محمد هاشم عبد السلام
أعلنت الإدارة الفنية لـ”مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي” عن المُلصق الخاص بالدورة الـ59، والتي ستنعقد في مدينة كارلوفي فاري، في جمهورية التشيك، في الفترة من 4 – 12 يوليو/ تموز القادم، 2025.
كما جرى الإعلان عن بعض التفاصيل الأولية الخاصة بدورة هذا العام، على أن يتم الإعلان عن البرنامج الرسمي، والشخصيات المُكرمة، ونجوم المهرجان، وغيرها من الفعاليات، وبشكل كامل، في وقت لاحق من الشهر القادم.

جريًا على عادته، أعلنت إدارة المهرجان، برئاسة يري بارتوشكا والمُدير الفني كاريل أوخ والمدير التنفيذي كريشتوف مُوخا، عن تعاون مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي في تصميم الرؤية البصرية لدورته هذا العام مع استديو “نايبرت” الفني، في العاصمة براج. ومُلصق هذا العام من تصميم زوزانا ليدنيكا وبالتعاون مع أليش نايبرت، وتصوير فاكلاف يراسيك.
فلسفة المُلصق
يُلاحظ في مُلصق هذه الدورة، المبتعد كثيرًا عن أغلب المُلصقات الماضية، والنهج العام أو فلسفة تصميم ملصقات للمهرجان إجمالا، حيث سيادة التجريد الشديد، والخطوط الحادة الرفيعة المُستقيمة، والأشكال الهندسية، واللونين الأبيض والأسود. وندرة استخدام الألوان في التصميم، ناهيك بالتصوير الفوتوغرافي أو اللقطات الحية أصلا.
في ملصق هذا العام يغيب الأبيض والأسود والتصميم الهندسي، وتحضر الفوتوغرافيا والألوان بشدة. مع العزوف التام عن التجريب، والتجريب، واللعب البصري، والخداع. حيث الاكتفاء بهوية بصرية واضحة يسهل فهمها وتحليلها واستيعابها، إذ تخاطب كل الهويات عبر لمستها الإنسانية البسيطة المتمثلة في تيمة العناق أو الاحتضان. لحظة عادية، لكنها قوية، تدعو للتقارب والصداقة والحب والتفاهم والمغفرة.

دعوة أو تيمة تصميمية مناسبة تمامًا في ظل ما يشهده العالم من جنون وتصرفات موتورة من الجميع، أفضت في أقل الأحوال إلى الجفاء والنبذ والخوف من الآخر، ناهية بكراهيته. الدليل على أن ثمة حاجة ماسة لمثل هذا التواصل الإنساني المفقود أن ملصق الدورة الـ78 لـ”مهرجان كانّ السينمائي الدولي“، ودون أي ترتيب أو تنسيق، أيضًا يتفق تمامًا في فلسفته مع فلسفة ملصق هذه الدورة لـ“مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي“ في دورته الـ59. والمثير أن المهرجانين خرا علينا وللمرة الأولى، أيضًا ودون تنسيق أو ترتيب، بأكثر من لقطة ملونة لتصميم الملصق. لقطتان في حالة ملصق مهرجان ”كانّ“ و5 لقطات لدى ”كارلوفي فاري“.
جائزة الإسهام المُتميز
سنويًا، يُقدم مهرجان كارلوفي فاري “جائزة فخرية” باسم المهرجان، وأخرى تخص “الإسهام المُتميز في السينما التشيكية” تُمنح باسم رئيس المهرجان. وقد أعلن عن منح جائزة “الإسهام المُتميز”، أثناء حفل ختام دورة هذا العام، للمونتير التشيكي المخضرم “يِجِي بروجِيك”. وفي رصيده أكثر من مائة فيلم سينمائي وتليفزيوني ومسلسل، ومسيرة عريضة امتدت لقرابة نصف قرن، عمل خلالها مع كبار المخرجين في تشيكسلوفاكيا، ثم التشيك مثل، يري مينزل، وإيفان باسر، وفيرا تشيتيلوفا.

لا شك أن التكريم يؤكد على ضرورة انتباه المهرجانات الكبرى إلى مختلف الأفراد العاملين في صناعة السينما، وعدم اقتصار التكريمات والاحتفاءات على المخرجين والمخرجات والنجوم والنجمات أو كتاب وكاتبات السيناريو والمنتجين والمنتجات فقط. لفتات الاهتمام أو التقدير الاستثنائية تلك باتت من العادات الحميدة الملحوظة في الدورات الأخيرة في مهرجان كارلوفي فاري. كما لن يقتصر التكريم على منح ”يجي بروجيك“ جائزة “الكرة البلورية الفخرية“ فحسب، بل سيعرض أيضًا أحد أهم أفلامه، ”أحلام محرمة“ أو ”موت الغزالة الجميلة“ (1986) إخراج كاريل كاشينا.
الدورة الماضية في أرقام
المهرجان الذي أقيمت دورته الماضية الـ58 في الفترة بين 28 يونيو/ حزيران – 6 يوليو/ تموز 2024، تُؤكد إحصائياته المُعلنة بعد نهاية الدورة على نسب حضور مُتنوعة جدًا، وزيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة. سواء من حيث الضيوف المُعتمدين أو الأفلام المعروضة أو مبيعات التذاكر. إذ حضر المهرجان أكثر من 400 مخرج وصانع أفلام وممثل دولي، 1100 من الموزعين ووكلاء المبيعات والمنتجين والمبرمجين. وقرابة 700 صحفي، أغلبهم من أوروبا الوسطى والشرقية. وعرض المهرجان، في 14 قاعة، 70 فيلمًا كعروض عالمية أولى أو دولية أو أوروبية، وأكثر من 150 فيلمًا روائيًا طويلا.
ورغم إصدار بطاقات عضوية المهرجان لمختلف فئات الجمهور، والتي وصلت إلى 13000 بطاقة، إلا أن إجمالي عدد التذاكر المُباعة شهد ارتفاعًا ملحوظًا. إذ كانت المبيعات في عام 2022، قد بلغت 121.015 تذكرة. وفي عام 2023، 123.517 ألف تذكرة. في حين وصلت العام الماضي إلى 140 ألف تذكرة. زيادة تصل إلى 17 ألف تذكرة تقريبًا، ما يؤكد على النمو المتزايد والإقبال الكبير من جانب الجمهور على عروض المهرجان.