سين آرتس24 – محمد هاشم عبد السلام
أعلنت الإدارة الفنية لمهرجان “فينيسيا السينمائي الدولي” عن الملصق الرسمي للدورة الثمانين لهذا العام والتي ستجري فعالياتها في الفترة بين 30 أغسطس إلى 9 سبتمبر، 2023.
الملصق المبهج الذي جرى الإعلان عنه يوم أمس مستوحى من “سينما الطريق” أو أفلام الطريق. تلك النوعية السينمائية العريقة والمتفردة في تاريخ السينما العالمية. هذا الاستلهام، كما يوضح المصمم الإيطالي الشهير، لورنزو ماتوتي، محاولة للتعبير عن مشاعر الحرية والمغامرة من ناحية. واكتشاف لمناطق وآفاق وعوالم جديدة من خلال السينما. وذلك عبر إيحاء وتكثيف واختزال غاية في البساطة والبهجة والإشراق. حيث تنطلق سيارة عتيقة الطراز صوب الأفق الرحب، المحاط بجبال وهضاب ووديان ذات ألوان حيوية للغاية. في إحالة، أيضًا، إلى تطلعات وطموحات ومغامرات السينما مستقبلا عبر مسارات جديدة وغير مكتشفة. “سينما مضيئة ملونة”، على حد قول لورنزو ماتوتي.
ولأن مهرجان “فينيسيا السينمائي الدولي“، الأعرق والأقدم في العالم، يحتفل بنسخته الثمانين هذا العام، فإن الرقم 80 يظهر على اللوحة الخاصة بالسيارة المنطلقة في الملصق، وفقًا لما شرحه الرسام والفنان التشكيلي الإيطالي لورنزو ماتوتي، مواليد 1954، والمصمم الخاص بالملصقات الرسمية، والمقاطع الفيلمية الافتتاحية الغنائية، لطبعات المهرجان الأخيرة. منذ خمس سنوات، على وجه التحديد.
يذكر أن الملصق الخاص بدورة هذا العام لا يحيد تصميمه البصري أو اللوني أو حتى الفكري كثيرًا عن التصميمات الفنية أو اللوحات التشكيلية وغيرهما الأعمال الفنية المنجزة من قبل ماتوتي، على مدى مسيرته. حيث سيادة الألوان المبهجة، الخضراء والحمراء والزرقاء والصفراء، تحديدًا. وفي حين تخلى ماتوتي عن هذه التكوينة اللونية والتصميمية المعهودة في ملصق العام الماضي، حيث ظهر أسد فينيسيا المجنح على هيئة امرأة بشعر أحمر، عاد إليها مجددًا هذا العام، مستعينًا بالشخصيتين الحاضرتين دائمًا في أعماله، ومتجنبًا إدخال موتيفة الكاميرا أو المصور السينمائي، إلخ. مُفسحًا المجال للسيارة المُنطلقة على الطريق السريع لتعبر عن سينما الطريق خير تعبير.
يذكر أن الإدارة الفنية للمهرجان كانت قد أعلنت قبل أيام قليلة عن استبدال فيلم الافتتاح الأميركي، المعلن عنه قبل إسبوعين، “المتحدون” للمخرج الإيطالي لوكا جوادانينو، بالفيلم الإيطالي التاريخي “القائد” للإيطالي إدواردو دو أنجليس. وذلك بسبب قيام الشركة المنتجة والموزعة للفيلم بتأجيل عرضه إلى الصيف القادم، 2024، نظرًا لإضراب الممثلين في هوليوود الذي يجبر الممثلين، ومن بينهم أبطال الفيلم، على الامتناع عن المشاركة في أي نوع من الترويج للأفلام في الوقت الحالي حتى التوصل إلى اتفاق مع شركات الإنتاج في هوليوود.
وعليه، وجد الموزعون أن عرض فيلم “المتحدون”، من دون حضور نجومه، لن يساعد في الترويج له. المشكلة ليست قاصرة فحسب على نجوم الفيلم، بل تمتد أيضًا لنجوم الأفلام الأميركية الأخرى التي ستعرض ضمن أقسام المهرجان. إذ تحظر قواعد نقابة الممثلين على الأعضاء ممارسة أي نشاط ترويجي للأفلام السابقة أو الحالية أو المستقبلية. ومسألة حضور المخرج بمفرده بمصاحبة فيلمه لا تزال قيد المناقشة حتى اللحظة، إلا أن الكثيرين يرون أن الإضراب من المرجح أن يمتد حتى أوائل الخريف.
وبخصوص فيلم ختام المهرجان في الـ9 من سبتمبر القادم فأعلنت الإدارة عن اختيار فيلم “مجتمع الثلج” للإسباني خوان أنطونيو بايونا، مواليد 1975، المأخوذ عن واقعة حقيقة جرت أحداثها في جبال الإنديز، عام 1972. كان المهرجان العريق الذي سيعلن عن قائمة اختياراته الرسمية بعد ظهر الـ25 من يوليو، في مؤتمر صحفي بحضور مديره الفني الناقد ألبيرتو باربيرا، قد أعلن قبل فترة عن الاحتفاء بذكرى الأيقونة الإيطالية جينا لولو بريجيدا، التي توفيت في يناير الماضي. وضمن هذا الإطار سيعرض المهرجان، قبل الافتتاح الرسمي، بيوم واحد، بعض الأفلام التي قامت ببطولتها وجرى ترميمها حديثًا.