشارب. والفيلم حسب الوصف  المقتضب عنه يحمل نبرة سياسية حادة.

يُعرض فيلم ”شارع مالقة” (Calle Malaga)، جديد المغربية مريم توزاني، في قسم ”تحت الأضواء“، الذي حل محل قسم ”آفاق إكسترا“. الفيلم دراما من تأليف المخرجة، وتدور أحداثه في طنجة، حيث تكافح إسبانية مُسنة للحفاظ على منزل طفولتها بعدما قررت ابنتها بيعه. والفيلم هو الأول للمخرجة باللغة الإسبانية.

الفيلم القصير مهدد بالانقراض – سعيد زاغة.

في نفس القسم، ”تحت الأضواء“، تشارك السعودية الموهوبة شهد أمين بجديدها ”هجرة“ (Hijra). يتتبع الفيلم قصة جدة وحفيدتها تسافران عبر شمال المملكة العربية السعودية بحثًا عن فتاة مراهقة مفقودة.

يشارك الوثائقي ”بابا والقذافي“ (Baba-wa al Qadhafi)، لجيهان الكيخيا، في قسم ”خارج المسابقة“. الفيلم هو الأول للمخرجة، وتستكشف فيه لغز اختفاء والدها، منصور رشيد الكيخيا، وزير الخارجية الليبي الأسبق، وسفيرها لدى الأمم المتحدة، وأحد أبرز المعارضين السلميين لنظام العقيد معمر القذافي. 

تشهد تظاهرة ”أسبوع النقاد“ في دورتها الـ40، عرض 3 أفلام عربية، ”ملكة القطن“ (Cotton Queen) للسودانية سوزانا ميرغي. والفيلم هو الأول لمخرجته، بعد عدة أفلام قصيرة. وبمثابة صرخة سودانية في وجه القيود، كما أنه دراما نسوية سودانية مؤثرة، تغوص في قلب المجتمع المعاصر وتاريخه.

أما فيلم ”رُقية“ (Roqia)، وهو الروائي الأول أيضًا للجزائري يانيس كُوسيم، فيغوص في عوالم من الغموض والأبعاد الميتافيزيقية والصوفية من خلال حكاية رمزية مزدوجة زمنيًا.

من ناحية أخرى، يشارك في مسابقة الأفلام القصيرة فيلم ”حفلة عائلية“ (Family Feast) للإيطالي، من أصل مغربي، نادر تاجي. ووفقًا لعنوان الفيلم فإنه يرصد حكاية وأحوال عائلة مغربية مهاجرة على حافة الانهيار.

يذكر أن ”ملكة القطن“ و“رقية“ ينافسان على جائزة ”لويجي دي لورينتس – أسد المستقبل“ التي تمنح لأفضل عمل أول لمخرجه أو مخرجته. ومن بين أعضاء لجنة تحكيم هذه الجائزة المخرجة التونسية أريج السحيري.

“أيام المؤلف”.. عرب في المنافسة ولجنة التحكيم

يشارك في مسابقة تظاهرة ”أيام المؤلف“ في دورتها الـ22، الفيلم اللبناني ”أحلام الأمل والألم“ (A Sad and Beautiful World) للمخرج سيريل عريس. يتتبع المخرج ثلاثة عقود في التاريخ اللبناني، مسلطًا الضوء على قصة حب بين رجل وامرأة وُلدا في نفس اليوم.

وتشارك في نفس التظاهرة ”أيام المؤلف“، في القسم الفرعي ”عروض خاصة“، اللبنانية لانا ضاهر، بالوثائقي ”هل تحبني“ (Do you love me)، وهو تدفق بصري وصوتي مبني بالكامل على مواد سمعية وبصرية أرشيفية.

يذكر أن لجنة تحكيم التظاهرة يرأسها المخرج النرويجي داج يوهان هاوجرود، ومن بين الأعضاء المخرجة الفلسطينية الجزائرية لينا سوالم، والمصور التونسي سفيان الفاني.